اخبار السودان

الحركة الإسلاموية وتناقضات سياسة (الحربوية)..!

الحربوية أو (الحرباء) بالفصحى، حيوان من الزواحف، وكما نعلم جميعا، لها طبيعة الاختباء لحماية نفسها من أعدائها، أو الثبات بلا حركة فى مكان بلون جلدها حتى تتمكن من الهجوم على فريستها وتلتهمها، هكذا، وإذا ركزت النظر على الحربوية، تجدها تنظر إليك فى توجس وتتلفت حولها، ولا يستطيع أن تفهم فيم تفكر، أو تتنبأ بحركتها المقبلة. وبنفس طريقة الحرباء، هجم الكيزان فى ليلة سوداء ظلماء من عام 1989م، والتهموا دولة بكاملها، بجيشها، وبشعبها وباقتصادها، وبتاريخها، وقد تخفت (كالحرباء تماما) خلف ستار الدين والشريعة، وهى تعلم أن الدين بالنسبة للشعب السودانى من قديم الزمن يمثل حبه وعشقه الأبدى. وانتظر الشعب حتى يرى تطورا ونموا تحميه الشريعة كما وعدوا، وخلقا وسلوكا نابعا من تعاليم الدين الإسلامى كما أعلنوا، ولكن بعد أن سيطرت (الحرباء) على الجيش والأمن والشرطة، فرخت مليشيات بمسميات مختلفة، الدفاع الشعبى، الأمن الطلابى، كتائب الظل، المجاهدين، الدبابين، وأخيراً الدعم السريع. وسخرت كل هذه النظم الأمنية لمراقبة الشعب السودانى ليلا ونهارا، كما عصفت بالجيش والخدمة المدنية وأخرجت كل الوطنيين أو بمعنى أدق كل من لاينتمى لتنظيمها إلى الشارع..! ومكنت لكوادرها التنظيمية كل وظائف الدولة المهمة بلا استثناء مهما كانت خبراتهم متدنية..!

وبعد أن أسقطها الشباب عام 2019 بثورته العارمة، كان لابد للحرباء من أن تمارس  ذكائها الخبيث وقدرتها على التخفى، فارتدت جلد الثورة حتى تستمر سيطرتها على الشعب ومقدراته، وكان الإنقلاب على البشير والتضحية به وعزله، وإبراز كوادر أخرى (حربائية) من الجيش، بجلد جديد ولون مخالف، اعتمادا على أن شعب السودان المسلم حقيقة، يؤمن بأن المؤمن صدّيق..!

ولا يهمنا كشعب، أن كان الانقلاب بواسطة اللجنة الأمنية الحاكمة، للحفاظ كما قالوا على وحدة جيش الكيزان، أو بتدخل قيادات الحركة الإسلاموية، لأن كلاهما فى مفهومنا شىء واحد، مهما حاولوا تزييف الحقائق والوقائع.

وبعد ست سنوات على هذا الحدث، يشغلنا الطاهر التوم بطلعته البهية، وباستضافة (جوهرة) الحركة

الإسلاموية، التى تولت كل الوظائف الممكنة وغير الممكنة، بسبب التغييب المقصود للكوادر المؤهلة علميا ووطنيا عن مواطن اتخاذ القرارات، والمتوافرة فى جموع الشعب السودانى ومثقفيه، وذلك بتهجيرهم داخل وخارج السودان، أو بتعذيبهم وقتلهم فى بيوت الأشباح، أو بذبحهم معنويا بتنحيتهم عن خدمة وطنهم إجباريا..!

فما الداعى الآن لهذه المقابلات (الناعمة المرطبة) التى لا معنى لها، والشعب يعانى أسوأ الظروف التى مرت عليه فى تاريخه، موتا وجوعا ومرضا وتشريدا وإهانة، بينما قادة التنظيم الذى أشعل هذه الحرب وأسرهم ينعمون بكل وسائل الراحة فى الدول التى هرَبوا وهرّبوا إليها أموال الشعب واشتروا بها القصور والفلل والشقق الفاخرة..!

وأؤكد للقراء الكرام، أن الداعى لذلك هو استخدام (طبيعة الحرباء)، فبعد أن فشل الإعلام العنيف الذى تولاة أنس عمر ، والجزولى الداعشى، ومن قبلهما أحمد هارون، وبعض قادة جيش الكيزان أمثال كباشى وياسر العطا، وأيضا بعض ولاتهم فى تخويف الشعب. رأت (الحرباء) أن تغير جلدها كالعادة، ليبدأ إعلام مغاير، أبطاله وجوه مرطبة، تعلوها سمات النعم، فى حوارات تتخللها الضحكات الرجالية، التى لا تشعر بمأساة الشعب الجائع المشرد، والبسمات الأنثوية الناعمة التى تزكى نفسها عبر فقرات الحوار كلما سنحت الفرصة والتى لاتبالى أأكلت الكلاب الجثث المتعفنة، أم تركتها للنسور الجائعة التى أبت أن تعود إلى مواطنها كعادتها نظرا لوفرة (الفرائس البشرية) فى سودان المأساة التى صنعتها (الحرباء) عن عمد وعن إصرار وترصد، وبكل براهين التهديد المسبق، صوت وصورة..!

 

سأحاول أن أوضح هنا (بالتفصيل) الأهداف التى قد تخفى على القارىْ،  والمراد تحقيقها من خلال تلك المقابلات التى سرّبت إيحاءات تحاول إزاحة جريمة الحرب وتدمير الوطن عن كاهل الحركة الإسلاموية، مع محاولات (تبييض) ملف الحركة (الأسود) بذكر بعض (الخدمات والتضحيات الجليلة) التى قدمتها الحركة للشعب، ونوجز ذلك فيما يلى:

 

1/ ما المقصود بأن الحركة الإسلاموية بعد التحقيقات الأنثوية لم تكن مسؤولة عن إنقلاب المدعو عوض بن عوف؟ أعتقد أن هذه التحقيقات تمثل مقدمة إيحائية للسلسة القادمة للطاهر التوم التى بدأت مع ضباط جيش الكيزان، والتى سيتوصل فيها أن الحرب الحالية بعد تحقيقات مماثلة لم يبدأها الجيش وإنما بدأها الدعم السريع، أو تكون بدأتها قوات جيش قحت  القتالية الخاصة..!   أو

قوات الكوماندوز الملحقة بتنسيقية (تقدم)..!

 

2/ أفادتنا المقابلات الرمضانية (أسوأ مافيهم يخرج دائما فى رمضان) بأن الحركة الإسلاموية ليست هى المؤتمر الوطنى، فالمؤتمر الوطنى (فى رأيهم) قطاع عريض به إسلاميون ومسيحيون وعناصر أخرى..! وفى هذه الحالة يمكن التضحية به ليصبح كبش فداء، ينقذ الحركة الإسلاموية من جريمة إشعال الحرب، مع العلم بأن محضر إجتماع المؤتمر الوطنى المعنى باتخاذ قرار الحرب موجود ومتداول، وقد رأسه على كرتى الأمين العام للحركة فى أول إبريل 2023م قبل أسبوعين من الحرب..!

 

3/ تصف الأستاذة أعضاء حركتها بالنقاء الفريد فى نوعه (ليس لأنهم يشعرون بالفوقية هذا تعبيرها حرفيا)، وإنما لعبقرية المنضمين لهذا الاتجاه فهم (أوائل الدفعات فى الجامعات) و(أبناء القبائل الكبيرة) أى (خلاصة الخلاصة من الشعب السودانى) وقد عبرت عن هذا النقاء بالإنجليزية (cream of the cream)..! وطبيعى، وطبقا لهذا المفهوم أن يكون بقية الشعب السودانى (شماشة) والتعبير من عندى حتى أتمم لها العبارة..!

 

4/ وعن تضحيات هذا التنظيم (من أجل السودان وشعبه)، تذكر ضيفة الحلقات (أنه قُد قتل فى الجنوب 18 ألف شاب بعيدا عن أهليهم وأحبابهم)، وتقول فى حزن وأسى على أحد شهدائهم وهو محمد الفضل (لماذا كُتب علينا وحدنا أن نضحى لأجل بلدنا وشعبنا بإخواننا فى التنظيم وفى البلد جيش يمكنه تولى هذه المهمة؟)، والسؤال: هل الشعب ببرلمان منتخب أمركم بحرب الجنوبيين؟ أم تطلعاتكم العنصرية فى القضاء على أى دين مخالف حتى تقيموا إمارة إسلامية خالصة؟ وهل ننسى أن تلك الحرب قد أدت إلى فصل الجنوب؟ ودشن الخال الرئاسى (العنصرى) ذلك بذبح عدة ثيران (سود) احتفالا بانفصال الجنوب..!

 

5/ تستغرب الأستاذة من حملة الكراهية الشديدة التى شملت معظم الشعب السودانى ضد الإسلامويين

ودمعت عيناها لتلك المشاعر (غير الطبيعية) من الشعب تجاههم، ولما تعمقت فى دراسة هذه الظاهرة (الغريبة)، وجدت أن هذه الكراهية ليست نابعة من الشعب السودانى المحب لتنظيمها النقى المكون من خلاصة خلاصة الشعب، فقد توصلت بعبقرية غير مسبوقة إلى أن تلك الكراهية آتية من الخارج..!! من منظمة تعمل على تغيير الرأى العام فى بعض الدول، وهى التى تلاعبت بالرأى العام فى أمريكا وتسببت بخسارة (هيلارى كلنتون) الانتخابات الأمريكية، وإذا كانت هذه المنظمة قد تلاعبت برأى 250 مليون أمريكى، فبطبيعة الحال يمكنها أن تتلاعب بالرأى العام للشعب السودانى المسكين وتجعله يكره الكيزان..!! ولكنها نسيت نقطة أساسية حتى نصدق أطروحتها ونشكرها على تعبها فى البحث والدراسة، وهى: من الذى دفع أجر هذه المنظمة؟ وأجور مثل هذه المنظمات بملايين الدولارات ؟ حتى نتقدم للمنظمة بواجب الشكر والتقدير، ونعتذر للأستاذة عن الخطأ الذى وقعنا فيه بكراهتنا (غير المبررة) لتنظيمها الحبيب..! لأن كراهية الشعب السودانى له لم تكن للفساد والتعذيب والقتل فى بيوت الأشباح، وسرقة موارد الدولة وترك الشعب يموت جوعا ومرضا، ولم تكن أيضا لإشعال الحرب والقضاء على ماتبقى من الوطن..وتشريد 8 مليون إنسان..!

 

6/ تقول الأستاذة وكأنها تراجعت عن رأيها السابق بخصوص المنظمة التى غيرت الرأى العام السودانى، (أنها لم تتوقع حجم السلوك المجتمعى الغاضب من الشعب تجاههم)، وعادت تقول فى خبث ملحوظ (إن ميزة الشعب السودانى بيرجعوا بسرعة، لأنهم أذكياء..!!) أى أن موجة الكراهية مصنوعة، وسيعود الشعب لطبيعته، للوقوع فى غرام الحركة الاسلاموية، بعد خسارة ملايين الدولارات التى دفعت للمنظمة المذكورة..!!

7/ تحدثت عن العداء المنتشر فى أوساط الشعب ضد جيش الكيزان، وقالت ان ذلك ليس فى مصلحة الوطن وضربت مثلا بالصومال (فقد ناصبت الفصائل الصومالية العداء للجيش بعد سياد برى، إذ أعتبر الجيش مؤيدا له، ولما انهار الجيش دخلت الصومال فى حرب أهلية طويلة، وضربت مثلا آخر بجيش العراق الذى تهاوى فى ساعات قليلة)، وهذه الأمثلة تشبه ما حدث فى السودان تماما ، فالجيوش الثلاثة كانت تحمى الأنظمة الحاكمة، ولم تحافظ على الشعب أو تحميه، ولذلك انهارت، وهذه نتيجة طبيعية، لايحمى الوطن إلا جيشا له عقيدة وطنية وملتصق بوطنه، وواجبه حماية الشعب والدستور وليس حماية أنظمة ظالمة، وغالبا تكون تلك الجيوش ضعيفة ومهمتها الحراسة فقط والإستقواء على الشعب الأعزل، وليس الحرب كما حدث لجيش الكيزان.

8/ عادت وأكدت (ودائما ما تناقض نفسها) أن (كل) السودانيين (أصحاب الضمير الحى)، لديهم علاقة جيدة بجيش الكيزان ويثقون به، وقد تقدمت مجموعات منهم (أستنفرت) للدفاع عن الوطن مع الجيش، وتردف (أن التطور الذى حدث للبشرية، أن هنالك قسما من الشعب اختاروا حماية بقية الشعب، ولذلك على الشعب أن يدافع مع الجيش عن الوطن)، وتتساءل: (لماذأ أنصار الاتجاه الإسلاموى دون غيرهم؟)..! والجواب أنتم اخترتم ذلك ولم يختاره الشعب لكم..!

 

ولتطبيق هذا المفهوم المغلوط، وهو استنفار المدنيين لمساعدة الكيزان وجيشهم فى حربهم التى أشعلوها دون خبرة بهذه المهمة، يتطلب من جماهير الشعب مساعدة الأطباء فى عملياتهم الجراحية، وعليهم أيضا مساعدة المهندسين فى بناء البيوت والعمارات والمكاتب..! أما لماذا يحارب الإسلامويون دون غيرهم مع الجيش؟ فالسبب واضح.. حتى تعود الحركة الإسلاموية لحكم الدولة والقضاء على ماتبقى من امكاناتها، وتسيد ما بقى من شعبها الجائع المشرد..!

 

والعجيب أن الأستاذة الموقرة تنكر مايعلمه جميع السودانيين من أن الجيش تسيطر عليه الحركة الإسلاموية، رغم عشرات من مقاطع الفيديو لضباط معاشيين يؤيدون ذلك. بالإضافة لدليل دامغ ورد فى المادة الثالثة من اجتماع إعلان الحرب لعلى كرتى فى أول إبريل مع جماعته، والتى نصها (أن الدعم السريع فئة متمردة ويجب تجييش الشعب السودانى ضدها) وقد نفذ الأمر قادة الجيش حرفيا، ذلك الأمر الذى أصدره (شخص مدنى) يرأس حزبا (محلولا بالقانون)..! فهل بعد هذا يقول عاقل أن الجيش جيش السودان؟

 

9/ تذكر الأستاذة أنها لم تندهش لماحدث (أى سقوط الإنقاذ) وتقول هذه فرصة للإسلاميين لإعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس صحيحة وتقديم أنفسهم من جديد للداخل والخارج ..! وانصب رأيها جملة على تصحيح مسيرة الإنقاذ بالآتى:

  • تعزيز دور الدولة المدنية وتراجع دور الحزب.
  • إعادة تطوير الحكم الاتحادى.
  • إعادة تصميم النظام الاقتصادى.

والسؤال المطروح هنا: ألا يوجد غير الفاسدين والفاشلين والقتلة والإقصائيين لإعادة تأسيس الدولة السودانية..!

 

10/ وفى ردها على سؤال عن أسباب سقوط (الإنقاذ) قالت كنا (قلقين) على مستقبل الدولة للآتى:

  • تركز السلطة فى يد اللجنة الأمنية التى يثق فيها البشير، ولا سلطة للوزراء أو رئيسهم.
  • تعاظم مراكز القوى داخل التنظيم والدولة.
  • عدم تجديد الوجوه.
  • ضيق مساحة الحرية داخل الحزب والدولة.
  • إهمال دور شباب الحزب الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحركة.
  • بعد انفصال الجنوب، لم تحدث نقلة فى الدولة، رغم تغير الجغرافيا (اختلاف شكل الدولة)، وتبدل الإقتصاد (ذهاب معظم إنتاج البترول للجنوب)، حيث كان ينبغى بعد الإنفصال إيجاد أفق جديد، ووضع داخلى مختلف، ووضع خارجى جديد. ولكن هذا لم يحدث لأن التيار التقليدى فى الحزب كان يخشى التغيير..!

تعليق: 1. كل هذه المسالب والأخطاء، كانت نتيجة لوجود عباقرة الحزب فى دواوين الدولة المختلفة، وهم ماشاء الله (خيار من خيار) (cream of the cream)..!

تعليق: 2. لهذه الأسباب، وأهمها الظلم البين والغبن الذى حاق بالشعب، انفجرت ثورة الشباب

الذين أطاحوا بأكبر نظام سلطوى دكتاتورى فى المنطقتين الأفريقية والعربية..!

 

11/  ذكرت (شيخ حسن) وترحمت عليه، وقالت أنه أنتج (كوادر مميزة)(!!)، وأن أى ضعيف فى إمكاناته أبعده عن مكان القرار (!!)، وقد أنتج الشيخ نظاما إسلاميا وسطا ومعتدلا (!!)،، وأن شيخ حسن كان قلقا على الدولة السودانية(ّ!!)، كما كان قلقا من الجيش بشكل خاص (!!) وأن قطاعات كبيرة من الشعب (حُرمت) من إيجابيات فكر الشيخ(!!) (تكفى علامات التعجب ولا داع للتعليق). (ونحيلكم على البرامج التى بثتها قناة العربية لمناقشات الكيزان الداخلية، التى تنفى كل تصريحات الأستاذة شكلا وموضوعا، ولكم أيضا الرجوع إلى لقاءات الترابى مع أحمد منصور على اليوتيوب، للإطلاع على (مسخرة) إسمها (الإنقاذ) أسسها فكر حسن الترابى المريض، مستضيفا كل إرهابيى العالم فى السودان، الذى يتميز أهله بتطبيق روح الدين الأسلامى الحنيف، بطريقة متوارثة أفضل من الدول التى كانت مهدا للإسلام)..! (الحنيف معناه: أى السهل والمستقيم الذى لاعوج فيه ولا تطرف).

 

12/ اعترفت أن على كرتى كنائب لرئيس الحركة، كان لديه خط مفتوح مع الرئيس ومع وزير الدفاع فى إطار الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة، أما شيخ الزبير (رحمه الله) فقد كان مشغولا عن الحركة والدولة ببرامج (الهجرة إلى الله) و(إخوة الفجر) وغيرها من البرامج التربوية.

 

13/ تقول إن الإسلامويين يمثلون جزءا من هذا الشعب، لتحقيق طموحاته وآماله وأحلامه فى تأسيس الدولة السودانية على أساس:

       دولة مؤسسات.(!!)

       دولة قانون وأجهزة محاسبة (!!).

       دولة العدل والحريات (!!).

       استثمار موارد الدولة لصالح الشعب السودانى (!!)

  • لماذا إذا حاربتم قحت وتجمع المهنيين وثورة الشباب التى طالبت بتحقيق هذه المبادىء؟

 

14/  تقول الأستاذة: أننا نرفض إحلال آخرين من غرب أفريقيا فى دولتنا، وكذلك نرفض الإنصياع تحت إمرة دول أخرى لأنها تملك المال. (وأقول لها إن تحقيق مستقل سوف يوضح ماهية الجهة الفاسدة التى قامت بكل هذه الخروقات)..!

 

15/ تعتقد الأستاذة أن (الإنقاذ) شغلت الناس، لأنها قدمت للناس (!!)، بينما القوى السياسية الأخرى لم تقدم شىء.(!!) (وردى على هذه الإفادة أنكم كحركة اسلاموية قدمتم للناس هنا كل السيئات التى حاقت بالعالم أجمع مرة واحدة، تدميرا لكل أواصر الدولة والمجتمع، واستباحة لكل موارد البلاد،

وبيع وهدم كل مؤسسات الدولة، وتخريب اقتصادها وأمنها ونسيجها الاجتماعى، واجهاض حاضرها

ومستقبلها، وإنشاء المليشيات والصرف عليها من قوت الشعب المسكين. بينما قدمت القوى الأخرى فى عامين مالم تقدمونه فى ثلاثين عاما، رغم الصعوبات والعراقيل التى وضعتموها أمامها. ولضلالكم وصفتم تلك الفترة بأنها كانت قاسية وفاشلة، يجب أن تخجلوا من أنفسكم وتجدوا مكانا للنزواء فيه تطلبون الغفران من الله سبحانه وتعالى، ثم من الشعب، حتى تقابلوا وجه الله الكريم حيث المحاسبة العادلة يوم القيامة.

 

16/ من إفادات الأستاذة أن (الإنقاذ) ركزت على الأهداف العليا، تقول: إن استقرار الدولة السودانية على أسس عادلة قد نجحنا فيه، وأن استقرار المواطن فى ظل حياة كريمة وآمنة ومستقرة على نفسه وبيته وعرضه وسبل رزقه قد نجحنا فيه. (أنت واهمة أستاذة ولا تعيشين واقع الإنسان السودانى، لأن حكومتك لا تفتأ تدللك بالسفريات والتنقل بين دول العالم. أين هذا النجاح؟ إنه غير موجود إلا فى خيالك لأنك تعيشين عيشة منعمة، ولا تدرين بحالة المواطن الذى لا تتوفر له وجبة واحدة فى اليوم، ولا يستطيع علاج آلام مرضه، فأنت وغيرك من قادة الحركة تعيشون فى أبراج عاجية  لاتدرون عن معاناة الشعب السودانى شيئا، تلك المعاناة التى خلقتموها له بسياساتكم الرديئة، وبأطماعكم فى الاستيلاء على ثروات هذا الشعب دون وجه حق، ودون أن تفكروا فى تنمية هذه الموارد لصالحه..!

 

17/ تقولين أن الشعب يقدركم ويقدر عطاءكم، أنت واهمة أيضا، لأنك لاتدركين مقدار الاحتقار الشديد الذى يكنه الشعب لهذه الحركة ودورها فى سياقة الدولة السودانية نحو الزوال من خريطة العالم، وتقولين أيضا (أى صراع بين الحق والباطل، سيظل تياركم مع الحق (تقصدين تيار حركتكم الفاسدة) وتواصلين: وسنحرص على تعليم الأجيال الجديدة أن تتقدم لحظة الفزع، وتتراجع لحظة الطمع)، وحقيقة يعرفها غالبية الشعب السودانى، أن تياركم يهرب دائما فى لحظات الفزع التى يصنعها بفكره السقيم، (عددى الآن قياداتكم الموجودون فى تركيا) وعلى العكس نجد تياركم يتكالب فى لحظات الطمع، لتكديس الأموال وتملك الأراضى والعقارات فى السودان ومختلف دول العالم…!

 

18/ وتعترف الأستاذة بوجود أخطاء فى ممارسات (الإنقاذ) وتعلل ذلك بقولها أن أى إنسان أو كيان غير معصوم من الخطأ، وتعتبر ماقامت به سيئة الذكر (الإنقاذ) تجربة قابلة للخطأ والصواب، وقد يصح هذا فى التجارب الشخصية، أما بخصوص إدارة الدول وحكمها فلا يصح فيها تعريض مستقبل دولة للتدمير، وكيان شعب للتخريب، بحجة أن أى تجربة خاضعة للخطأ والصواب، وإن حدث هذا فهو يدل على فكر سياسى عقيم لايصلح لقيادة أسرة، دعك عن قيادة دولة بحجم السودان وشعبه، التى تعرضت لأخطاء الممارسات ثلاثة عقود كاملة نتيجة نقص الخبرة، وتولية من ليس بقدرتهم قيادة دولة، وإقصاء أكثر من أربعين مليون سودانى عن مراكز القرارات المهمة بلا سبب منطقى، إلا عدم الولاء لكم، والآن تصرخون لأن ثورتنا المباركة أعلنت أنها لن تسمح لكل من أخطأ فى حق الوطن والشعب بممارسة حقه السياسى. وسندافع عن هذا المبدأ حتى النهاية. ولكننا لن نتشبه بكم، ولن نخطىء مثل أخطائكم القاتلة، سنقبل كل إسلامى نظيف وعلى خلق، بشرط تكوين كيان جديد على أسس جديدة وببرنامج إصلاح وطنى واضح، للمشاركة فى إزالة خراب أكثر من ثلاثة عقود..!

 

19/ كل ما ذكرته الأستاذة من أكاذيب وادعاءات عن رقى أعضاء الحركة وسمو سلوكهم (cream of the cream) فى قيادة (الإنقاذ)، نقضه الطاهر التوم (مشكورا) بفقرة كتبتها الأستاذة منذ سنوات نقدا (للإنقاذ) التى تدافع عنها الآن، وقد قرأها عليها، ولم تنكرها، وهذا نصها:

 

(إن الذين شاركوا فى الانتفاضة الشعبية التى أنهت مرحلة (الإنقاذ)، كانوا من كل فئات الشعب السودانى، ومن بينهم شباب الإسلاميين وأهاليهم، وهم جميعا شباب وطنى غير منتمى سياسيا، وقد أغضبتهم أخطاء (الإنقاذ)، وفساد حكومتها، وطول أمد الحكم، وسقوط البعض فى خدمة السلطة، إن هؤلاء الشباب يستحقون الاحترام، وأن يفسح لهم، وهم يملكون من القدرات والحماس مايجعلهم ينظمون أنفسهم فى كيانات، ولن يكونوا أقل حرصا منا على الإسلام والوطن، فهم لم يخرجوا ضد الإسلام، أو ضد تعاليم الدين، وإنما خرجوا ضد فساد إدارى، ومهنى، وسياسى، وأخطاء فى إدارة الدولة، وقد أغضبتهم أخطاء الحكومة السابقة، وأنضجتهم فى نفس الوقت، ورغم ما  ينشر الآن ،

فإن الزبد يذهب جفاء، وهؤلاء الشباب الواعى سيبقون، وستظهر جهودهم)..!

 

لن تجوز على شعبنا بعد الآن الوعود السياسية الكاذبة، أو تطبيق سياسة (الحرباء) التى تغير جلدها وتتلون كل فترة، فتتولد تيارات جديدة مرة بتسمية المؤتمر الشعبى، ومرة أخرى باسم التيار الاسلامى العريض، ومرة ثالثة باسم دولة القانون والتنمية، ومرة رابعة باسم أنصار الشريعة، والقصد  من  ذلك   التشظى  والانشطارات

تسميم الجو السياسى، وإرباك المشهد الإجتماعى، وبعثرة جهود الوصول لدولة مدنية ديموقراطية يتساوى فيها الجميع أمام القانون، ولن تسمح جموع الشعب الهادرة بعد توقف هذه الحرب اللعينة، بقتل ذلك الحلم، أوعرقلة الوصول لذلك التطلع، حتى لو اضطرت جموع الشعب لتنحية (السلمية) جانبا، لتحل محلها حلولأ أخرى، فلن تنكسر بعد اليوم إرادة شعب يرغب فى العيش كبقية خلق الله فى أمان واستقرار وسلام.

[email protected] [email protected]

0097338067919

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *