اخبار المغرب

تغطيات فرنسية تسيء إلى “فاجعة الحوز” .. معنينو: القرار المغربي مستقل

بعيدا عن أولويات النقاش الإعلامي حول “زلزال الحوز” وضحاياه وتدبير خسائره في عدد من دول العالم، تبدو أسئلة برامج نقاشٍ بمؤسسات إعلامية فرنسية منشغلة بالمساعدة الفرنسية، حيث قَدمت بعضُها عدم إيلائها الأولوية على أنه “خطأ” و”رفض” يضر فيه المسؤولون المغاربة بمواطنيهم.

تحليلاتٌ مثل هذه أثارت حنق وإدانة مسؤولين مغاربة سابقين وحاليين كانوا مساهمين في تنشيط النقاش حول نتائج فاجعة الزلزال الذي خلف أضرارا بشرية ومادية مهمة ليل الجمعة؛ ومن بينهم سميرة سيطايل، مديرة الأخبار السابقة للقناة الثانية، والمغربية الفرنسية رشيدة داتي، الوزيرة بحكومة الرئيس ساركوزي سابقا.

محمد الصديق معنينو، الكاتب العام السابق لوزارة الاتصال والمدير السابق للتلفزيون المغربي، قال إن تغطيات ونقاشات فرنسية “تجرح شعور المغاربة في ألمهم وحزنهم”، برسالة تريد أن تقول: “نريد أن نساعدكم؛ لكن حكومة بلادكم لا تريد أن نساعدكم”.

وأضاف معنينو في تصريح لهسبريس: “لكن، الحمد لله المغرب مسيطر على الأوضاع، ودعم ومساعدة المغاربة وصل مختلف الأماكن، وتدخلات الجيش والسلطات وصلت مختلف الأماكن، وعندما يكون للمغرب الغرض بدعم الفرنسيين سيطلبه بدون استعلاء، وبدون فهم أن المغرب لا يمكن أن يتحرك إلا بإرادة فرنسا؛ بل نشاهد في التلفزيون، الآن ونحن نتحدث، طريقا جبليا فيها 30 شاحنة مملوءة بالمواد الغذائية متوجهة إلى المتضررين، بمبادرة المجتمع المدني والمغاربة الذين يضحون ويظهرون روحا وطنية عالية”.

وتابع: “للمغرب خبرة في تدبير الأحداث الطبيعية الخطيرة، مثل الزلازل، وبرهن المغرب إبان جائحة “كورونا” على نضج كبير، ومواجهة لم تكن دولٌ أوروبية في مستواها، في مسألة التلقيحات مثلا، والكمامات، استيرادا وتصنيعا”.

ثم أردف قائلا: “هذه الأنَفَة المغربية واستقلال القرار هذا عددٌ من الصحافيين وجزء من الرأي العام الفرنسي والمسؤولين الفرنسيين لا يستوعبونه؛ بل ينتظرون هرولة المغرب لطلب المساعدة، فيما البلاد لم تفتح مجالها لساعات عديدة من أجل تنظيم الوصول؛ فالوفود المقبلة تحتاج من يستقبلها وينقُلها للمساعدة الميدانية للسكان، وتزويدها بتراجمة”، ثم استحضر “ما وقع في هايتي وإندونيسيا وتركيا، حيث وصل عدد كبير من فرق المساعدة دون أن يجدوا من يستقبلهم، وعادوا دون عمل، وتصرفوا في البلاد وكأنها بلادهم”.

وحول برامجَ تلفزيونية فرنسية، ذكر المصرح أن “التركيز بالطريقة التي رأيناها حول عدم قبول المساعدة الفرنسية فيه نوع من الاستعلاء، وكأن المغرب ينبغي أن يطلب فرنسا. لنا تنظيمنا، وإدارتنا، وما أثرَ في خلال هذه الأيام التضامن الوطني الموجود، وفي كل أزمة ينسى المغاربة أنفسهم وتتوجه مئات الشاحنات المملوءة بالمساعدات التطوعية”.

هذا لا يستوعبه “فكرٌ فرنسي” يوجد عند نخب، وفق المسؤول الإعلامي الرفيع السابق؛ “فلا يَقبل أن تكون دولة في مستوى تدبير مشاكلها، وأن يكون لها قرار طلب الدعم ممن تريد. هذا ما يعطي للمغرب إشعاعا كبيرا في القارة الإفريقية اليوم، ونعرف ما يوجد في قارتنا الإفريقية من ثورة على الوجود الفرنسي، والمغرب يعطي دليلا جديدا على أن كل دولة يمكنها الحفاظ على استقلالية قرارها”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *