اخبار السودان

قصف مدفعي وندرة في الغذاء والدواء السودانية , اخبار السودان

 

ندرة المواد الغذائية دفع مواطني أمدرمان إلى الاستعانة بـ(التكايا) لسد حاجتهم من الطعام في ظل انعدام السيولة النقدية وعدم توفر فرص عمل

أمدرمان: التغيير

تعيش مدينة أمدرمان أوضاعا إنسانية وأمنية سيئة في ظل استمرار القصف المدفعي المتبادل بين طرفي الصراع، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والعلاج مما أثر على حياة المواطنين العالقين في تلك المنطقة بعد مرور عام من حرب 15 أبريل.

ندرة المواد الغذائية دفع مواطني أمدرمان إلى الاستعانة بـ(التكايا) المطابخ الجماعية لسد حاجتهم من الأكل والشراب في ظل انعدام السيولة النقدية وعدم توفر فرص عمل.

تقول المواطنة فاطمة عبد المحمود لـ«التغيير» إن أسعار المواد الغذائية أصبحت مرتفعة جدا وأغلب المواطنين لا يستطيعون الحصول عليها بعد توقف الرواتب لأكثر من عام.

وأوضحت فاطمة، أن الأسعار بعد شهر رمضان ارتفعت بشكل جنوني، إذ وصل كيلو اللحمة البقري من 610 آلاف، والضأن من 9 إلى 14 ألفا، وطبق البيض من 48 آلاف، والسكر الـ (10) كيلوات ارتفع إلى 17 ألفا.

وبدوره، عزا التاجر أحمد يوسف، ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى عدم توفرها في الأسواق المحلية.

وأكد يوسف لـ«التغيير»، أن ارتفاع تكاليف الترحيل انعكس على السوق خاصة وأن أغلب المناطق خرجت عن دائرة الإنتاج.

وأشار يوسف، إلى أن زيادة الدولار الجمركي انعكس بشكل مباشر على السلع والخدمات، لأن أغلب السلع الموجودة الآن في الأسواق مستوردة من الخارج بعد توقف المصانع المحلية التي دمر أغلبها جراء الاشتباكات بين طرفي الصراع.

وطالب حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بإعادة النظر في قرار رفع الدولار الجمركي لأنه زاد من معاناة المواطنين والتجار وأدى إلى ركود في الأسواق رغم توفر جزء كبير من السلع.

الأوضاع الأمنية

لم تتعاف مدينة أمدرمان خاصة الأجزاء الشمالية الشرقية المتاخمة لوادي سيدنا والحارات الغربية المتاخمة لمحلية أمبدة من آثار الحرب، وظلت تشهد قصفا مدفعيا بشكل مستمر مما أجبر بعض المواطنين لمغادرة منازلهم.

يقول المواطن محمد خالد “اسم مستعار”، لـ«التغيير»، إن مناطق ود البخيت والمنارة تشهد يوميا قصفا مدفعيا مكثفا من قوات الدعم السريع المتمركزة شرق النيل بمحلية بحري شمال الخرطوم.

وأكد خالد أن بعض المواطنين تركوا منازلهم، والبعض الآخر ما يزال موجودا بسبب الظروف الاقتصادية مفضلا الموت في المنزل على الخروج بعد أن “قنعوا من توقف الحرب فقط.. ينتظرون يومهم”. على حد تعبيره.

ولم تسلم مناطق غرب الحارات بمحلية كرري من القصف المدفعي الذي يأتي من محلية أمبدة غرب الخرطوم، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وتقول المواطنة بتول محمد إن الحارة التي تسكن فيها شهدت لثلاثة أيام متتالية قصفا عشوائيا نتج عنه مقتل شخص وجرح آخرين تم إسعافهم إلى مستشفى النو.

وبالمقابل يقصف الجيش السوداني أماكن تمركز قوات الدعم السريع في شمال بحري، وجنوب الحزام، وحارات أمبدة ومنطقة الصالحة جنوب أمدرمان التي يوجد بها معسكر لقوات الدعم السريع، وأغلب المصابين بسبب القصف يتم نقلهم إلى مستشفى النو.

ويعد مستشفى النو بمحلية كرري شمال أمدرمان المستشفى الوحيد الذي يعمل في المدينة بعد خروج العشرات من المشافي عن الخدمة بسبب الاشتباكات بين طرفي الصراع”.

ويعاني المواطنون من ارتفاع الخدمات الطبية بعد توقف العلاج المجاني الذي كان يتبع للدواء الدوار الذي تدعمه ولاية الخرطوم.

وأوقفت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، على نحو مفاجئ، توزيع العلاج المجاني بمستشفى النو، وكشف الناشط في العمل الطوعي مؤمن ود زينب، عبر صفحته الشخصية بالفيسبوك، عن إغلاق وزارة الصحة بولاية الخرطوم صيدلية توزيع الدواء المجاني بمستشفى النو، وفتح صيدلية أخرى للبيع بالأموال.

وقالت المسؤولة السابقة بوزارة الصحة السودانية د. نهال الطيب في تصريح سابق لـ«التغيير»، إن ولاية الخرطوم أوقفت العلاج المجاني بمستشفى النو للحصول على أموال لتسيير دواليب الدولة الذي يعاني من شح في الموارد.

وأوضحت أن القرار لم يراع الظروف المادية والإنسانية التي يعيشها المواطنون في مناطق الصراع.

فيما أكد مصدر طبي فضل حجب اسمه أن تكلفة العلاج أصبحت مرتفعة جدا وأغلب المواطنين لا يستطيعون الحصول عليها خاصة بعد توقف العلاج المجاني.

وأضاف المصدر لـ«التغيير»: “رسوم الفايل في مستشفى النو ارتفع إلى (27) ألف جنيه، وهذا المبلغ لا يتوفر لأغلب المواطنين المحاصرين دخل الولاية لأكثر من عام.

وتابع المصدر:، المتطوعون الذين يعملون داخل المستشفى يواجهون ضغوطا مستمرة من مكتب الجهاز الموجود داخل المستشفى، مما جعل أغلبهم يترك العمل.

ووصفت الحالة داخل مستشفى النو بالسيئة التي تطلب من المنظمات العاملة في مجال الإنسان المحلية والعالمية بالتدخل الفوري لإنقاذ الموقف.

نهب وسرقات

شكا مواطنون من التفلتات الأمنية التي تشهدها المنطقة خاصة من قبل المستنفرين وبعض الجنود الذين يرتدون زي القوات المسلحة.

وقالوا إن بعض الجنود يمارسون نهب الهواتف والأموال خاصة في الفترات المسائية، إلى جانب نهب بعض منازل المواطنين في مناطق أمدرمان القديمة التي استردها الجيش من الدعم السريع بعد قتال شرس أجبر قوات الدعم السريع للانسحاب منها.

وقال مصدر بالجيش السودان لـ«التغيير»، إن الشرطة العسكرية ولجنة الأمن بالولاية تعملان على ضبط الظواهر السلبية داخل مدينة أمدرمان بعد وصول شكاوى من بعض المواطنين حول تعرضهم للنهب من جنود يرتدون زي الجيش.

وأكد المصدر، أن الشرطة العسكرية في الأيام الماضية اشتبكت مع بعض المتفلتين بمحلية كرري، بعد أن رفض الجنود الانصياع للتعليمات العسكرية بالتفتيش عن المسروقات.

وشدد المصدر على حسم جميع الظواهر السلبية في منطقة أمدرمان تمهيدا لعودة المواطنين إلى منازلهم التي أجبروا على الخروج منها تحت تهديد السلاح.

وفي ظل تلك الظروف التي تعيشها مدينة أمدرمان من ارتفاع في أسعار السلع والانقطاع المتكرر لشبكات الاتصال والكهرباء والمياه والتردي البيئي والصحي، والتفلتات الأمنية ظهرت أصوات تنادي بعودة المواطنين إلى منازلهم، دون أن يعكسوا الحقائق كما هي حتى يقرر المواطنون العودة من عدمها.

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *