اخبار السودان

دلالات العودة إلى أحضان موسى هلال السودانية , اخبار السودان

رشا عوض

رشا عوض

دلالات الفرح والاحتفاء في أوساط الكيزان وللمفارقة بعض المثقفين من غير الكيزان بتصريحات موسى هلال ودعمه للقوات المسلحة يمكن تلخيصها فيما يلي:

أولاً: سقوط ورقة التوت عن سردية أن الحرب الحالية هي حرب لتخليص الشعب السوداني من المليشيات وانتهاكاتها المروعة وهي حرب الثأر لكرامة المغتصبات، فها هم أصحاب هذه السردية يضعون أيديهم في يد مؤسس الجنجويد صاحب السجل الأكثر إجراما وبشاعة في الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، الذي قاد بنفسه أبشع المجازر الجماعية والاغتصابات الجماعية والتهجير الجماعي في دارفور، وعلى إثر ذلك هو مدرج على قوائم العقوبات الدولية، وهذا معناه أن مشكلة الكيزان مع الدعم السريع ليست انتهاكاته، وليست أنه مليشيا غير نظامية، بل مشكلتهم معه هي تهديده لسلطتهم، ولو فشل موسى هلال في سحق حميدتي، فمن الراجح جدا، بل في حكم المؤكد أن يضع الكيزان أيديهم مجددا في يد حميدتي نفسه في صفقة تقاسم سلطة لو سمحت الظروف الدولية والإقليمية بذلك (متلازمة البجاحة وقوة العين وانعدام الحياء السياسي)

ثانياً: الكيزان ما زالوا يراهنون على توسل السلطة السياسية بالقوة العسكرية، رهانهم هذا سيجعلهم في حالة بحث دائم عن المليشيات الموازية للجيش البراء بن مالك، موسى هلال الحركات المسلحة التي كانت في الأمس القريب متمردة وعميلة وخائنة وهكذا، والجيش نتيجة للخلل البنيوي العميق الذي يعانيه والمتمثل في سيطرة الكيزان على مفاصله القيادية، وفي النقص المريع في عدد المشاة سيصعب عليه كثيرا التصدي لطغيان المليشيات؛ لأنه ببساطة يعتمد عليها في القتال على الأرض؛ وبالتالي فإن كل من ينادي بالاصطفاف خلف الجيش انتصارا لمؤسسية الدولة وجيشها الواحد فهو غافل أو مغفل؛ لأن الجيش بتركيبته الحالية وبالعقلية المتحكمة فيه سيظل مفرخا للمليشيات ولسان حاله (المليشيات ما كعبة، لكن كعبة المليشيات الكعبة) ومعيار تقييم المليشيا وما إذا كانت كعبة (سيئة) أو سمحة هو مدى خضوعها للكيزان وخدمتها لسلطتهم وبطشها بخصومهم، بمجرد خروج المليشيا من بيت الطاعة الكيزاني تتحول فجأة إلى شيطان رجيم.

ثالثاً: الطريق إلى الجيش القومي المهني الواحد والتخلص من واقع تعدد الجيوش وتناسل المليشيات هو طريق السلام والتحول الديمقراطي واستيفاء شروط الدولة المدنية الديمقراطية، هو طريق لجم هذه الحرب ونزع أي مشروعية أخلاقية عن جميع أطرافها، قوى السلام والديمقراطية ليس أمامها سوى الاستثمار في وحدتها وتنظيم صفوفها وتقوية تحالفها لرفع راية السلام والاستعداد لخوض معركة التحول الديمقراطي.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *