اخبار السودان

رزاز الدم فى سماء الفاشر

✍️صلاح جلال

(١)💎حشود عسكرية ضخمة تحاصر عاصمة شمال دارفور مدينة الفاشر التاريخية التى تبعد عن العاصمة الخرطوم حوالى ٨٠٢ كيلومتر كانت الفاشر مركز سلاطين الفور الذين حكموها طوال عمر المملكة لخمسة قرون بدءاً بالسلطان المؤسس سليمان صولونق إنتهاءاً بمقتل السلطان على دينار فى منطقة برنجية على يد قوات الإحتلال البريطانى بعد سيطرة الدعم السريع على جميع محليات ولاية شمال دارفور والسيطرة مناصفةً على مدينة الفاشر القوات المسلحة والحركات مناوى وجبريل تسيطر على غرب المدينة والدعم السريع يسيطر على شرق المدينة ويحاصرها بقواته من جميع الإتجاهات من خارجها أحكم حصاره عليها بعد سيطرته فى الأيام القليلة الماضية على مدينة مليط شريان الحياة الرئيسى للفاشر من مصر عن طريق الدبة وشمالاً من ليبيا مما يعرض المدينة لنفاد المؤن وندرة المواد الغذائية ومجاعة مؤكدة .

(٢)💎 الفرقة السادسة مشاه الفاشر تعتبر المحطة العسكرية الوحيدة المتبقية تحت سيطرة القوات المسلحة فى كل إقليم دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على ولايات جنوب دارفور وعاصمتها نيالا ووسط دارفور وعاصمتها زالنجى. وشرق دارفور وعاصمتها الضعين وغرب دارفور وعاصمتها الجنينة للحفاظ على مدينة الفاشر عملت القوات المسلحة على إستقطاب بعض منسوبى القبائل لحملة الإستنفار الشعبى وتمكن الفريق البرهان من إستقطاب كل من محمد عثمان كِبر نائب الرئيس البشير السابق حاكم دارفور الأسبق وهو ينتمى لقبيلة البرتى كما تمكن من نقل موقف حاكم إقليم دارفور الحالى من موقف الحياد إلى الحرب بجانب القوات المسلحة منى اركوا مناوى وجبريل إبراهيم وزير المالية الفيدرالى ، كما تمكنت المخابرات العامة من إستقطاب مؤسس حركة الجنجويد فى العام ٢٠٠٣م المتهم بإرتكاب جرائم حرب بداية نزاع دارفور السيد موسى هلال وهو من قبيلة المحاميد أبناء عمومة آل دقلو ليعلن الوقوف بجانب القوات المسلحة ليس لديه الآن قوات فى الفاشر ، تسعى مخابرات القوات المسلحة لنسج تحالف عسكرى ذا طابع قبلى واسع يتحالف مع القوات المسلحة من أبناء قبائل دارفور *الهدف منه تحويل طبيعة الحرب من نزاع حول السلطة والثروة فى مركز السلطة الخرطوم إلى نزاع قبلى فى دارفور* ليغسل المركز يده من دماء مواطنى دارفور ويتحمل أبناء دارفور من مختلف القبائل وزر تصفية وتهجير أهلهم وتخريب مدنهم من خلال تعبئة القبائل ضد بعضها البعض فى مواجهات الكل ضد الكل ، هل قيادات المجتمع فى دارفور مستعدة لإعادة تجربة الحرب السابقة دون وعى خطورتها وتكلفتها الباهظة ، إذا كان مركز السلطة مجنون لايهمه السكان المحليين هل سيتبعه عقلاء دارفور من المكونات المجتمعية لإشعال الحريق تحت أقدام أهلهم؟!!! .

(٣)💎 النزاع المسلح داخل مدينة الفاشر أكثر تعقيداً من المعارك الأخرى التى خاضها الدعم السريع فى بقية أنحاء دارفور ، بالإضافة للكثافة السكانية وأن الفاشر تمثل عصب الإقليم الإقتصادى المدينة الثانية بعد نيالا والخريطة القبلية المعقدة مع وجود معسكرات النزوح ذات الكثافة السكانية العالية من حرب دارفور الأولى التى بدأت بمناوشات قبلية كنزاع على الموارد بين الرعاة والمزارعين بما تم تعريفه فى ذلك الوقت بنزاع (القرون والجرون) الذى تحول لثورة ونتيجة لحرب الخمسة عشر عام التى أزهقت حوالى ٣٠٠ ألف نسمة وهجرت ٢مليون بين لاجئيين ونازحين ممثلة فى معسكر زمزم وأبوشوك بقلب العاصمة الفاشر ، إنتهت حرب دارفور الأولى بإتهام النظام المخلوع بجرائم التطهير العرقى Genocide وجرائم الحرب War Crimes وقيادات النظام السابق مطلوبة للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية ICC *هل سيعيد التاريخ نفسه فى معركة الفاشر الوشيكة*؟ كيف لنا تفادى رزاز الدم فى مدينة الفاشر الذى يوشك أن يتحول لسيول دموية يروح ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين؟؟.

(٤)💎 مجلس الأمن الدولى والدول دائمة العضوية فيه ناشدت أطراف النزاع بعدم المواجهة وإخلاء المدينة من جميع المسلحين أعلنت ذلك ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية أمس فى مجلس الأمن ليندا جرينفيلد

معركة الفاشر تعرض المدنيين لمخاطر كبيرة يتحمل مسئوليتها الجنرالات البرهان ومناوى ود.جبريل وحميدتى دقلو .

(٥)💎💎 ختامة

*هل من الممكن للضغط الدولى إخراج كل* *القوات المتحرفة للقتال من الفاشر لتفادى المواجهة الدامية*؟

إذا حدث ذلك كمعجزة ، لمن يتم تسليم المدينة لحفظ الأمن فيها ؟ *هل توجد قوة محلية محايدة يمكن الإتفاق عليها لإدارة المدينة*؟

*أم يتم الإتفاق لتسليمها لقوى دولية لحفظ الأمن فيها*وماهى القوة التى يمكن* *أن تتفق عليها الأطراف المتحاربة لتسليمها الفاشر.* ؟ القوى الدولية هل تكون الإتحاد الأفريقى أو الإيقاد أو الجامعة العربية أو الأمم المتحدة*؟!!! مشهد مُفزع ومعقد نسأل الله السلامة للأهل من مآلاته.

*بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ*

*من عاد منتصرًاً من مِثلِها إنهزَما*

#لاللحرب

لازم تقيف

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *