اخبار السودان

الإطاحة بالوزير!! السودانية , اخبار السودان

أطياف

صباح محمد الحسن

الاطاحة بالوزير!!

طيف أول:

قرار الفريق عبد الفتاح البرهان الخاص بإعفاء وزير الخارجية السفير علي الصادق أكد أن مؤتمر باريس نحج نجاحاً مبهراً وحقق أهدافه للحد الذي زلزل عرش الحكومة الكيزانية و(خلخل) أهم ركائزها وأطاح بأهم الوزراء فيها.

وبالرغم من أن البرهان الرجل الخطأ لكنه أصدر قراراً صحيحاً بإقالة وزير الخارجية علي الصادق، والقرار صائب لأسباب سابقة للمؤتمر فالرجل يُعد من أسوأ وزراء الخارجية الذين مروا على البلاد صاحب حصيلة دبلوماسية صفرية وتاريخ (فاضي) ومسيرة غير مشرفة

رجل أعيته كتابة البيانات الداعمة للحرب والمنحازة لسياسة الحكم الكيزاني الفاسد

ولأنه ترك مهمته الأساسية وعمل (كمستنفر) وتفرغ للعمل كحارس بوابة للنظام الانقلابي ورفع في مكتبه راية الحرب بدلاً عن علم السودان لهذا فشل في عمله الدبلوماسي الذي كانت تنتظره منه الفلول والمتمثل في القيام بعملية إجهاض لمؤتمر باريس، بالرغم من أن الصادق وسفير السودان لدى فرنسا لو قاما بأي فعل مناوئ للمؤتمر واستدعى الصادق السفير واحتج وأدان وشجب لنجح المؤتمر أيضاً، لأن العلة ليست في الصادق المُستحِق للإقالة ولكن في حكومة غير معترف بها (كلها على بعضها)

ولو أن باريس أعلنت عن جولة ثانية للمؤتمر واعترض عليه السفير الجديد وقام بواجبه فهذا لن يغير شيئاً في النتائج، وستخرج فرنسا وتعيد كلمتها أنها لا تعترف بالحكومة السودانية

ولكن ولأن لكل شئ سبب كتب الله بهذا المؤتمر نهاية لمشوار علي الصادق الذي قتل ووأد الدبلوماسية السودانية وساهم في العزلة الدولية التي عاشها السودان وذلك بمواقفه المنحازة للانقلاب والفلول ضد إرادة الشعب وتحول بوظيفته إلى أمين الأمانة الخارجية لحزب المؤتمر الوطني بدلاً من وزير خارجية

ومن زاوية منفرجة فإن إزاحة الصادق تصب في تحرير القرار العسكري حتى لو جاء برغبة كيزانية لأن القرار جاء أيضاً بإقالة واليي كسلا والقضارف ومعلوم أن هاتين الولايتين كانتا ومازالت مرتعاً خصباً لحملات الاستنفار ومخبأ آمناً لقيادات الفلول، فإقالة والي كسلا ووالي القضارف ووزير الخارجية ربما تعزّز موقف الفصيل العسكري داخل المؤسسة والمطالب بقطع الحبل السري بين الجيش والإخوان، سيما أنه مطلب مباشر تتم مناقشته الآن في الجلسات السرية غير المعلنة بين الدعم السريع وقيادة الجيش التي ربما تريد طاولتها إبداء حسن النية من جانب الجيش فيما يتعلق بعملية الفصل بين المؤسسة والتنظيم

ومن قبل تحدثنا أن لا سبيل لنجاح المفاوضات إلا بقرارات تقع على رؤوس الإسلاميين بدلاً من المسمار الذي يستخدموه دائماً لثقب مركب التفاوض

لكن ما فعله مؤتمر باريس بهم يحتاج خضوعهم العاجل للعلاج النفسي وأخذ أقراص مهدئة ضد أمراض الهستريا والهلوسة، فصراخهم ملأ الأسافير وأظهر ضعفهم وقلة حيلتهم

ألم نحذركم من قبل أن خطوة المؤتمر هذه قاتلة يجب التعاطي معها بحذر ألم نقل إنه أكثر من مؤتمر لجمع التبرعات الإنسانية ونتائجه ستكون أكثر تأثيراً من تفاصيله

جلسة واحدة حققت لتقدم دعماً شعبياً وسياسياً منقطع النظير وأعادت عبد الله حمدوك إلى المشهد بقوة، خطوة واحدة قطعت آمال الفلول وقربت آجالهم وجعلت الصراخ يعلو في بيوت العزاء إذن ماذا ستفعل الفلول عندما تعلم أن للمؤتمر ما بعده وأن ما حدث ما هو إلا تمهيد لخطوات قادمة!! (الله يصبركم).

طيف أخير:

#لا_للحرب

شلة الهتاف المدفوع واحدة من الأدوات البدائية التي تجاوزها الزمن ولهذا لم تحقق أهدافها على أروقة باريس يتحدثون عن (بيع الدم) وهم (أهل الدم) الذين عجزوا عن حماية أهلهم والأخذ بحقوقهم!! كفوا عن المتاجرة السياسية فجراح الوطن لا تحتمل.

الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *