اخبار المغرب

مركز كندي يرصد “تماسك” اتفاقيات أبراهام أمام التوترات في الشرق الأوسط

رصد تقرير حديث صادر عن “معهد ماكدونالد لوريير”، مركز تفكير كندي، تماسك اتفاقيات أبراهام الموقعة بين إسرائيل والمغرب والإمارات والبحرين بوساطة أمريكية، رغم التوتر الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة المستمرة لأكثر من 200 يوم، مسجلا أن “الأمر لم يقتصر فقط على تمسك الموقعين على هذه الاتفاقيات على نطاق واسع بموقفهم لما قبل السابع من أكتوبر؛ بل إن التنسيق الإقليمي الموسع بين واشنطن وتل أبيب والدول السنية في الخليج، خلال هجوم إيران على إسرائيل في الـ14 من الشهر الماضي، أظهر تحالفا غير مسبوقا وشهية قوية لتحصين التحالفات خارج دول الاتفاق الحالية”.

في السياق نفسه، أوضح مركز التفكير الكندي ذاته أن “الخبراء والمحللين أصيبوا بالذهول من الوحدة غير المسبوقة التي طبعت الوضع الراهن للجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، والتي مهدت لمسار جديد من شأنه أن يشكل دبلوماسية المنطقة ويقدم فرص مشاركة جديدة يجب على كندا أن تستغلها”.

وأضاف أن “أوتاوا حوّلت، في السنوات القليلة الماضية، الكثير من تركيز سياساتها الخارجية إلى منطقتي المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما منذ إعلان حكومة ترودو عن استراتيجيتها الأولى في المنطقة في 27 نونبر 2022، بحيث شكلت هذه الخطوة بمثابة محاكاة لسياسة واشنطن ومثلت محاولة كندية للسير على خطى حبلها الدبلوماسي المشدود مع بكين ونيودلهي”.

في هذا الصدد، أورد التقرير ذاته أن “الحرب بين إسرائيل وحماس كشفت عن نقاط ضعف أخرى في السياسة الداخلية والخارجية لكندا”، مشيرا إلى “مئات الاحتجاجات التي شهد بعضها تصعيدا عنيفا في شوارع المدن الكندية الكبرى ثم ارتفاع نسبة جرائم الكراهية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بحيث أصبح من الصعب تجاهل هذا التوتر داخل المجتمع الكندي”، مضيفا أن “هذا التوتر بات واضحا داخل التجمع الليبرالي الذي يتزعمه ترودو، عندما اندلعت الفوضى خلال اقتراح الحزب الوطني الاعتراف بالدولة فلسطينية”، مشددا على أن كل هذه التطورات والتوترات تُظهر عدم وجود اتجاه واضح في استراتيجية كندا في الشرق الأوسط الذي بات يتطلب اهتماما فوريا.

وارتباطا بالوضع في الشرق الأوسط، سجل المصدر ذاته أن “اتفاقيات أبراهام حققت تقدما كبيرا في عمرها القصير؛ فعلى الصعيد الاقتصادي، تجاوز إجمالي التجارة بين إسرائيل ودول الاتفاق 4 مليارات دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة سنوية بلغت 16 في المائة”، على الرغم من انخفاض وتيرة التبادل التجاري بين الدول المعنية منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبالإضافة إلى الشق الاقتصادي، أشار “معهد ماكدونالد لوريير” إلى “إحراز تقدم كبير في دعم القطاعين التكنولوجي والعسكري للدول المعنية، إذ يشير حجم التعاون التجاري والعسكري بين الدول إلى الدور الأساسي للتحالف بين هذه البلدان بهدف تعزيز مواقفها مع تصاعد عدم الاستقرار غير المسبوق في المنطقة، لا سيما مع التهديد المتزايد للحرس الثوري الإسلامي في إيران”، مسجلا “متانة اتفاقات أبراهام، ولو في خضم الاضطرابات الإقليمية”؛ غير أنه لفت في المقابل إلى أن “الحرب بين إسرائيل وحماس فرضت ضغوطا على هذه الاتفاقيات، حيث تم استدعاء سفراء الجانبين إلى بلدانهم الأصلية”.

وشدد التقرير على أن “فهم الدور القيم الذي لعبته الدول الموقعة على الاتفاقيات وسط تصاعد وتيرة الحرب يجب أن يشير إلى أهمية وقيمة هذه الاتفاقات بالنسبة لأوتاوا، فلسنوات اكتسبت المشاعر حول الخطر الذي يشكله الحرس الثوري الإيراني زخما في كندا. كما اكتسبت الدعوات إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية زخما كبيرا بين المعارضين الإيرانيين في البلاد وداخل البرلمان، خاصة بعد إسقاط إيران لطائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية في يناير 2020؛ مما أسفر عن مقتل 176 شخصا، من بينهم 85 مواطنا كنديا”.

وبيّن أن “اتفاقيات أبراهام توفر لكندا فرصة لتسريع دبلوماسيتها، ليس فقط مع الموقعين الحاليين؛ ولكن أيضا مع الإضافات المحتملة التي قد تشهدها هذه الاتفاقيات”، مشددا على أنه “مع اقتراب كندا من الانتخابات الفيدرالية المقبلة، ومع تزايد اهتمام الكنديين بمكانة كندا في العالم، سيكون الالتزام بالدبلوماسية القوية أمرا أساسيا لبرامج الأحزاب؛ وبالتالي فيجب على قادة كندا مراعاة متانة اتفاقيات أبراهام وما ينتج عنها من إمكانية حدوث تغيير كبير في الشرق الأوسط عند تطوير سياساتهم الخارجية”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *