اخبار السودان

تحركات أمريكية لتسوية أزمة السودان.. هل ستستبعد أمريكا البرهان من المشهد؟

خلال أيام قليلة ستدخل الحرب السودانية عامها الثاني دون وجود أي مؤشرات حقيقية على إتفاق وقف إطلاق نار بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ولكن التحركات الإقليمية والدولية تعطي بصيص أمل للوصول الى تسوية سياسية قريبة.

صرحت الإدارة الأمريكية أنها تتوقع أن تصل البلاد إلى نقطة اللا عودة إذا استمرت الحرب 3 شهور أخرى، ولذلك تدفع نحو عودة طرفي القتال إلى طاولة المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة، وبدأت معالم المبادرة الأمريكية في الأيام الأخيرة أن تضح أكثر بعدما أكدت العديد من المصادر ووكالات الأنباء العالمية أن واشنطن تسعى لإستبعاد البرهان من المشهد بشكل نهائي لعدم ثقتها بتسليمه السلطة الى الشق المدني.

لن نسلم السلطة

كان عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا، قد صرح إن الجيش لن يسلم السلطة لقوى سياسية أو مدنية أو أحزاب دون انتخابات. وأضاف في كلمة أمام قيادات “تنسيقية القوى الوطنية” المساندة للجيش في أم درمان “أنه لا بد من فترة انتقالية يكون القائد العام للجيش هو رأس الدولة ومشرف عليها، تشارك فيها الأجهزة الأمنية على رأسها الجيش والشرطة والأمن”.

#السودان عضو مجلس السيادة ياسر العطا: الجيش لن يسلم السلطة قبل إجراء الانتخابات #الحدث pic.twitter.com/qDmMbnyoDV

ا لـحـدث (@AlHadath) March 16, 2024

في السياق يقول الباحث في الشأن الإفريقي محمود الغميري، أن هذا التصريح قد يكون تأكيد رسمي لنوايا القوات المسلحة في الإستمرار بالسلطة حتى بعد إنتهاء الصراع المسلح، وحتى نهاية الفترة الإنتقالية، وقد تستمر حتى بعد ذلك.

ويُضيف محمود الغميري، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من تكرار تجارب بعض الدول المجاورة للسودان ولا تريد أن تستمر القوات المسلحة على رأس السلطة بالبلاد، وترى في المكون المدني للسلطة الإنتقالية السابقة مرشحًا مثاليًا لقيادة السلطة بعد التوافق على التسوية السياسية.

بالإضافة الى ذلك، يعتبر التقارب السوداني الإيراني عن طريق المؤسسة العسكرية السودانية سببًا إضافيًا لاستبعاد البرهان نهائيًا من المشهد السياسي سواء في الفترة الإنتقالية أو حتى بعد نهايتها، وبهذا الصدد أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية الى إن إيران ضغطت على السلطات السودانية للسماح ببناء قاعدة بحرية إيرانية دائمة على ساحل البحر الأحمر مقابل الدعم العسكري للجيش السوداني.
ونقلت الصحيفة عما وصفته بمسؤول استخباراتي سوداني كبير قوله إن وجود قاعدة إيرانية على البحر الأحمر كان سيعطي لإيران ميزة مراقبة حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس، وكذلك بالنسبة لإسرائيل، ولكن السودان رفض ذلك، وهذا لا يعني توقف التعاون بين الطرفين أو إستبعاد فكرة بناء القاعدة الإيرانية بشكل نهائي، أو أن التصريح برفض السودان للفكرة ما هو الا لتقييم ردة الفعل الأمريكية.

إثارة غضب واشنطن

وكان السيناتور جيم ريش، العضو الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، قد حذر خلال اجتماع اللجنة لدارسة نشاطات الجماعات الوكيلة لإيران في الشرق الأوسط، من أن طهران توسع وجودها العسكري بسرعة في السودان.

ونقل موقع “سيمافور”، عن مسؤولين أميركيين وعرب، أن توسيع العلاقات العسكرية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة السودانية يمكن أن يؤدي إلى تدويل الحرب الأهلية في السودان وقد يوفر لطهران حليفا جديدا، حتى تتمكن من توظيفه في البحر.

من جانبه يقول الأكاديمي محمود الغميري، يبدو أن القيادة السودانية عازمة على التعاون مع إيران، ومازلت التصريحات التي تخرج من القيادة السودانية تبرر هذا الموقف، حيث قال عضو مجلس السيادة الفريق اول ركن إبراهيم جابر في تصريحات صحفية سابقة، أن الأصل في العلاقات الدولية التواصل وتبادل المصالح لا القطيعة والعداوات، ويلفت الى أن العلاقة مع إيران استخدمت خلال سنوات النظام السابق لأغراض سياسية لكن هذا لن يحدث الآن، لأن الوضع تغير كما يقول.

وأشار كذلك أن غالب دول الخليج لديها علاقات مع إيران، و قال ” لا أعرف كيف نميِّز بين أن تكون هذه العلاقة ايجابية ولمصلحة الشعوب وهذه علاقة محرمة.. في السياسة الدولية قطع العلاقات بين الدول هو الشاذ وليس اعادتها مادام ذلك في مصلحة السودان “. وبما يخص التطبيع مع اسرائيل، أكد جابر إن العلاقة مع إيران لا يمكن أن تؤثر على قطار التطبيع مع اسرائيل الذي كان السودان اول المنضمين له، ويوضح أكثر أن “السودان يدير شؤون السياسة الخارجية وعلاقاته الدولية وفق المصلحة العليا لشعب السودان وإذا رأى مصلحة في التطبيع سيستمر وحال لم يجد لن يفعل”.


المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *