اخر الاخبار

البوعبدلي شيخ زاوية وهب حياته للمخطوطات وتاريخ الجزائر

كشف محمد بن زيان المفكر والباحث بأن “البوعبدلي صحح الكثير من المغالطات من بينها أن دولة مغراوة كانت أول دولة مستقلة عن المشرق وليس الدولة الرستمية كما هو متعارف عليه”، كما جمع المخطوطات وحقق اثنتين هما “دليل الحيران” و”الثغر الجماني”، وبأمر من عبان رمضان كان الشيخ وراء بيان تنديد بالقمع الاستعماري ودعم الثورة سنة 1956 يحمل إمضاء ممثلي كل المذاهب والكنيسة، خلال محاضرة، أول أمس، ضمن سلسلة المحاضرات الرمضانية، بمعهد تطوير الموارد البشرية بحي المنزه. وجه المحاضر نداء للسلطات وعائلة الشيخ للتكفل بمخطوطاته المتواجدة في مكتبته بمقر الزاوية ببيطوة شرق وهران. أكد أحد أفراد العائلة الحاضر في اللقاء بإفتتاح مكتبته رسميا للطلبة والراغبين في الإطلاع على مكنوناتها.

تكفل الكاتب السعيد هادف بتنشيط المحاضرة وتقديم لمحة عن الكاتب والروائي والناقد الأدبي محمد بن زيان وتوطئة عن أخر مؤلفاته حول المؤرخ المهدي البوعبدلي (19071992).

عاد بن زيان للمرجعيات التأسيسية والمعيارية لنخب واجهت مخططات الهيمنة الكولونيالية من خلال كتابات حمدان خوجة ومحمد بن أبي شنب وابو القاسم الحفناوي و بوليفة عمار صاحب أول كتاب حول الامازيغية، وفي سنوات الثلاثينيات أحمد توفيق المدني ومبارك الميلي وعبد الرحمان الجيلالي ومحمد شريف ساحلي ومصطفى الاشرف ونور الدين عبد القادر وأبو يعلى الزواوي وهي الفترة التي ظهر فيها البوعبدلي كشخصية “لم تتلقى التكوين الاكاديمي لكنها تمتاز بميزات مفقودة عند المحسوبين على الحقل الجامعي الحالي” حسب المحاضر. ركز على ميزات البوعبدلي ” أولا هو نموذج جدير علميا لرغبته في التحصيل المستمر، ثانيا جسد قاعدة اخلاقيات الباحث و المؤرخ المحترف الذي جسد قاعدة بأن لا تاريخ بدون اسانيد ووثيقة و التاريخ ليس حكايات، ثالثا من الجانب السيميولوجي للشخصية من خلال حفاظه على لباسه الجزائري الاصلي في مختلف العواصم العالمية التي زارها بموسكو و بيرن و مدريد و مدن أخرى”. عاد بن زيان لدور وزير الشؤون الدينية و العلامة مولود قاسم نايت بلقاسم في توفير البيئة المناسبة لتفجير موهبة  الشيخ البوعبدلي في إطار مشروع استراتيجي و رؤية حتى في ظل التناقضات التي كان يعرفها النظام في تلك الفترة، من خلال تكفل الوزارة بنشر كتابين له هما ” دليل الحيران و انيس السهرانو أخبار مدينة وهران” للشيخ محمد يوسف الزياني و ” الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني” للشيخ أحمد بن محمد الراشدي، كما فتحت له الوزارة مجلة ” الأصالة” لنشر مقالاته و محاضراته.  حقق البوعبدلي في العديد من المخطوطات و صحح العديد من المغالطات التاريخية ذكر من بينها ” أن أول دولة مستقلة عن المشرق لم تكن الدولة الرستمية بل دولة مغراوة، كما كتب عن السلفية ما قبل الوهابية بدراسة مفصلة و عاد لمناظرة جرت بين عالمين من تلمسان و الشيخ ابن تيمية و محاورة أبو الراس الناصري للوهابيين.”  تأسف المحاضر لتوقف هذه الدينامكية الفكرية في عهد الوزير عبد الرحمان شيبان لمقاليد الوزارة. أشاد بدور مدينة بجاية في مسار الشيخ” كمنطقة محورية و ملهمة في الجغرافية الروحية الجزائرية أو كما قال عنها أبو مدين(  هنا وجدت الحال) و هي مكان لقاء استثنائي لابن تمرت و عبد المومن بن علي للإتفاق على بناء دولة الموحدين. تعيين الشيخ كفتي في بجاية مكنه من التواصل مع بيوتات العلم و خزائن المخطوطات في بجاية و الصومام، و كان مهوس بنقل كل مافيها من مخطوطات حتى المكتوبة بالعامية و الشعر الشعبي و الملحون لاهميته في حفظ الذاكرة المحلية.” أشار لتمكن الشيخ من اللغة الفرنسية و كتابة 6 مقالات في ” المجلة الإفريقية ” قبل الثورة التحريرية و تقديم بعض التراجم و محاضرات حول تاريخ المدن الجزائرية، تحول إلى مصدر للعديد من المؤرخين و زوجهم بمخطوطات نادرة على غرار أبو القاسم سعد الله و يحي بوعزيز و جاك بيرك الذي كان يستشيره في كتاباته. نشر  المؤرخ سعد الله كتاب يتضمن مراسلاته مع الشيخ البوعبدلي. تطرق بن زيان لدور الدكتور مولود عويمر في جمع كل أعمال الشيخ في 8 مجلدات و هو الذي كتب ايضا مؤلفات حول علي مراد و محمود بوزوزو و أخرون.

في نفس السياق، تناول محمد بن زيان علاقة البوعبدلي بالثورة التحريرية ” اصدر البوعبدلي خلال تواجده بالشلف و بأمر من عبان رمضان سنة 1956 بيان تنديد بالقمع الاستعماري و دعم الثورة يحمل إمضاء ممثلي مختلف المذاهب و الكنيسة في الجزائر.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *