اخبار السودان

يا ضحكتا وأخواتها السودانية , اخبار السودان

خالد فضل

1

هذا النص إهداء إلى د. عزّة عمر وتوأمها د. عُلا، ولجميع البنيات الرائعات اللاتي هن في مقام العزة والعلو بما كسبت عقولهن المستنيرة وما أنجزت سواعدهن الفتية وما أبدعت أناملهن الجميلة الرقيقة، عزة وعلا بنياتي لشقيقي الأكبر عمر فضل وأمهما المعلمة بسمات عبد الرحيم، ما زلت أحتفظ بصورتهما الفوتوغرافية المرسلة إلى من ليبيا وأنا حينها فوق سحابة، نعم ففي اليمن (السعيد) وقتها وقبل أن يشقى بنار الحوثي من جهة ولظى التحالف (عديم الصفة في الواقع) فأغراض أطرافه شتّى كما هو واضح مما يصعب جمعها في صفة واحدة جامعة مانعة، الله!

ما بالنا نستطرد فيما نسعى لتجنبه في كتابتنا الرمضانية هذه، ألا ما أعوج الدروب التي سعينا فيها وما نزال بسبب آفة السياسة العوجاء التي وسمت وسممت معظم تاريخنا وما تزال، في اليمن هناك مناطق مرتفعة جدا بحيث يصبح المرء حقيقة وليس مجازا فوق سحابة، وعشت هذه التجربة بنفسي، في محافظة المحويت، كان ذاك العام 1996م والتومات على المهد بنات بضع أشهر، ما يكاد والداهما يميزانهما من الشبه (ما شاء لله).

اليوم أقرأ بفخر اسم د. عزّة ضمن الناجحاتـ/ين في امتحان الدور الأول للتخصص في أمراض النساء والتوليد وتصير نائب اختصاصي، لتصبح الدكتورة الكبيرة بصحيح بعد أن ظللت أناديها بهذا اللقب مذ دخولهما كليات الطب في جامعتي الجزيرة والخرطوم على التوالي، وقد سبقت عزّة بعام، وها هي الآن تضع توأمها عُلا على مصاف التحدي من جديد سبقا في مضمار التخصص، وأعلم أنّ لعُلا ذات ما لتوأمها من قدرات لتصبح (دكتورتنا الأكبر بعون الله ) التحية لهما ولأخويّ المحظوظين بهما محمد وبكري وهما بهما سعيدتان، ولكل أفراد جيشنا الحقيقي الذي لا يعاني من وباء (المليشيا) جيشنا الأبيض، وقوامه الرئيس هؤلاء الطبيبات النابغات ونغني مع عثمان الأطرش (طبيبة تداوي بلمسة ييد يا بت بلدي) وعمكن يا بنياتي موعوك ملاريا هذه الأيام وعلاجو لا حقنة لا بندول يا دكتورة … زي ما قال ود دوبا!

2

أضحكي، ضحكك شرح قلب السما رطب الصحراء ولمس عصب الجبل، ومقاطع لا يقدر عليها سوى هاشم صديق، ولا يجسمها صورا نابضة غير أبو عركي البخيت، ثنائي رفيع رفعة ما قدما للعقل والوجدان من معان، وصول حزمة رسايل من أهل، ينكسر سور الموانع وتصحى الكهارب في الشوارع وتوصل الناس الروائع يا روائع أضحكي، بالله عليكم من لم يهتز طربا وذوبانا في هذا الضحك الفريد ويضحك في غيره ألا ينطبق عليه القول (الضحك بلا سبب قلة أدب) ألا ما أروعكما هاشم/عركي ما أروع إبداعكما! وكلاهما ممن عززا صورة المرأة الإنسان في الوجدان، حاجة فيك التي دوزنها لحنا مصطفى سيد أحمد، ولم يفك طلاسم تلك الحاجة أحد حتى هاشما نفسه ( خلتني أرجع للقلم وأتحدى بالحرف الألم، حاجة زي نقر الأصابع لما ترتاح للموسيقى) هذا مقطع خطير خالص من يتجرأ على فك سرّه؟

3

يا ضحكتا، ينبثق صوت سيف الجامعة من أعماق الضحكة نفسها، فلا تدرى ألمغني مشروق بالضحكة أم عاطف خيري مخنوق بها أم البت اللابسا الفستان هي المحظوظة (عند عاطف الفستان هو اللابس البت)، الريقو كان ناشف في اللحظة ديك دفّق حتى النسيم كورك يا ضحكتا تسكب لبن أبيض لون الضمير والحق!! يا إلهي ضحكة من وديان خصيبة مينعة ومخضرّة والبرّاق برق من منة جاب القرة شوف عيني الصقير بجناحو خبت الفرّة تلقاها أم خدود الليلة مرقت برّة، وهي بالفعل جات الكنايس لي أهدتني قدسية وجات الجوامع صر أهدتني منبر وتوب عكاز وطاقية وكان مهرجان شعبي، أنظر عافى الله بصيرتك من اوشاب الراهن الوعر، كيف أن الكهارب صحت في الشوارع وترطبت الصحراء ولان عصب الجبل وتقدّست الأرض بتراتيل الكنائس وتراويح الجوامع المخلصة، وديك أم خدود مرقت، يا لضحكتا والشعب في مهرجانه . وعاطف المرهف يصنع ذات يوم ظنونه ويستغرب لها (أنا ما خلقت يا ظنون شان تبيتي الليل معاي وتجري من فوقي الغطا !! أها جينا للجرسة يا مبدع حياك الغمام وسوزي والعيال .

4

حتى ضحكهن الجماعي (وش الوطن)، أفو يا أزهري من أولئك بالله القادرات على تحمل لومك، وكمان معاهو ضحكتن بعشراقتا لولا أن فاجأنا ذاك الود الرهيب نميري حسين بلحن بديع أنسانا لوم أزهري وغمرنا في حنان الضحك من جديد، صاحب وضاحة يا خبز الفنادك وغابة الأبنوس عيونك، صورة مجنونة لا يحيط بها إلا موغل في الجنون الإبداعي سيان هما الشاعر والمغني، أزهري يعود مع نميري ( في ليس عايد عايد ديك) فاحترس :

دخلن علي والدنيا ليل

حلّن مع الروح في البدن

مرقن صباحات الشروق

صحّن حمامات الشجن

غازلتهن بي كلمتين

ضحكن ضحك وش الوطن

قلت ليهن ألقاكن متيين؟؟

قالن لي في أحلام غدا

ومرقن مشن !

ومع مروق الضواحك ديلك ننتظر عودة صفانا لنضحك شديد مع وطن جديد وشعب سعيد، وكدي خلونا شوية من تشاؤم خلف كل قيصر يموت دي، فاليقين بقدرات جيل ناس عزّة هو الدليل والفجر مليان غُنا قولوا آمييييييييييييين.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *