اخبار السودان

ثقافة الوسط أوردتنا مورد الهلاك وكذلك ثقافة أمدرمان السودانية , اخبار السودان

أجرت التغيير حوارا مع الفنان عمر جعفر تحدث فيه عن تجربته الفنية وظروف هجرته إلى كندا، تطرق خلاله حول موقفه من غناء الحقيبة، وعرج على ثورة ديسمبر ورأيه في الساحة السياسية بالبلاد، كما رد على انتقاد الفنان كمال ترباس له حول مشاركته في برنامج (أغاني وأغاني)، وأجاب بصراحة عن هواجسه حول فقدان جمهوره وغيرها من المواضيع التي تقرأونها عبر هذه المساحة

حوار: عبد الله برير

أين هو موقع عمر جعفر الآن من الساحة الفنية؟

الآن كل الساحات للموت والتشريد والجوع وانتهاك الحرمات والحقوق واللعب بأرواح المواطنين. الجهات المنوط بها حماية المواطن للأسف (لعبت به سياسة). الآن ليس هناك ساحة والخوف ألا يكون هنالك سودان، اذا كنت تقصد الساحة الفنية قبل المشهد الحالي فالفن قناعات وهو يشبه المزاد العلني، بما إننا في العالم الثالث ليس لدينا مسرح نقدم فيه فنوننا بخلاف بيوت المناسبات.

على ماذا تعتمد في مشروعك الفني؟

لا يزال مشروعي قائما رغم ظروف الهجرة لكندا، وهو مستند على الوعي بأن الفنان هو حلم ومثابره وعمل دؤوب بشرط أن يكون واعيا بدوره، طالما هو يؤمن بالخير والجمال فهو فنان رسالي. مشروعي يستند على التذوق وتقديم أجمل ما عندي. مشروعي يعتمد على إرث غنائي وشعري سوداني ثر وغناء مناطقي في إطار السودان الشامل، استلهم صوت فارماس وهو أول مغن سوداني نوبي واول مغن في تاريخ الإنسانية.

مشروعي يستلهم صوت فارماس أول مغن سوداني نوبي

برأيك لماذا لم تصل الأغنية السودانية للعالمية؟

دعنا نتساءل أولا ما هو مقياس العالمية، لكي تصل إليها لابد من الإيغال في الغناء المحلي وتقديم منتوج محلي بإضافة معايير متفق عليها وتنظيم موسيقي أدائي. هنالك تجارب سودانية وصلت خارج الحدود، لدينا عمق أفريقي كبير رغم سعينا وراء العرب، الأفارقة يحبون الغناء السوداني، نحن أهملنا حب أفريقيا لنا فإثيوبيا مثلا تعشق فننا والدليل حبهم لغناء محمد وردي وكذلك أهل تشاد وغيرها. في القاهرة مثلا لم يحتف عن قصد بوجود وردي فيها (نظرة السودان البوابة الخلفية لمصر)، وهنالك نموذج الفنان عبد القادر سالم الذي يسمى ملك التمتم في شرق الكرة الأرضية وهو معروف في اليابان وغيرها.

 كمال ترباس (خميرة عكننة) وصوتي أفضل منه بمراحل 

حدث سجال كبير بينك وبين الفنان كمال ترباس الذي انتقدك وانتقد مشاركتك في برنامج (أغاني وأغاني ).. ماذا حدث وقتها؟

لا أعير انتقاد شخص مثل ترباس لي أدنى اهتمام، لو كان هذا الانتقاد من أبو عركي أو الموصلي أو وردي لكنت وقفت عنده. نحن وترباس مختلفان ومدارسنا مختلفة، ورأيه ليس علميا ولا يؤخذ به. إمكانيتي الصوتية أفضل من كمال ترباس بما لا يمكن تخيله، كما أن هذا الشخص يحارب أي فنان جديد متميز في هذه الساحة، وهو باحث عن الشهرة ويريد أن يكون اسمه مذكورا في أي لحظة، سبق وأن انتقد الفنانه نسرين هندي في شكلها وثوبها فما علاقة مظهرها بالفن؟ هذا الرجل غير مؤاخذ ولديه عداءات قديمة مع الكثير من الفنانين ومنهم الراحل محمود عبد العزيز والدكتور عبد القادر سالم وسيظل كمال ترباس مجرد خميرة عكننة في الوسط الفني ليس إلا.

ماذا أضافت لك المشاركة في مهرجان الأوبرا بالقاهرة؟

مهرجان دار الأوبرا يقام سنويا في القاهرة وشاركت فيه بدعوة من الموسيقار الفاتح حسين، كما شارك أستاذنا أبو عركي البخيت كفنان رئيسي بجانب دكتور الفاتح، الأخير رفقة عركي قررا ترشيحي تشجيعا لي واقترحا اصطحابي. المشاركة كانت باسم مدينة ودمدني، الراحل عبد الرحمن سر الختم والي الجزيرة الأسبق كان يهتم بالفن وقدم لودمدني الكثير وتبرع لي بتذاكر السفر للمشاركة في هذا المهرجان بالقاهرة.. كانت تجربة أضافت لي الكثير.

ما هي كواليس مشاركتكم في مهرجان الجزائر؟

مهرجان الجزائر المسمى مهرجان الأغنية العربية كان مشاركه مع فرقة موسيقية عربية متنوعة، شاركت بعمل بعنوان (متى يعود) للشاعر محمد سوركتي وألحان محمد زين العابدين (ممي) وتوزيع محمد حامد جوار ولؤي عازف الفلوت الذي شارك بالتنويت. اندهش العرب لهذا العمل وتوزيعه العلمي وأثنت اللجنة على العمل ولكن للأسف بسبب المحاباة ذهبت الجائزة الأولى (المايك الذهبي) لملحن مصري وفزنا بجائزه أفضل نص شعري، وللأسف أيضا لم يحظ هذا الانجاز باهتمام إعلامي في السودان وجاء كخبر عادي.. هذا العمل فاز ضمن 27 عملا أخر في مسابقة في السودان ثم ترشح بموجبه للمشاركة في الجزائر.

الحقيبة متفردة لكن يجب ألا تكون سيفا مسلطا على رقاب الفنانين

لديك رأي مختلف حول غناء الحقيبة، هل ما زلت مصرا على هذا الرأي؟

 الحقيبة تتويج لغناء سوداني كان قبل هذه الفترة، وبعدها تطور الغناء بمسافات ضوئية، كل المناشط لم تتقدم كما تقدمت الموسيقى، الحقيبة متنوعة ومتفردة لكن يجب ألا تكون سيفا مسلطا على رقاب الفنانين، يمكن أن أجيز صوتي بأغنية لمحمد وردي أو اي فنان آخر، ثقافة الوسط أوردتنا مورد الهلاك وكذلك ثقافة ام درمان دون وضع اعتبار  لبقية المناطق والثقافات. منذ نشأتي سمعت وردي وعركي ومصطفى سيد أحمد والموصلي وكلها أصوات أسهمت في تشكيل وجداني ومع ذلك احترم غناء الحقيبة.

ليس هناك ساحة فنية الآن والخوف ألا يكون هنالك سودان

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *