اخبار السودان

دفاع عن الكيزان.. نثر العطور على الرمم!!

د. مرتضى الغالي

في أحوال ليست بالقليلة يبدأ بعض بني البشر بخداع الآخرين وينتهون بخداع أنفسهم..! وهذا هو حال الكيزان الآن في وسائط الاتصال..بأحدهم ظهر مؤخراً في (حلة أنيقة) وجعل من نفسه أفلاطون زمانه..وبدأ ببث تسجيله الكاذب وهو يتساءل: لماذا مهاجمة الكيزان وتحميلهم كل ما يقع في السودان من مصائب وشرور..؟!
انظر إلى هذه (النغمة الخبيثة) وكأن هذا الرجل لا يعلم هذه الحقيقة البسيطة المجرّدة التي يريد القفز من فوقها بمحاولة بائسة يائسة يسخر فيها من جراحات الوطن ويهزأ فيها بعقول الناس ويريد أن يضع وشاحاً من حرير على ظهر ذئاب متوحشة انطوت على القتل والنهب والترهيب و(العنظزة) ..ولغت في دماء الناس واستباحت الفروض والعروض ودفع الناس ثمن توحشها من دمائهم وحياتهم وشهد الناس عن بلاء واختبار كيف أنها تسبّبت في كل تلك الكوارث والجوائح التي وقعت على السودان على مدى ثلاثين عاماً..وحتى اليوم من خلال هذه الحرب اللعينة التي استباحت كل ما يعز على الاستباحة..ورأى الناس فيها من الأهوال ما لم تشهده الإنسانية على طول تاريخ عصور الوحشية والظلام..!

على مَنْ تعزف أرغولك يا نيرون وسط هذه الحرائق..؟! إنه يدّعي المنطق ويقول إن تجريم الكيزان بدأ بالمؤتمر الوطني ثم امتد ظلماً إلى المؤتمر الشعبي..! ويرى أن في ذلك توسيع للتجريم بغير مبرر..! والرجل يتجاهل أن المؤتمر الشعبي (أعرق في الكيزانية) من المؤتمر الوطني وكلاهما (سجم ورماد)..! هل تحتاج هذه الحقيقة إلى شرح وتفسير..؟!

مَنْ هم أصحاب الإنقاذ الحقيقيين إن لم يكونوا جماعة الشعبي وشيخهم الكبير صاحب الانقلاب الأسود الذي فتح على السودان (صندوق بندورا) الذي انطلقت منه كل الآفات والشرور.. وتمت في سنوات هيمنته الأولى كل هذا النوازل بمقصلتها التي شردت الملايين وشهدت دفن الناس أحياء وانفتحت فيها سُنة القتل والفصل والطرد بحق كل من ليس من الكيزان..وتم فيها تدشين بيوت الأشباح بكل عفونتها ورذالتها واغتصاباتها..وجرت فيها تصفية مرافق الدولة و(كوزنة) مفاصل القوات النظامية والخدمة المدنية والمرافق الاقتصادية والتجارة والأراضي والوظائف إلخ..وبقية المأساة التي يدفع الشعب الآن ثمن مآلاتها العدمية الكالحة..!

ثم يقول أن وصف الكوز اتسع ليشمل آخرين من مؤيدي الثورة (كذب الرجل ورب الكعبة)..إنه يريد أن يدافع عن الكيزان فأكد بقوله هذا فطنة الشعب التي جعلت من الكوزنة سلوكاً لا يخرج من التوصيف المُنصف..! إنها صفة تنطبق على كل من يسلك سلوك الكيزان في النهب والسلب وسرقة الموارد وسوء الطوية ومقارفة العيب..فقد أسس الكيزان على طول عهدهم معياراً يصلح للفرز بين الكوز و(الشخص الطبيعي)..!! فأنت تعرف الكوز من منظومة الترسيم الذي وضعه الكيزان لجماعتهم في مصفوفة لا تخطئها العين.. ولا ينخدع بها الرائي..بمعنى أن الكوز هو كائن انتهازي لا يأبه للعيب ولا يعني الوطن له شيئاً وتمنحه صفته أن يفعل كل محظور في عرف أو دين من أجل تمكين نفسه وتمكين تنظيمه بكل ما هو متاح وغير متاح من سحت وحرام..وبغير تقيّد بنواهي وزواجر..وقد أحلت له الكوزنة الكذب والتلفيق والبذاءة والفجور وارتكاب كل موبقة وفاحشة مع استخدام المظهرية الدينية لتغطية النهم الدنيوي والتستر على (الخبوب والعبوب)..!

إن الشعب عندما يكشف نماذج الكيزان وصنائع الفلول فهو لا يخطئ ولا يتجاوز..انما هذه هي طبيعتهم وصنائعهم المخذية.. وهذا الرجل الأنيق الذي يظهر على قنوات الاتصال هو (كوز عريق) يضع قفازات حريرية على يديه ويريد أن يغطي على دماء الشهداء والمصابين والمشردين والنازحين والمنكوبين في حياتهم وفي أطفالهم وفي أبائهم وأمهاتهم وإخوتهم بحجة الدفاع عن الكيزان وتجريم الهجوم عليهم…!

لا عتاب على الكوز فهو يريد أن ينقض غزل ثورة الشعب الباسلة وهيهات….انما العتبى على بعض أنصار الثورة (وهم قلائل بحمد الله) الذين يتحدثون بما يعنى ألا نضع كل الأوزار على الكيزان..وهذا نوع غير مقبول من السفسطة والتذاكي..أنصار الثورة يعلمون الأخطاء التي وقعت خلال المسيرة الوطنية منذ الاستقلال وما قبله..وحتى ما حدث بعد الثورة..ولكن لا ينبغي لأحباب الثورة وضع الأخطاء التي حدثت من جانب أنصار ثورة الحرية والعدالة في موضع واحد مع جرائم الكيزان..! هذه من الأحكام الجائرة.. هذه غير تلك (شتان في الحُكم بيت صديقٍ لا فناء به.. ومنزلٍ نتنٍ ضاقت به الرممُ)..!!

الأخطاء السياسية واردة..لكن الآثام وجرائم هدم الوطن وقتل البشر مع سبق الإصرار والترصّد أمر آخر..هل يريد هذا المتأنق الذي يدافع عن الباطل أن يلعب على وعى الشعب السوداني الذي فرغ من تصنيف الكوز وخبره عن قرب مع طول العهد..ودفع في ذلك أرواحاً عزيزة وثمناً باهظاً.. اخسأ أيها الكوز الزنيم حيث كنت..فقد ذهبت أيام اللعب بالدين والتلاعب بالعقول.. الله لا كسّبكم..!

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *