اخبار السودان

مليشيات الذبح وحفلات الشواء باسم الجيش

عندما اجتاح الجيش الاسرائيلي بيروت منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كانت هناك وحدة كوماندوز اسرائيلية خاصة مهمتها التوجه الى احد ازقة بيروت الجانبية، ومصافحة وتقديم الشكر الجزيل باسم دولة اسرائيل لذلك الشحات الاغبر الاخرس، الممزق الثياب الذي تسيل الريالة من مناخيره والذي يرتدي ملابس بالية متعفنة وكان المواطنين اللبنانيين يتصدقون عليه بالرغيف اليابس والملابس وما تبقي لهم من كرتة طعام ، كان ذلك الشحات ما هو الا جنرال في الموساد الاسرائيلي برتبة عقيد ، وعندما سأل لاحقا عن كيف له ان تعايش وعرض حياته للخطر في ازقة لبنان وطقسه المتقلب طوال هذه السنوات؟ اجاب الضابط الشحات أنه فعل كل ذلك لعيون اسرائيل.

شاهدنا فيديو قصير عبر منصات التواصل الاجتماعي لجندي روسي في الحرب مع اوكرانيا نفدت زخيرته ، بينما كانت مسيرة الكاميكازي تدندن  فوق راسه تريد ان تحيل جسده الي شاورما ، فما كان من الجندي الروسي الا وان استل خنجرا ضخما طويلا من وسطه ونحر عنقه ، وهو يهتف بامجاد الجيش الروسي.

لكن تعال وانظر في حال جيش “القوقو” بتاع البرهان علي كرتي ، حيث اصبح يذبح علي المكشوف ، قام بانزال مواطنيين عزل بمدينة الابيض ونحرهم نهارا جهارا وامام العالم هكذا ، ليرسل رسالة لسكان كوكب الارض  كله بان داعش ما زالت حية في مدينة الابيض وكل السودان ، معلنين الفوضي الشاملة باسم مؤسسة عسكرية عمرها قرابة المائة عام.

المضحك المبكي ، انه هو نفس الجيش الذي ولي الدبر من  اول طلقة خرطوش اطلقها الدعم السريع قبل عام فقط من بداية هذه البهدلة ، حيث هرب اكثر من سبعة الف من ضابط وجندي الي مصر ، وتركيا ، يبحثون عن الشيشة معسل تفاحتين ، ودعة العيش ، ياللهول ، جيش تم اسقاط اكثر من مائة طائرة انتنوف وسوخوي وميغ ، واسقطت له اطنان من المسيرات بواسطة قوات الدعم السريع ، جيش يخلي قواعده وحامياته  ومقاراته العسكرية واحدة تلو اخري للدعامة في سرعة قياسية ، كسرعة البرق كما حدث في نيالا والضعين ومدني وغيرها من الولايات ، كاننا نشاهد لعبة ام غميضة وليس امام  معارك كسر عضم ، جيش يزحف ضباطه وجنوده الاسري لدي الدعم السريع علي اربعة  يرددون بصوت واحد “جاهزياااااااو” وهم يلعنون زملائهم الجنرلات الاخرون عبر وسائط السوشال ميديا الذين ولو الدبر وتركوهم يواجهون ابجلحة وجوج وماجوج وقرن شطة والزير سالم وذوي القرنين والبيشي وكليلك وبرشم وغيرهم من قادة الدعم السريع.

نعم لا ينتطح عنزان البتة في ان الجيش هو اساس وراس وشرف وعز الارض والعرض ، فاذا صلح الجيش صلح البلد كله ، وان فسد الجيش فسد الوضع كله ، صحيح لا يوجد جيش ملائكي لا يخطيء ، لكن الصحيح ايضا هناك خطوط حمراء اذا تجاوزها الجيش فساعتئذ لا يعقل اخلاقيا ودينيا ورجوليا  ان نطلق عليه لقب او اسم جيش ، نطلق عليه اي شيء اخر ، نطلق عليه  مثلا اسم اولاد ميكي ، اولاد ابراهيم للهبل والعبط والذبح والسلخ العسكري ، حلة الجزاريين العسكرية الي اخره من الاسماء..

بالتامل العام لعروض سيرك الجيش السوداني في هذه الحرب العبثية التي شنها الفلول عليهم لعنة الله تغشاهم فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض يحار المرء فعلا ويتساءل فعلا ما اذا كان لدينا حقا جيش عمره قرابة المائة عام.؟ ام   لدينا خيال الماتة؟

عزيزي القاريء قل لي بربك ما هذا الجيش الذي يتفنن في قتل ابناءه من حواضن معينة ، كسياسة انتقامية منه وكعقوبة منه ظنا منه انه حقق انجازات ، فوقتذاك لا يجوز لنا ان نطلق عليه اسم جيش ، وعندما نجد جنرالاته برتبة لواء وعميد والواحد فيهم لا يعرف الفرق بين العكاز  والكلاشنكوف او ماهي انواع الخنادق ، او لا يعرف كيف يقراء الخرائط العسكرية ، فحينذاك علينا بنصب صيوان اللطم والنحيب والرفسي لهذا الهراء الازرق.

التقيت في ظروف عابرة مختلفة   عشرات جنرلات الجيش معاشيين  من انكليز  وعراقيين  وبولنديين ومن لايتفيا وغيرهم ، عندما تتحدث مع احدهم تجده يتحدث لك عن انجازات جيشه  ويفتخر لك بان جيش بلده فقط هو افضل جيش مشي علي الارض قاطبة.

وعندما تتحدث مع ضابط جيش معاشي تابع لجيش القوقو تجده سافي التراب والطين والحصو من عمره الذي افناه في الجيش ، الا من رحم ربي لانه تم ركله والاستغناء عنه بشكل تعسفي.
قل لي بربك ، ما هذا الجيش الذي  يهلل ويرقص ويكبر عندما ينفرد بمواطنين عزل ابرياء عجزة مسنين ويقوم بنحرهم هكذا واحدا تلو الاخر وبمنتهي الوحشية اللا ادمية؟ معتبرا ذلك انجازا عسكريا ضخما؟ .

ازاء ما تقدم هل يحق لنا كشعب ان نطرح السؤال التالي؟ من عليه ان يندغم في اخوه؟ هل الدعم السريع يندغم في الجيش ويصبح لدينا قوات الشعب المسلحة؟ ام قوات الشعب المسلحة تندغم في الدعم السريع ونطلق علي هذا الوضع الجديد  قوات الدعم السريع المسلحة؟؟
افتونا ياقوم لقد تشابه علينا البقر!!.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *