اخبار المغرب

“صوت إفريقيا” .. الجزائر تستهدف دول القارة السمراء بمشروع إذاعي جديد

بعد “الانتكاسات الدبلوماسية الجزائرية على الساحة الإفريقية” وفشلها في حشد دعم عدد من دول القارة للأطروحة الانفصالية التي ترعاها، تحاول الجزائر استمالة الشعوب الإفريقية والتأثير عليها؛ لكن هذه المرة عبر بوابة الإعلام.

فمن أجل الترويج لسياستها الخارجية في القارة وإسماع صوتها الدبلوماسي الذي خفت في السنوات الأخيرة، أطلقت السلطات الجزائرية قناة إذاعية جديدة أسمتها “صوت إفريقيا”، تستهدف الشعوب الإفريقية وتخاطبهم بلغات ولهجات محلية مختلفة، بطاقم صحافي يشرف عليه “خبراء في الأمن والسياسة الخارجية”.

محمد بوسليماني، وزير الاتصال الجزائري، أكد أن القناة الإذاعية الناشئة “تكريس لقناعة بلاده في إيجاد منظومة إعلامية إقليمية متكاملة”، خاصة في ظل التشويش الذي قال إن “الجزائر تتعرض إليه من جهات عديدة”، داعيا بذلك الصحافيين إلى “مواكبة السياسة الخارجية للبلاد وإبراز إنجازات الدولة على مختلف الأصعدة”.

من جانبه، أشاد يوسف بلمهدي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بإطلاق القناة نفسها، معتبرا أنها “استمرار للدبلوماسية الدينية الجزائرية الحاضرة بقوة في العمق الإفريقي”، وفق تعبيره.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أكد، في تصريح على هامش لقائه بعدد من الإعلاميين بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، بُث أول أمس السبت، أن بلاده “استرجعت مكانتها في القارة وعادت إلى فضائها الإفريقي”، مضيفا أن “أهداف الجزائر في إفريقيا إنسانية وأخوية، عكس أهداف الغرب”؛ على حد قوله.

أزمة نظام

أحمد الدرادري، الأستاذ الجامعي ورئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، قال “إن إقدام الجزائر على إطلاق هذا المشروع الإعلامي لا يحمل أي جديد؛ لأن الأزمة التي يعيشها النظام الجزائري ليست أزمة خطاب أو تواصل، وإنما هي أزمة إيديولوجيا وشرعية نظام”.

المتحدث ذاته تساءل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن طبيعة المواضيع التي ستتناولها القناة، بالقول إن “القارة الإفريقية تحتاج إلى وسائل إعلام تنموية لا سياسة تحرك الفتن وتنشر الأطروحات الانفصالية”، مضيفا أن الجزائر “لا يمكن أن يُعول عليها لبناء أي مشروع إفريقي؛ لأنها منذ سنوات وهي عضو في الاتحاد القاري ولم تقدم شيئا غير أنها كانت وراء عدد من الانقلابات في دول المنطقة”.

وتعليقا على تصريحات وزير الشؤون الدينية الجزائري، أكد الأستاذ الجامعي أن “الجزائر تسعى إلى منافسة المغرب في المجالات التي برز فيها وأخذ الريادة قاريا، فهو يشرف اليوم على تأطير أئمة 34 دولة على المستوى الإفريقي”.

شدد الأستاذ الجامعي ورئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات على أن النظام الجزائري “لن يفلح في ترويج خطاب الاعتدال والتسامح الدينيين؛ لأن عليه أولا أن يفك ارتباطه بالتنظيمات الإرهابية التي يدعمها”، مردفا أن “كل من يراهن على غير المغرب في تدبير الشأن الديني في إفريقيا سيصطدم يوما بمذهبيات ومرجعيات تؤيد الجهاد والإرهاب”.

استراتيجية قديمة

يعتبر أحمد نور الدين، الباحث في العلاقات المغربية الجزائرية، أن “الخطوة الجزائرية الأخيرة تجد لها تفسيرا في إعلان السعيد شنقريحة قبل سنة من الآن، إطلاق استراتيجية إعلامية خارجية ضد العدو الخارجي، في إشارة إلى المغرب”.

الباحث ذاته أكد، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “هذه الاستراتيجية تجلت بالواضح في الحرب الإعلامية على كل ما هو مغربي”، مضيفا أن “الجزائر ستكون بإطلاقها لهذه القناة قد أضافت لغات ولهجات أخرى للغة الكذب والتضليل التي تتقنها”.

وأردف أحمد نور الدين قائلا إن “الجزائر انتقلت، في حربها ضد المغرب، من حرب العصابات والحرب الاقتصادية إلى حروب الجيلين الرابع والخامس عبر وسائل الإعلام والتواصل”، مستشهدا بتصريح لوزير الخارجية الأسبق رمضان العمامرة في هذا الإطار.

وخلص المتحدث إلى أن “النظام الجزائري يعترف ضمنيا بهزيمته السياسية والهوياتية عبر تقليد المغرب الذي قطع أشواطا في الدبلوماسية الإعلامية والدينية بالقارة الإفريقية”، منهيا حديثه باقتباس لابن خلدون قال فيه “إن الشعوب المهزومة مهووسة بتقليد المنتصرين عليها”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *