اخبار المغرب

“أقشور” نواحي شفشاون .. جوهرة جبلية تنتظر التحول إلى وجهة سياحية مبهرة

في قلب جبال الريف، تقع منطقة أقشور التي تبعد عن مدينة شفشاون بـ30 كيلومترا، وهي من الواجهات السياحية المميزة التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة وبيئة هادئة، ويصفها الكثير من الزوار بكونها قبلة ساحرة وفرصة ذهبية لعشاق الطبيعة والاكتشاف.

وعلى الرغم من هذه المزايا، فإن منطقة أقشور تواجه بعض الإكراهات التي تحد من تطورها كوجهة سياحية رائجة؛ وهو ما يجعل الكثير من الزوار يوجهون رسائل إلى المسؤولين من أجل القيام بمخططات لتطوير هذه المنطقة وتحويلها إلى وجهة سياحية مميزة، خاصة أنها تتمتع بمناظر خلابة وجاذبية سياحية كبيرة.

وتوفر “أقشور الساحرة” للزوار فرصة الاكتشاف والاستمتاع بالطبيعة والهدوء بعيدا عن ضجيج المدينة وما يصاحبه من تلوث؛ غير أن تآكل أجزاء من الطريق المؤدية إليها وضيقها قد يشكلا تحديا أمام زوار المنطقة في الوصول إليها بسهولة.

جريدة هسبريس الإلكترونية قضت وقتا وسط منطقة أقشور، واستمعت إلى آراء العديد من الزوار الذين أجمعوا على أن المنطقة تعتبر من أفضل الوجهات السياحية التي تستقبل يوميا مئات بل آلاف السياح من داخل وخارج المغرب، لافتين أن هناك مجهودات بذلت من أجل تطوير السياحة الجبلية في هذه المنطقة؛ لكن الوضع يتطلب المزيد من أجل تسهيل ولوج الزوار إلى المنطقة بشكل سهل ومريح.

تحديات تعرقل التطوير

عبد الله اداعلي، من مدينة مراكش، كان بالمنطقة رفقة عائلته بمناسبة عطلة فصل الربيع، قال إن المنطقة تحتاج إلى تطوير من أجل تحويل “أقشور” إلى وجهة سياحية مميزة تنافس باقي المناطق السياحية الوطنية الأخرى خاصة عندما نتحدث عن السياحة الجبلية.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن تأهيل البنية التحتية وتوسيعها وتوفير مواقف سيارات إضافية وإحداث فنادق ومآوٍ كلها أمور ستعزز الفرص الاقتصادية للساكنة المحلية، عبر توفير فرص عمل جديدة في قطاع السياحة والخدمات المرتبطة به.

وتابع الزائر الوافد من عاصمة النخيل أنه على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تمتع بها منطقة “أقشور” فإن هناك بعض التحديات التي تواجه مسيرة تطويرها كوجهة سياحية، مبرزا أن تحسين البنية التحتية للطريق المؤدية إلى المنطقة تعد أحد أبرز هذه التحديات، مشيرا إلى أن الطريق الحالية تحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة دورية وتوسعة لضمان سهولة وسلامة وصول الزوار.

وزاد اداعلي أن توفير الخدمات والمرافق السياحية اللازمة في المنطقة يعد تحديا آخر، مضيفا إلى أن المنطقة تفتقر حاليا إلى الكثير من مرافق الإقامة والإطعام والترفيه التي تلبي احتياجات السياح، مبرزا أن التحدي الأخير والأهم يتجلى في تحدي التسويق والترويج للمنطقة كوجهة سياحية مميزة من طرف القطاع الحكومي المسؤول والمديرية الجهوية والإقليمية وباقي الشركاء.

بسبب ضعف التسويق والترويج، فالكثير من الناس في المغرب وخارج المغرب لا يعرفون عن وجود هذه المنطقة الجبلية الساحرة أو ما تقدمه من مزايا للزوار؛ وهذا ما يتطلب جهودا مكثفة في مجال الدعاية والتسويق.

آمال محلية

جواد الشاوني، من أصحاب الأكشاك الموجودة بأقشور، قال إن إخراج مشروع تطوير المنطقة وتحسين الولوج إليها يعد بمثابة بشرى سارة للساكنة المحلية والمناطق المجاورة، مضيفا: “نحن هنا ننتظر بفارغ الصبر رؤية هذه المنطقة الجبلية الخلابة تتحول إلى وجهة سياحية مزدهرة”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس: “نحن متحمسون جدا لهذا المشروع، فهو سيوفر فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة وفي قطاع السياحة والخدمات المرتبطة به”، لافتا إلى أن “تطوير الموقع السياحي “أقشور” سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة، وسنرى المزيد من الزوار والسياح يأتون إليها؛ ما سيعود بالنفع على أصحاب المحالات التجارية والمطاعم والفنادق المحلية”.

وأوضح أن الساكنة المحلية ومعها الزوار يأملون أن يكون التطوير السياحي للمنطقة فرصة لتحسين مستوى المعيشة والخدمات العامة في المنقطة بشكل عام؛ فهم يتطلعون إلى رؤية تحسينات في البنية التحتية للطرق ولباقي المرافق، بالإضافة إلى إحداث مؤسسات تعليمية وصحية أفضل.

ونوه الشاوني بتدخل عمالة إقليم شفشاون ممثلة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل بناء أكشاك موحدة وجميلة تسر أنظار الزوار، مشددا على ضرورة أن تقوم وزارة السياحة بتدخلات إضافية وكبيرة من أجل تطوير المنطقة وتحسين أوضاع المعيشية للساكنة المحلية.

الخطط المستقبلية

مسؤول من الإدارة الترابية، رفض البوح بهويته للعموم، أكد بدوره أن المنطقة تعرف تحديات كبيرة تعمل السلطة الإقليمية في شخص عامل الإقليم وباقي الشركاء من أجل تداركها في المستقبل.

وفي هذا الصدد، أفاد المسؤول ذاته، في حديثه لهسبريس، بأن الجهات المعنية وضعت خططا طموحة لتطوير منطقة “أشقور الساحرة” وتحويلها إلى وجهة سياحية رائجة على المديين المتوسط والبعيد.

وأضاف أنه سيتم التركيز على تحسين البنية التحتية للطريق المؤدية إلى المنطقة؛ بما في ذلك إعادة تأهيل باقي الطرق، وتوفير إشارات إرشادية جديدة لتسهيل الوصول إلى المنطقة، وإقامة بعض المرافق السياحية الأساسية الجديدة كمناطق التخييم ومطاعم ومقاه.

وشدد المتحدث نفسه على أنه سيتم أيضا التوسع في تطوير الخدمات والأنشطة الترفيهية في المنطقة؛ مثل إنشاء مسارات للمشي والتنزه وإقامة فعاليات ثقافية وترفيهية، إلى جانب تكثيف الجهود التسويقية لتعريف الجمهور بهذه الوجهة السياحية الجديدة، مؤكدا أن عامل إقليم شفشاون يعطي أهمية كبيرة للمواقع السياحية وأعطى تعليماته من أجل القيام باللازم لتطويرها وتحسين الولوج إليها.

الاستثمارات المنتظرة

ولتحقيق رؤية تطوير منطقة “أقشور الساحرة” كوجهة سياحية مميزة، أكد عدد من الزوار أن على جميع القطاعات المسؤولية على المستوى الإقليمي والجهوي والمركزي العمل على جذب استثمارات كبيرة إلى هذه المنطقة من أجل تحسين الولوج إليها وجعلها منارة وسط جبال الريف.

وكشفت جميلة، زائرة قادمة من مدينة الناظور، أن الخطة التطويرية للموقع السياحي يجب أن تتضمن استثمارات مالية مهمة في السنوات المقبلة، والعمل على توجيه هذه الاستثمارات نحو مشاريع البنية التحتية والخدمات السياحية، من خلال تحسين الطرق المؤدية إلى أقشور من كل الاتجاهات، وإنشاء مرافق إقامة وإطعام أساسية، وتطوير الأنشطة الترفيهية والثقافية.

ودعت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، المسؤولين إلى فتح مجال الاستثمار أمام شركات سياحية محلية وعالمية لإقامة مشاريع متنوعة في المنقطة، بما في ذلك فنادق ومنتجعات فاخرة ومراكز للرياضات الجبلية والمغامرات ومرافق ترفيهية أخرى، وتشجيع المستثمرين المحليين على إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة في مجالات الضيافة والخدمات السياحية، بهدف إشراك المجتمع المحلي في عملية التنمية السياحية.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *