اخبار السودان

مصر أولى محطات «البرهان» خارج «الزي العسكري»

يرى خبير عسكري، أن ارتداء “البرهان” للزي المدني في أولى رحلاته الخارجية يحمل رسائل تؤكد هدوء الأحوال في السودان من جهة ومن جهة أخرى تقول إن كل الأمور تحت السيطرة.

التغيير: أمل محمد الحسن

أثار استبدال” البرهان” لزيه العسكري ببدلة رسمية قبيل مغادرة البلاد في أولى رحلاته الخارجية منذ اندلاع الحرب ضد الدعم السريع في 15 أبريل الماضي؛ الكثير من الاستفهامات، في وقت يحمل فيه الزي دلالات أكبر من مجرد قماش يستر البدن.

وقدم الرئيس المدني الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، مثالا حيا بارتداءه للون واحد أقرب للزي العسكري منذ بدء الحرب في بلاده مع روسيا، حتى حصل زيه على ما يشبه علامة الأزياء العالمية، وعلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على عدم خلعه للزي الشبيه بالعسكري بـ “ارتداء مثل زعيم العالم الحر، مجموعة زيلينسكي”.

خلع البزة العسكرية

وقال أحد الضباط في القوات المسلحة، فضل حجب اسمه، إنه طوال عمله لمدة عامين في حرب الجنوب لم يخلع بزته العسكرية ولا ليوم واحد “لم يكن هناك يوم عطلة أو جمعة”، مؤكدا عدم رؤيته للزي المدني حتى انتهاء فترة انتدابه في الحرب.

وقال لـ (التغيير) إن قضية الزي تأتي في سياق ما يعرف بـ “الأوامر المستديمة”، وسياقات العمل الثابتة التي يعلمها كل جندي بالضرورة.

وأضاف: “الإلتزام بالزي العسكري له دلالته ورمزيته بالنسبة للضباط والجنود”، هذا ما قاله النقيب مهندس المتقاعد الطيب المالكابي، مؤكدا بعدم وجود قانون ملزم بعدم خلع الزي العسكري في ظروف الحرب.

واستدرك: “لكن الالتزام بالزي العسكري عرف داخل القوات المسلحة”.

ضابط في رتبة كبيرة: “طوال عملي لعامين في حرب الجنوب لم اخلع زيي العسكري

وقال المالكابي لـ (التغيير): إن استبدال” البرهان” للبدلة العسكرية بالمدنية يحمل دلالات كونه رجل دولة وهي صورة تناسب مهام رحلاته الخارجية.

من جانبه يرى الخبير العسكري، اللواء أمين اسماعيل مجذوب، إن ارتداء “البرهان” للزي المدني في أولى رحلاته الخارجية يحمل رسائل تؤكد هدوء الأحوال في السودان من جهة ومن جهة أخرى تقول إن كل الأمور تحت السيطرة.

لماذا القاهرة؟

بعد استمرار الحرب بين الجيش والدعم السريع لما يقرب الـ 5 أشهر، خرج “البرهان” أخيرا من مركز قيادة الجيش بالقيادة العامة وسط الخرطوم إلى مدينتي عطبرة ثم بورتسودان قبل أن يبدأ رحلاته الخارجية التي ابتدرها بزيارة مصر.

ووفق الخبير الاستراتيجي محمد إبراهيم كباشي، فإن الرحلة الأولى التي توجه بها “البرهان” نحو “العقل المدبر” وفق تعبيره مؤكدا لعبها لأدوار فاعلة منذ انقلاب 25 اكتوبر بعضها معلن والآخر “خفي”.

وأكد الخبير الاستراتيجي، أن القاهرة لم تكن بعيدة عن ملف الحرب خوفا على أمنها القومي، مشيرا إلى تشكيلها مقرا لمجموعة من الاسلاميين الراغبين في العودة للسلطة.

اللواء أمين سماعيل: ارتداء البرهان للزي المدني يعكس هدوء الأوضاع وأن كل الأمور تحت السيطرة

وحول هذه الجماعة الاسلامية قال الخبير الاستراتيجي، إنهم مجموعة إسلامية تدعي إنها “براغماتية” وليست “راديكالية” تتخذ تعظيم المصالح المصرية طريقا للعودة للسلطة.

واتهم “كباشي” هذه الجماعات بالضلوع في دفع الأوضاع نحو حافة الهاوية وتفجير الحرب، قاطعا بمساهمتهم بمستويات متفاوتة في انقلاب 25 أكتوبر.

وقال الخبير الاستراتيجي لـ (التغيير) إن قراءة المشهد مع الوجود العسكري المصري في قاعدة مروي الذي اعتبره أحد عوامل تفجر الحرب تفرض على “البرهان” أن تكون مصر وجهته الأولى.

وقطع “كباشي” بتغير الموقف المصري الداعي للحسم العسكري في بداية الحرب إلى دولة تسعى لوقف الحرب عبر الحوار معللا هذ التحول بتأثر مصر بتبعات الحرب على رأسها أعداد اللاجئين الكبيرة لأراضيها.

هذا التغير كان واضحا وفق “كباشي” بـ “عقدها لقمة دول الجوار ومشاركتها في إجتماعات دول (الإيقاد) والاتحاد الافريقي الساعية لحل أزمة السودان”.

وقطع الخبير الاستراتيجي بأن القاهرة ستشكل البوصلة الموجهة لتحركات “البرهان” حربا وسلما.

مصر والسودانيين

بالنسبة للخبير العسكري اللواء أمين مجذوب، تعود أسباب توجه “البرهان” لمصر في أولى زياراته الخارجية نسبة لأنها الدولة الوحيدة التي فتحت حدودها للسودانيين، حد قوله.

وأضاف: “حتى التجارة الخارجية ما زالت مستمرة إلى الآن بين البلدين”.

وقال بأن” البرهان” توجه لمصر ليقدم لها الشكر لدورها في جمع دول الجوار التي أكد انها مبادرة “ممتازة” من وجهة نظر الحكومة السودانية.

وقطع الخبير العسكري بأن “البرهان” لن يطلب مساعدات عسكرية من القاهرة، قاطعا بعدم حوجة السودان للمساعدات نسبة لأن امكانياته العسكرية والتقنية وصناعاته العسكرية تكفيه.

وأضاف: “مصر أعلنت الحياد ولن توافق على دعم أي طرف من الأطراف”.

خبير استراتيجي: مصر “العقل المدبر” التي تمثل بوصلة البرهان حربا وسلما

تناقض خطابات “البرهان” بين قوله: “حريصين في أننا نسعى لنضع حد لهذه الحرب”، وهذا ما قاله “البرهان” في كلمته بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وهو حديث يحمل تناقضا كبيراً مع ما قاله في قاعدة فلمنقو العسكرية البحرية في البحر الأحمر، حيث أكد مواصلة القتال حتى نهاية آخر عسكري.

الا أن الخبير العسكري اللواء أمين اسماعيل، نفي وجود تناقض في حديث” البرهان” مؤكدا أن حديثه في القاعدة العسكرية كان في إطار مخاطبة الشعب في الداخل ولا علاقة له بأجندة زياراته الخارجية

وقال: “هذا الحديث لا تأثير له في أجندة الزيارات الخارجية”.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *