جحافل المختلين تغضب ساكنة جماعة الوطية

استقبلت جماعة الوطية الواقعة ضواحي مدينة طانطان، خلال الأيام القليلة الماضية، دفعة تضم العشرات من الأشخاص المختلين عقليا، جرى إحضارهم إلى المنطقة بواسطة حافلة تجهل إلى حدود الساعة نقطة انطلاقتها.

وفي وقت غادر مجموعة من هؤلاء المختلين عقليا الوطية الساحلية مشيا على الأقدام، سالكين الطريق الوطنية، سواء في اتجاه العيون أو كلميم، فإن آخرين من الفئة ذاتها مازالوا يعيشون في ظروف صعبة بشوارع وأزقة المدينة، مشكلين خطرا كبيرا على الساكنة المحلية نتيجة الأمراض النفسية التي يعانون منها.

وحول الموضوع قال أحمد أبورافع، فاعل جمعوي بالوطية، إن “ظاهرة إفراغ المخلتين بالمنطقة عرفت استفحالا كبيرا خلال الآونة الأخيرة، حيث أضحت الشوارع مكتظة أمام تخوف كبير في أوساط الساكنة من الاعتداءات التي قد تصدر عن هذه الفئة الاجتماعية التي تتطلب تضافر الجهود لتمكينها من الإيواء والعلاج، دون إغفال تأثيرها السلبي على النشاط السياحي بالمدينة”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “المجتمع المدني المسؤول بالوطية يبذل قصارى جهده قصد تقديم خدماته للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، لكنه يصطدم بمجموعة من الإكراهات التي تتلخص بالأساس في عدم توفر الجمعيات الفاعلة في المجال الاجتماعي على الإمكانيات المادية واللوجيستيكية والبشرية خصوصا، علما أنها أمام فئة تحتاج الرعاية أولا ثم العلاج ثانيا”.

وزاد أبورافع: “إن عدم توفر جماعة الوطية على سيارة إسعاف يبقى أكبر عائق أمامنا كفاعلين جمعويين ونحن نحاول تقديم المساعدة للفئات الاجتماعية، علما أن أقرب مستشفى للأمراض العقلية يوجد بتزنيت، البعيدة جدا عن المنطقة، في ظل افتقار كافة الأقاليم الجنوبية إلى أي مؤسسة استشفائية من هذا النوع”.

وأكد الفاعل الجمعوي ذاته أن “المسؤولية تبقى مشتركة وتقع بالأساس على عاتق جماعة الوطية في الجانب المتعلق بعدم توفير اللوجيستيك، وكذا تمكين الهيئات الفاعلة في الميدان الاجتماعي من الدعم الكافي لكي تقوم بمهامها على أحسن وجه؛ كما تتحمل في الوقت نفسه السلطات الأمنية جزءا كبيرا من المسؤولية لسماحها بإفراغ المختلين عقليا بالمنطقة، خاصة أنهم يتم نقلهم عبر حافلات تلج الوطية عبر المدخل الرئيسي”.