تتواصل نداءات واستغاثات النازحين في معسكرات دارفور الموجهة للمجتمع الدولي للإغاثة العاجلة مع ارتفاع معدلات الجوع والعطش وتردي الوضع الأمني والصحي، في حين أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية في دارفور عقد مؤتمرها في مايو المقبل بمعسكر كلمه، فيما اختتم فيه مؤتمر باريس للقضايا الإنسانية في السودان أعماله بتعهدات مالية تفوق 2 مليار دولار.
ووجهت الادارة العامة لمعسكرات النازحين اللاجئين بمعسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور، يوم الأربعاء، نداءً جديدا لبرنامج الغذاء العالمي بالتدخل الفوري لإنقاذ النازحين من الموت جوعا.
وقالت الإدارة في تعميم تلقى راديو دبنقا نسخة منه إنها عقدت اجتماعا حول الوضع الكارثي والإنساني في مخيمات النازحين في دارفور.
وجددت دعوتها لكافة المنظمات الإنسانية وخاصة برنامج الاغذية العالمية بالتدخل الفوري اليوم قبل غدا لإنقاذ النازحين من الموت جوعا في إطار الحفاظ على الحق في الحياة.
حصار وجوع في كساب
وفي ولاية شمال دارفور، شكا النازحون في معسكر كساب بمحلية كتم بولاية شمال من تردي الوضع الأمني وعدم توفر الماء والغذاء والرعاية الصحية.
وقال العمدة حسن محمد وهو أحد قيادات المعسكر لراديو دبنقا إن النازحين يعانون من النهب في الطرقات والاعتداء بالضرب بجانب عدم توفر مياه الشرب. ونوه إلى تعطل 28 مضخة مياه بالمعسكر من أصل 32 مضخة مع تأثير أزمة الوقود على المضخات العاملة، وأشار إلى أن المياه المتوفرة لا تغطي 40 في المائة من حاجة النازحين.
ونبه إلى أن النازحين بالمعسكر يعانون من الحصار والجوع ونفاد المخزون الغذائي، مما أدى لانتشار مظاهر التسول، ودعا المنظمات للتدخل العاجل محذرا من العواقب الوخيمة على حياة النازحين في حال عدم وصول المساعدات الغذائية خلال شهرين. وأشار إلى شح في أدوية الأمراض المزمنة مع نفشي سوء التغذية وسط الأطفال والمسنين.
رعب وذعر
من جانبه قال الشيخ إبراهيم عبد الله رئيس بلك (ب) بمعسكر كساب في محلية كتم إن حالة من الرعب والذعر تنتظم المعسكر بسبب القصف الجوي المتكرر.
وأكد لراديو دبنقا إن النازحين يتعرضون للاعتداء في حال خروجهم من المعسكر لمسافة كيلومتر واحد. ونوه إلى عدم توفر فرص العمل مع عدم صرف المساعدات المالية. وناشد المنظمات بالتدخل العاجل.
ويبلغ عدد النازحين في معسكر كساب 45 ألف نازح يتوزعون على ثلاث مربعات (أ، ب، ج).
وقال إن الطريق الرابط بين كتم والفاشر مغلق بسبب الأوضاع الأمنية بجانب انتشار البوابات العشوائية وأشار إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين قبل يومين.
سوء تغذية
في ولاية جنوب دارفور، كشف النازحون في معسكر السلام بمحلية بليل جنوبي نيالا عن تفشي سوء التغذية الحاد وسط الأطفال والمسنين بسبب عدم توفر الغذاء، مشيراً إلى أنهم يقتاتون على الجراد وثمار الدوم.
وقال النازح الهادي عبدالله لراديو دبنقا إن عدد حالات سوء التغذية التي يتم تسجيها يومياً بالمعسكر تبلغ 10 حالات ويتم تحويلها إلى معسكر كلمه، بينما كشف ادم إسحاق ابكر من إدارة الشباب بالمعسكر في لراديو دبنقا عن وفاة حالة واحدة يومياَ بسبب سوء التغذية. وأشار لعدم إمكانية نقل المرضى إلى معسكر كلمه بسبب عدم توفر مبلغ الترحيل.
وقال إن يشهد انتشاراً للدرن مع عدم توفر الأدوية اللازمة، ونوه إلى عدم توفر الأدوية في مركز التأمين الصحي بمقر اليوناميد السابق بجانب عدم توفر الأدوية والفحوصات. وأشاروا على عدم استلام النازحين في المعسكر أي مساعدات.
مؤتمر في كلمه
وفي الأثناء، قالت اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية في إقليم دارفور إنها تخطط لتنظم المؤتمر بمعسكر كلمة بجنوب دارفور في مايو المقبل.
وقالت اللجنة، في بيان اطلع عليه راديو دبنقا، إنها ستدعو المبعوث الأمريكي والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي للحضور والمشاركة (بالزووم) للسماع مباشرة للمتأثرين بالحرب الذين يقيمون داخل بلادهم، كما طرحت اللجنة التحضيرية خطة عمل لكافة الجهات المعنية بتوزيع المساعدات الانسانية للاجئين بالمناطق الحدودية والنازحين داخلياً في المخيمات. وتهدف الخطة إلى توفير توزيع فعّال وشفاف للمساعدات الغذائية والطبية ل(ملايين) اللاجئين والنازحين داخليا الذين يعيشون في ظروف معاناة بالغة القسوة بالمعسكرات والمخيمات وبالقرى وداخل المنازل بأحياء المدن، وتتضمن هذه الخطة مشاركة القواعد المتأثرين بالحرب وهم اصحاب المصلحة لضمان التوزيع الفعال، واتخاذ تدابير صارمة لمنع الفساد، ومراقبة دقيقة للحفاظ على الشفافية.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة
