سررت بمداخلة اليوم عبر فترة المنوعات بالاذاعة السودانية وهي تفرد مساحة لمدينة حلفا القديمة ، وتحدثت عن معني الحلفا وانه نبات ينمو علي ضفاف النيل ويسمي بالانداندي الدنقلاوي (الهمبرتي) وعند بناء السد العالي في العام ١٩٦٤م غمرت مياه النيل كل المدينة الجميلة وغرقت اثار حضارة انسانية لها اكثر من ٤٠٠٠ الف عام قبل الميلاد وتم تهجير الاهالي الي حلفا الجديدة بولاية كسلا ورحلوا علي مضض تاركين وراءهم اجمل الذكريات ،، وتحدثت عن رواية ابكي كبكي شلالو يبكي للكاتب ابن ابكي الاستاذ عمر طه وابكي هي مدينة الكاتب غرقت تحت المياه وكبكي علي الشاطئ وكيف جسد لنا هذه المأساة في رواية ،، واختياري كمتحدث او متداخل عن مدينة حلفا دلالة علي قومية النوبيين لانني من دنقلا فالنوبة تشمل كل ارض النوبة حلفا /دنقلا / المحس/السكوت / اسوان ..
الخ وسعدت وتشرفت في العام ٢٠١٦م ضمن مهرجان البركل ان استلم تكريم رئاسة الجمهورية للفنان صالح ولولي إنابة عن اسرته فأرض النوبة لاتحدها حدود والغرض الخفي من قيام السد العالي سرقة آثار حضارة الكوشيين وغمر ما تبقى بالمياه لطمس هوية حضارية ضاربة في القدم تعتبر وادي حلفا من اقدم المدن السودانية وكانت من اجمل مدن افريقيا من ناحية الطبيعة ومناخها معتدل وصحي غنية بنخيلها ومزارعها دخلتها الكهرباء في العام ١٩٠٣م وبها محطة قطار تربطها بالمدن السودانية جنوبا وميناء ملاحي دولي يربطها مع مصر رست فيها سفينة ملكة بريطانيا عندما زارت السودان ومطار دولي وفيها فنادق علي طراز دولي واشهر نزيلة كانت الكاتبة اجاثا كرستي ويذكر أن روايتها جريمة علي النيل كتبتها في احدي فنادق وادي حلفا! الفريق عبود رحمه في زيارته التاريخية لحلفا القديمة قبل التهجير ١٩٦١م قال في خطابه لاهالي حلفا: (سنمنحكم ديارا خيرا من دياركم وارضا خيرا من ارضكم) لكن هيهات هيهات هذه هي وعود السياسين الكذوبة منذ فجر التاريخ كان البديل بيوت من الاسبستوس المسرطنة في حلفا الجديدة تسبب في وفاة عدد كبير من اهالي حلفا المهجرين بالسرطان ،. وصدق الاهالي عندما هتفوا (حلفا دغيم ولاباريس) وكغيرها من المدن السودانية بها مبدعنين وفنانين وشعراء لايسع الزمن لذكرهم علي سبيل المثال العملاق وردي رحمه الله الشاعر سليمان عبدالجليل من حلفا القديمة كتب اغاني للراحل حمد الريح من ضمنها ______________ حليل ناس ليلي ساعة الليل يجن حليل أرض الجزائر والمراكب والطنابير الترن الغالية ياتمرة فؤادي الليلة ماعاد المراكب شرقن والقمري فوق نخل الفريق فاقد الأهل يبكي ويحن نحمل رسائلنا واشواقنا لي حبايبنا وللأهل للقاطعين الرسائل الأحلي من عسل النحل لذات الضفائر الجالسة بين مجلس عشيرة وبين أهل وبي خجل بتسأل عن أهلنا حبايبنا قرايبنا فاتوا للحلة لابيكاتبوا ولايفيدونا الحصل حليل الراحو خلو الريح تنوح فوق النخل حليل السابو لدار الأهل بدون أهل الجروف الشاربة من شاطئ النهر صابا المحل والنخل متاكي وين سوح طيرو وج وج في أمل
_______________
المصدر: صحيفة الراكوبة
