اخبار السودان

عندما تفاوض الحركة الاسلامية …. نفسها

لا يختلف اثنان حول دور الحركة الاسلامية فى الحرب الدائرة فى السودان فهى المخرج الوحيد لها والوسيلة التى تمكنها من فك عزلته وتمكن عضويتها من الافلات من الحساب والعقاب والتخفف من التاريخ الاسود المرتبط بالفساد والعنف والقمع والظلم والتعذيب والقتل والتنكيل. من خلال آلاتها الاعلامية وعملائها. تعمل الحركة الاسلامية على توجيه الانظار الى انتهاكات الجنجويد وفظائعهم والتدمير الممنهج للبنة التحتية والدور الذى لعبته قحت فى تبرير جرائم الجنجويد متناسية دورها فى تكوين الجنجويد. الحركة الاسلامية مسؤولة بشكل مباشر من تطاول امد الحرب وامتدادها الى الولايات الامنة فالحركة الاسلامية تسيطر على قيادة الجيش فكل الضباط من رتبة مقدم فما فوق هم اعضاء فى الحركة الاسلامية وهم مسؤوليين من تضخم الالة العسكرية للجنجويد وتواجد وسيطرة الجنجويد فى المواقع الاستراتيجية فى الخرطوم وتراخى الجيش فى التحسب لاندلاع الصراع مع الجنجويد. فالاجراء الاحترازى الوحيد الذى اتخذه الجيش هو بناء سور حول القيادة العامة ، فالقيادة الفعلية للجيش فى ايدى ضباط الحركة الاسلامية. الحركة الاسلامية تسيطر على قيادة الجيش وو الجهاز الادارى للدولة والخدمة المدنية كما تسيطر على القيادة السياسية والعسكرية للدعم السريع هناك المئات من الضباط الاسلاميين فى قيادة الدعم السريع كما ان جل مستشارى حميدتى السياسيين والامنيين كانوا اعضاء فى الحركة الاسلامية. اى توافق مع الدعم السريع سيفضى الى سيطرة كاملة للحركة الاسلامية اذن لماذا تتلكأ الحركة الاسلامية فى الوصول الى اتفاق سلام وتعمل على تعطيل المفاوضات فى هذا المقال نستعرض تلك الاسباب ولكن قبل ذلك دعونا نعيد قراءة بعض الاحداث.
متحركات الجيش البالغ عددها احد عشر فى بداية الحرب كانت كفيلة باحداث فرق على الارض وايقاف تمدد الدعم السريع لكنها تعرضت لكمائن اودت بحياة المئات واضعفت الروح المعنوية للجنود والضباط كما ان بعض المتحركات تعرضت للضرب بواسطة طيران الجيش. من المفهوم ان يتعرض متحرك واحد لكمين لكن ان تتعرض ثمانية متحركات لكمائن ويتعرض بعضها للضرب بطيران الجيش فهذا يثير العديد من علامات الاستفهام.
تحرك البيشى من النيل الارزق حيث قطعت قواته المكونة من اكثر من 200 عربة مسلحة مسافة 600 كيلومتر حتى وصلت الى الخرطوم دون ان تعترضها اى من حاميات الجيش فى ولايات النيل الابيض وسنار والجزيرة وجبل اولياء ولا ارتكازات الجيش التى مرت بها على طول الطريق. ليس ذلك فحسب فقد مرت قواته على بعد كيلومترات من قاعدة كنانة الجوية دون ان يتصدى له طيران الجيش. لا شك ان هناك جهة نافذة فى قيادة الجيش سهلت ذلك وقد ذكر المقدم معاش خليل محمد سليمان اسماء ضباط كبار معروفيين بانتماءهم للحركة الاسلامية قام بتسهيل مهمة البيشى.
توغلت قوات كيكل فى البطانة حتى وصلت ابوحراز دون ان تطلق طلقة واحدة وتقوم باستلام مدينة مدنى فى غضون ايام فى الوقت الذى صمدت فيها حاميات نيالا وزالنجى لاشهر وما زالت بابنوسة صامدة رغم انها متواجدة فى عمق مناطق الحاضنة الاجتماعية للجنجويد وبعيدة عن خطوط الامداد وقيادة الجيش.
تمكن الدعم السريع من السيطرة على مجمع اليرموك والاحتياطى المركزى بعد 11 اسبوع من اندلاع الحرب وتحصل على ذخائر واسلحة مكنته من مواصلة الحرب بينما احتفظ الجيش بقواته فى المدرعات ووادى سيدنا وجبل اولياء وولايات السودان المختلفة ولم يحرك اى قوة لمساندة القوات المرابطة هناك بل ان الطيران تدخل فى نهاية المعركة ليضرب قوات الجيش. الهجوم على اليرموك والاحتياطى المركزى لا يمكن تصنيفه ضمن حرب المدن.
لم تتخذ قيادة الجيش اى اجراءات ضد الضباط الكبار الذين انضموا للدعم السريع من امثال اللواء ابشر بلايل والعميد عمر حمدان واللواء عثمان عمليات واللواء محجوب حسن الفاضل وكلهم ضباط معروفين بانتمائهم للحركة الاسلامية فقط تمت احالتهم للتقاعد دون تقديمهم لمحاكمات او اعتبارهم متمردين بينما تم رفع 400 قضية ضد مواطنين مدنيين فى ولايات السودان المختلفة بتهمة الانتماء للدعم السريع.
الاحنفاظ بقوات ضخمة فى اليمن للدفاع عن دول تتهمها حكومة البرهان بأنها من يقف خلف الدعم السريع.

كل ذلك لا يعقل ان يكون نتيجة قدرة الدعم السريع على اختراق الجيش وشراء ذمم ضباطه فتسليم مدينة فى مقام ود مدنى لا يكون بمبادرة او قرار ضابط واحد او حتى عدد من الضباط لكن باتفاق ومباركة اعلى هيئة فى الجيش. الاسلاميون ضباطا كانوا او مدنيين تمت تربيتهم على الخنوع والخيابة والطاعة العمياء لذا شارك العشرات منهم فى تصفية زملاءهم والوشاية بهم وراينا قائد اركان الجيش هاشم عبدالمطلب يخضع لاستجواب حميدتى. لقد ربت الحركة الاسلامية كادرها على الطاعة العمياء فاعضاءها يتزوجون وفقا لقرار تنظيمى وينفذون الاوامر دون تفكير فنجد من سجن اخيه وعذب اقرب الاقربين له وبلغ عن ذوى القربي. الحركة الاسلامية ربت عضويتها على الخيابة لذلك لم يكن مستغربا ان يسمح قائد هيئة اركان الجيش هاشم عبدالمطلب لحميدتى باستجوابه وان ينهار ضابط الامن انس عمر فى ساعات. لذا تسليم المدن والمواقع العسكرية وانسحاب الجيش دون اطلاق طلقة واحدة تاركا المدنيين تحت رحمة الجنجويد ليس نتيجة لان حميدتى قد اشترى هولاء الضباط العظام فحميدتى ليس له القدرات الفنية والمالية التى تمكنه من شراء المئات بل الالف من الضباط لكن هؤلاء الضباط ينفذون ارادة الحركة الاسلامية التى لا مخرج لها سوى الحرب فهى تذل وتلقن الشعب السودانى الذى نبذها درسا حتى تستعيد سيطرتها على الواقع السياسى والاقتصاد.
الاخطاء الكارثية التى ارتكبتها قيادة الجيش وتلكوءها فى الزود عن المواطن والانسحاب غير المبرر كفيلة باحداث تمرد فى الجيش لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث لأن الضباط الرساليين ينفذون فى استراتيجية الحركة الاسلامية.
الحرب الدائرة تخدم الاهداف الاستراتيجية للحركة الاسلامية وتمكنها من اعادة سيطرتها على ثروات البلاد ومقدراتها واطالة امد الحرب تمكن الحركة الاسلامية من اعادة سيطرتها على الحياة السياسية والاقتصادية ومن تمرير اجندتها السياسية المتمثلة فى:
تسويق جهاز الامن وكتائب البراء وهيئة العمليات وتلميعها واظهارها فى مقام المنقذ كمقدمة للتأسيس للقمع والعنف القادم ضد المدنيين ومن اجل اطلاق يد جهاز الامن واذرعه لان الحركة الاسلامية لا يمكن ان تحكم فى ظل واقع ديمقراطى.
اظهار الحركة الاسلامية بمثابة المنقذ وتقديم جهاز الامن وهيئة العمليات وكتائب البراء على انها من استبسل وانقذ الشعب السودانى من الجنجويد حينما تخاذل الجيش وانسحب تاركا المدنيين خلفه. وان كتائب البراء هى من ادخل المسيرات فى الحرب وعلم الجيش كيفية استخدامها وان الجيش من الضعف بمكان للتصدى لاى عدوان ، فمثلما كونت الحركة الاسلامية قوات الدفاع الشعبى ومجموعة المجاهدين ونسبت الانتصارات التى حققها الجيش فى الجنوب لها فهى تعيد نفس المشهد حتى ترصد الميزانيات لكتائب البراء وهيئة العمليات وجهاز الامن وتمنحها سلطة غير محددة كما فعلت مع الدفاع الشعبى. كذلك تسعى ان يستعيد جهاز الامن دوره فى قمع القوى المدنية بعد ان تم فضخ الجرائم التى ارتكبها منسوبيها فى بيت الاشباح وغيرها وذلك بحجة التصدى للخلايا النائمة ومحاصرتها وتطبيع وجوده وتبريره كمقدمة لاسقاط التهم عن من تمت محاكمتهم او يمثلون امام المحاكمات.
تشويه الثورة والثوار وربط الثورة بالجنجويد وقد استخدمت الحركة الاسلامية غواصاتها فى قحت للربط بين الجنجويد والثوار وتلطيخ سمعة الثورة رغم ان اول مطالب الثوار هو حل الجنجويد وتفكيك الدعم السريع. فقد اجتهد القحاتة واذيال الجنجويد فى المساواة بين تجاوزات الجيش والدعم السريع رغم البون الشاسع بين الاثنين وممارسات الدعم السريع التى ترقى الى مستوى جرائم الحرب بل وصلت بهم الجراة ان توقع قحت فى نسختها الجديدة على اعلان سياسى مع الدعم السريع. الهدف هو الربط بين الثوار والدعم السريع وعزل القوى الثورية عن جماهيرها حتى لا تتصدى لمخططات الحركة الاسلامية القادمة ويتم وأد الثورة والتنكيل بالثوار بحجة انهم عملاء للجنجويد وقد شرع جهاز الامن فى ذلك فقد بلغ عدد المعتقليين من الثوار ولجان المقاومة 49 شخص فى ولايتى القضارف وسنار. تصريحات ومواقف قحت المتماهية مع من اغتصب ونهب ودمر وشرد وارتكب الجرائم خلقت حاجز نفسى وضربت عزلة على قحت من جماهير الشعب وكل البسطاء الذين عانوا من وطأة الجنجويد الذين صدمتهم جراءة الناطق الرسمى ل”تقدم” حين نفى وشكك فى حقيقة الاغتصابات التى حدثت فى الجزيرة ليكتشف لاحقا انه احد صنائع مامون حميد وان مامون حميد ساعده فى اكمال دراساته العليا فى ايران. مواقف قحت المتعاطفة مع الجنجويد وغير الامينة فى نقدها وضعت قوى الثورة مع الجنجويد فى خانة واحدة. ان قوى الثورة الحية ستحتاج لزمن لحشد الجماهير للتصدى لمؤامرات الكيزان. خدمت مواقف قحت بوعى او عن غير قصد استراتيجية الكيزان وياسر عرمان ليس اسثناء فقد خذل الشعب السودانى فى السابق عندما انسحب من سباق الرئاسة بمحض ارادته ودون الرجوع الى هياكل الحركة الشعبية على حسب باقان اموم وسلفاكير ومكن الكيزان من تحقيق هدفهم فى فصل الجنوب.
افقار الشعب السودانى وتشريده. اذا كانت الانقاذ فى بداياتها قد استخدمت الصالح العام والتشريد وبيوت الاشباح والتعذيب لارهاب الشرفاء والوطنيين وتضيق سبل العيش عليهم للخروج من البلاد والاغتراب فهى الان تستخدم سلاح الجنجويد للتنكيل بالمواطنيين العزل بينما يظل الجيش مكبلا ومقيد الحركة لا يفعل شىء لحماية المواطنيين العزل. الانجاز الوحيد لحكومة البرهان بعد اندلاع الحرب هو مصنع الجوازات حتى تسهل سبل الخروج للمواطنين وتفريغ المدن من المواطنيين الى جانب تغاضبها عن نشاط تهريب البشر. مثلما قامت الانقاذ فى بدايتها بتغيير العملة وضيقت الخناق على الراسمالية الوطنية حتى اخرجتهم من السوق فهى تفعل ذلك من خلال تدمير البنية التحتية والقاعدة الصناعية والانتاجية لتمكن عضويتها التى هربت اموالها الى تركيا من السيطرة على الاقتصاد. فهذه اولى خطوات الحركة الاسلامية نحو اعادة التمكين الاقتصادى والسيطرة على معاش المواطن والاستحواذ على مقدرات البلاد وثرواتها.
التخلص من صغار الضباط من امثال حامد الجامد الذين كانوا بمثابة شوكة حوت فى خاصرة الحركة الاسلامية وشكلت مواقفهم الصلبة حماية للثوار فى ابريل 2019م مما اجبر اللجنة الامنية على عزل البشير واستلام السلطة. فقد اعتقلت اللجنة الامنية العشرات منهم قبل فض الاعتصام واحالت العشرات للتقاعد لاحقا. فمعظم الذين استشهدوا وقضوا نحبهم فى المتحركات التى تعرضت للكمائن من صغار الضباط. رغم التضحيات التى قدمها الجنود وصغار الضباط الا ان الحركة لا تثق فيهم لذا اتت بالحركات الدارفورية المسلحة واستعانت بها كحليف يحل محل الجنجويد ليحميها من صغار الضباط. بنهاية الحرب ستعمل الحركة على تسريح صغار الضباط والتخلص منهم واستبدالهم بضباط هيئة العمليات الذين ما فتئت ماكينتها الاعلامية تشيد بدورهم فى التصدى للجنجويد.
ستعمل الحركة الاسلامية على استمرار الحرب حتى تحقق اهدافها وان اضطرت للسماح للجنجويد بدخول سنار والقضارف وكوستى. فقد رفضت الحركة الاسلامية التفاوض وعملت على استمرار الحرب لان ذلك لن يحقق هدفها فى احكام سيطرتها وفرض اجندتها فى الضغط على المجتمع الدولى للقبول بها كشريك واعتمادها كممثل للامبريالية فى السودان كما فعل مع طالبان مع الفرق الشاسع بين الاثنيين.
الصراع بين الحركة الاسلامية والبرهان وهجوم البرهان على كتائب البراء لذر الرماد فى العيون فقد عمد البرهان الى زيارة قائد كتائب البراء بمجرد خروجه من القيادة العامة امتنانا للدور الحاسم الذى لعبته كتائب البراء وواظب مساعده على الاشادة بكتائب البراء. اللجنة الامنية ظلت توفر الحماية للحركة الاسلامية واطلاق يد اجهزتها التى شاركت فى فض الاعتصام ومحاولة تفكيك قوى الثورة واعادت سيطرة الحركة الاسلامية على الخدمة المدنية ورفع الحجر عن الحسابات لقادة الحركة الاسلامية بعد انقلاب 15 اكتوبر. كباشى يتحدث عن ضرورة قصر السلاح على الجيش وكبح جماح المقاومة الشعبية فى الوقت الذى سمح الجبش لقيادات الحركة الاسلامية بمخاطبة قوات الجيش ومنح المصباح ابوزيد رتبة رائد واعطى كتائب البراء جواز مرور للتواجد فى المناطق العسكرية كما سمح لحركات دارفور بالدخول الى وادى سيدنا رغم انها ظلت فى موقع الحياد طوال الاشهر العشرة المنصرمة من عمر الحرب. فتحت قيادة الجيش المعسكرات لتدريب قوات حركات جوبا فى جبيت و شرق السودان وقامت بتسليحها فى الوقت الذى امتنعت عن فتح باب التجنيد لباقى سكان السودان رغم ان الجيش يتحجج بنقص المشاة. تدريب قوات حركات دارفور ورفدها بالميزانيات جدير بالتامل فمثلما فصلت الحركة الاسلامية جنوب السودان فهى تسعى لفصل دارفور وتوسيع رقعة الحرب الاهلية فيها حتى يتم افراغها من السكان وتوطين عرب الشتات فيها بمعنى اخر استكمال مشروع التغيير الديمقرافى الذى دشنته فى بداية الالفية. موقف المخابرات الفرنسية والحكومة الفرنسية الداعم للجنجويد رغم ارتباطهم بمجموعة فاغنر والروس والمهددات التى يشكلها تمدد الجنجويد وبناء قدراتهم يرجح هذه الفرضية.
هناك مؤشرات توضح ان الحركة الاسلامية قد حزمت امرها بالتفاوض مع الجنجويد والحفاظ عليهم وهو قرار ليس وليد اليوم فقيادة الجيش لم تعتبر عثمان عمليات وابشر بلايل وعمر حمدان متمردين وخونة وقدمتهم لمحاكمات انما اكتفى البرهان باحالتهم للتقاعد. كذلك لم تفصل الحركة الاسلامية نائب امينها العام الا بعد عام رغم صلته الوثيقة بالجنجويد وانه احد ابرز مستشارى حميدتى.
خلال الاسابيع الماضية هناك مجموعة من الاحداث تشير الى ان الحركة الاسلامية اقتربت من تحقيق اهدافها السياسية التى اشعلت من اجلها الحرب وعملت على استمرارها. اشعال الحرب لا يعنى انها اطلقت الطلقة الاولى لكن سمحت للدعم السريع بالتجنيد والتسلح وان اعضاءها فى الجيش والاستخبارات تجاهلوا وتعاموا عن التقرير التى وصلتهم وعن كل المؤشرات التى تدل على ان الدعم السريع يتهيأ للانقضاض على السلطة فبدلا ان يتم اتخاذ التحوطات اللازمة قامت قيادة الجيش ببناء سور ضخم حول القيادة علق عليه عبدالرحيم دقلو قبل اسابيع من الحرب فى تصريح لنيويرك تايمز بانه لن يحمى البرهان. هناك عشرات المؤشرات التى تشير الى مخطط الدعم السريع لكن قيادة الجيش وضباط الحركة الاسلامية الرساليين لم يفعلوا شيئا للحرب القادمة. من ضمن الاحداث اللافتة للانظار:
تصريح سناء حمد للطاهر حسن التوم. الغرض منه نفى صلة الحركة الاسلامية بالبرهان و مجموعته وانها تريد ان توصل رسالة للمجتمع الدولى والاقليمى ان البرهان ومجموعته ليس لهم علاقة بالحركة الاسلامية وانهم انقلبوا على الحركة الاسلامية رغم ان الحركة الاسلامية تسيطر على الجيش ويدين معظم ضباطه الكبار بالولاء للحركة الاسلامية. فحوى الرسالة ان مشاركة الحركة الاسلامية فى اى مبادرات لانهاء الحرب لابد منها وان البرهان لا يمثل الحركة الاسلامية. توقيت التصريح ليس اعتباطا وهو يتناقض تماما مع تصريح سابق لسناء حمد فى بداية الحرب حيث طلبت من الاسلاميين عدم الربط بين الجيش والحركة الاسلامية حتى لا يفقد الجيش الدعم الشعبى.
تصريحات غندور الرافضة للحرب ودعوته للتفاوض وضرورة ايقاف الحرب مفادها ان المؤتمر الوطنى لا يمانع فى ان يكون طرف فى تفاوض قادم وانهم ضد الحرب. وهذا بمثابة التمهيد والاعلان عن استعداد الحركة الاسلامية للقبول بالمشاركة فى اى مقاوضات قادمة
فصل الحركة الاسلامية لنائب رئيسها ونائب البشير  السابق حسبو محمد عبدالرحمن. صدر القرار بعد اكثر من عام من اندلاع الحرب رغم ان صلة حسبو مع الدعم السريع ترجع الى ما قبل ذلك بكثير فهو من رتب للاجتماع بين كرتى وحميدتى قبل الحرب بشهور. حسبو هو احد ابرز مستشارى حميدتى السياسيين والدعم السريع يعج بالمستشارين والقيادات من اعضاء الحركة الاسلامية. تم فصل حسبو محمد عبدالرحمن الذى ظل مرابطا فى الخرطوم و خرج قبل قرار الحركة الاسلامية باسابيع الى الجنينة. حسبو وجوده ضمن الطاقم السياسى للدعم السريع سيخدم اهداف الحركة الاسلامية ولا يستبعد ان يشارك ضمن وفد التفاوض القادم كممثل للدعم السريع. اذن الهدف من فصل حسبو لرفع الحرج عن الدعم السريع وعن حسبو فيتمكن من لعب دوره وهو يعتمر طاقية الدعامى والرزيقى رغم صلته الوثيقة بالحركة الاسلامية.
الهجوم بالمسيرات على كتيبة البراء ومبانى جهاز الامن والحديث عن الخلايا النائمة هو مقدمة لاطلاق يد جهاز الامن والاستعداد للانقضاض على الثوار فقد بلغ حتى اللحظة عدد المعتقليين فى ولاية القضارف وسنار 49 معتقل من لجان المقاومة والثوار. اضافة الى ذلك قام البرهان بتعيين ضباط امن سابقين معرفون بانتماءهم للحركة الاسلامية ولاة لولايات القضارف وكسلا كمقدمة لاحكام القبضة الامنية ومؤشر للقمع القادم.
الحركة الاسلامية تستعد للتفاوض وانهاء الحرب وجنى مكاسبها وتعمل على ان يكون تيم التفاوض من طرفى الحرب من اعضاء الحركة الاسلامية كما انها ستسعى لتمثيل اكبر عدد من القوى السياسيين المطعمة بعملاء الحركة الاسلامية فيكون هناك تمثيل لجماعة الموز وحركات دارفور وانصار السنة وحمدوك وجزء من قحت مع تمثيل رمزى للمجتمع المدنى ياتى برائد المساومة التاريخية الى دست الحكم. لكن مأزق الحركة الاسلامية انها لن تستطيع ان تسوق خيار التفاوض لعامة الشعب الذي تضرر من الجنجويد ولا لصغار الضباط الذين استبسلوا فى هذه الحرب وفقدوا المئات من زملاءهم واصدقاءهم ولا حتى لجزء مقدر من الاسلاميين الا بالسماح للدعم السريع بالتمدد والاستحواذ على مزيد من الاراضى حتى يقتنع الجميع ان الجيش من الضعف بمكان ولا مفر من التفاوض لذا سمحت ورتبت لدخول الدعم السريع الى مدنى بقيادة ابنها كيكل وهى تستعد لتنصيب شريك كيكل فى درع الوطن الصوارمى خالد واليا على النيل الابيض. لكن ردود الفعل الشعبية بعد سقوط مدنى جعلت الحركة الاسلامية تتحسب لاى خطوة قادمة ولكنها لن تتوانى من تسليم مزيد من المدن لان مرتزقة الدعم السريع سيتبعثرون ايدى سبأ ان لم يكون هناك نهب وسلب او يتم انهاء الحرب.
الحركة الاسلامية تستعد للتفاوض والوصول لتفاهمات مع الدعم السريع دون ال دقلو فالارجح انها ستفاوض عضويتها امثال حسبو وعمر حمدان وغيرهم. من المهم كشف حقيقة الدور الذى لعبته الحركة الاسلامية فى اشعال هذه الحرب وفضح مراميها والتصدى لها حتى لا يتم تفكيك السودان الى دويلات ووأد الثورة. ان ذلك لا يكون بالتحالف مع صنيعة الحركة الاسلامية الدعم السريع انما ببناء جبهة عريضة من الضباط الوطنيين وصغار الضباط للتصدى للجنجويد وضباط الحركة الاسلامية وعملاء المخابرات الاجنبية.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *