اخبار السودان

عيد حزين في السودان: نازحون بمدينة الأبيض يُحاصرهم الحنين إلى الديار

التغيير فتح الرحمن حمودة

“أوقفوا الحرب، نُريد العودة إلى الديار”، هكذا كانت تقول عيون بعض الأسر التى هجرت منازلها بالمناطق الغربية لمدينة الأبيض بسبب الحرب.

ولم تكن هنالك مظاهر للفرحة بل شتات الأسر هذه الكلمات لخصت مشاهد العيد في يومه الأول بمدرسة الشروق التي تحولت لاحقاً إلى مخيم لعدد من الأسر بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان الواقعة وسط السودان .

فهم أسر مع أطفالهم كانوا يقطنون في أحياء بانت غربي المدينة قبيل اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع يوم السبت الأسبوع الماضي والتي ما زالت مستمرة.

و بات وضعهم المعيشي لا يشبه العيد في منازلهم إلى جانب الأهل والأقارب وسط ترابط اجتماعي بات معروفا لسكان المدينة في المناسبات العامة والخاصة وحتى الأعياد .

فالمشاهد هناك كانت مؤثرة تعكس مدى معاناة تلك الأسر في المخيم إذ تظهر عليهم علامات التعب، علاوة على عدم استعدادهم لعيد إلا في منازلهم ومناطقهم.

و على الرغم من أن تلك الأسر حاولت في اليوم الأول للعيد، الشعور بالبهجة لإعطاء أطفالهم طعم الإحساس بالفرحة، إلا أن ذلك بات غير ممكن في ظل الظروف التي يعيشونها حالياً داخل ذلك المركز.

و هي ظروف لم تكن مرتبطة بالمعيشة فقط وإنما تشمل ظروفاً أخرى أكثر قساوة في ظل تقلبات الأجواء وارتفاع درجات الحرارة مع ندرة المياه وخوفهم وهلعهم من عودة أصوات الأسلحة بين آذان اطفالهم.

وباتت مدرسة الشروق أحد المراكز التي يسكنها النازحون بعدما فروا هاربين من القتال، ومنهم من تدمرت منازلهم بعدما اشتعلت فيها النيران وآخرون حتى الآن لا يعلمون ماذا حدث لها.

ومركز الشروق الذي تسوره جدار من اتجاه واحد فقط يضم أكثر من «400» أسرة منهم أطفال يبلغ عددهم «247» وأكثر من مئة امرأة.

ويذكر أن هذا المركز ضمن ثلاثة ظلت تحتضن النازحين من عدد من الأحياء غربي مدينة الأبيض منذ اندلاع الحرب حيث كان منها المدينة الرياضية التي قيل إنها أُخليت من الموجودين فيها، إلى جانب مدرسة ودالياس ومدرسة عمار بن ياسر التي ما زالت تحتضن بعض الأسر.

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *