اخبار السودان

تقسيم أدوار : العطا يهاجم الامارات .. الاستخبارات تسي السعودية .. كباشي حمامة سلام .. البرهان سكوت!!

لم يعد يخفي علي أحد داخل السودان وخارجه ، أن علاقات النظام الحاكم في بورتسودان مع أغلب دول العالم قد وصلت الي الحضيض بعد إنقلاب ٢٥/ أكتوبر ٢٠٢١م ، وما عاد هناك أمل ولو قليل في اصلاح الحال المزري ، وكل ذلك جاء بسبب أن جنرالات النظام لم يدرسوا في الكلية الحربية مادة “علم السياسة ومبادئ القانون الدولي”، ولا تلقوا دروس ولو قليلة في أبسط مبادئ العلاقات الدولية والقوانين التي تنظم العلاقات بين الدول ، هؤلاء الجنرالات الاربعة الذين يحكمون البلاد أجهل خلق الله بما يدور في العالم اليوم من تطورات كبيرة واسعة في مجالات القوانين والاقتصاد والنظام الدولي العالمي الجديد وقوانين مكافحة الإرهاب والتطرف وعدم الاعتراف بالانقلابات العسكرية والسعي لحل الأزمات الدولية بالحوار والتفاهم.

مشكلة هؤلاء الجنرالات الاربعة القابعين منذ اكثر من عام في بورتسودان (البرهان ، كباشي ، ياسر ، ابراهيم) ومعهم ثلاثة من رؤساء حركات مسلحة (عقار ، جبريل ، مناوي) يعرفون حق المعروفة حقيقة وضعهم الدولي وإنهم “شلة” تفتقد الاعتراف المحلي والدولي بحكم إنهم جاءوا للسلطة بطرق غير مشروعة ، هؤلاء السبعة يعرفون انهم مكروهين من الشعب بسبب الممارسات الخاطئة في السياسية الداخلية والخارجية وحكم البلاد بالقهر والتسلط ، ورغم معرفتهم بكل هذه الحقائق السلبية عن انفسهم لم يفكروا ولا مرة واحدة في إصلاح ما في أنفسهم من عيوب ولا حاولوا تغيير واقع الحال المزري في البلاد ولو باجراءات ايجابية تخفف ولو قليل عن الشعب محنة وهموم.

نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم الاثنين ٦/ مايو الحالي خبر جاء تحت عنوان: “بعد إساءات بالغة .. وزارة الخارجية تتوسل كُتاب ونشطاء الحركة الإسلامية للكف عن مهاجمة السعودية”، كشف هذا الخبر بجلاء شديد عن التدهور الشديد الذي ضرب السياسة الخارجية ، والانهيار المريع في علاقة نظام بورتسودان مع السعودية.

بل واسوأ من كل هذا أن بيان وزارة الخارجية فضح جهاز الاستخبارات العسكرية وكشف انه قد أصبح جهاز عسكري ينتمي للحركة الاسلامية وليس للقوات المسلحة!!، او بمعنى أدق ، أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان لا يملك السلطة لا من قريب او بعيد علي  جهاز الاستخبارات العسكرية!!، وهي حالة نادرة يندر أن نجدها في اي جيش من جيوش العالم!!

من رصد بدقة شديد أخبار تحركات السبعة كبار في بورتسودان خلال الفترة من السبت ١٥/ أبريل ٢٠٢٣م وحتى شهر مايو الحالي ، يجد أن (البرهان ، كباشي ، ياسر ، ابراهيم ، عقار ، جبريل ، مناوي) قد اتفقوا علي تقسيم الادوار فيما بينهم لادارة البلاد ، وأن لكل منهم كامل السلطة والحق في اتخاذ القرارات دون الرجوع الي كبيرهم البرهان او استشارة الاخرين حتي وان كانت قرارات لها علاقة بالشأن الخارجي!!

كيف تم تقسيم الأدوار بينهم؟!!
اولا: الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان:
دوره في السلطة أن يقوم باستقبال الوفود والشخصيات الاجنبية وشيوخ القبائل ، ويشغل اوقاته بالتعيينات والاقالات ، ويطوف في أرجاء المناطق الامنة التي لا يدور فيها قتال وان تقوم الأجهزة الامنية بتمشيط دقيق للمدن والاقاليم التي يود البرهان زيارتها وابعاد او اعتقال اي دارفوري منها حتي وإن كان من سكان المنطقة القدامي ، أن يقوم البرهان بزيارات خارجية لدول تقبل الترحاب به ، والا يقرب اطلاق السعودية والإمارات.

ثانيا: الفريق أول ركن/ ياسر العطا:
هو بالفعل وعلى أرض الواقع القائد العام للقوات المسلحة وليس البرهان ، وتخضع لياسر كل المؤسسات العسكرية ، ويشرف اشراف تام علي القوات المسلحة عسكريا واداريا ، ويدير المعارك في العاصمة المثلثة ولم يقترب من دارفور وكردفان وجبال النوبة والجزيرة، بعد هروب البرهان الي بورتسودان ولحقه فيما بعد نائبه العسكري كباشي أصبح ياسر هو الوجه العسكري البارز في الصحف المحلية والاجنبية ، ومما زادت شهرته اكثر انه الوحيد بين جنرالات مجلس السيادة المشارك في ساحات المعارك.
لم يكتفي ياسر بالشهرة السياسية فقط ، وانما ولج الي عالم السياسية بقوة وهاجم دولة الامارات العربية واتهمها جهارا نهارا بأنها تمد قوات “الدعم السريع” بالمؤن والعتاد الحربي ، استعمل ياسر في هجومه ضد الإمارات ألفاظ غير مقبولة ومستهجن وما كان يجب ان تصدر من شخصية سيادية في السلطة الحاكمة في السودان ، ولم يكتفي ياسر بالهجوم فقط علي الامارات ، بل شن هجوم ضاري علي دولة تشاد والسودان الجنوبي ، هجوم ياسر علي الثلاثة دول لم يمر مرور الكرام ، فقد تدهورت علاقات هذه الدول مع نظام البرهان الي درجة الجمود … كل هذا والبرهان ما تدخل في ما صدر من تجاوزات قام بها ياسر وذلك عملا بالاتفاق بينهم “الا يتدخل احد في شأن الآخرين”!!…ولكن المرة الوحيدة التي انتقد فيها البرهان ياسر بطريق غير مباشر ، عندما هاجم البرهان “الكتائب الاسلامية” وانها وراء تدهور سمعة السودان في الخارج ، وكان ياسر قبل انتقاد البرهان قد لمح الي دور “الكتائب الاسلامية” في المعارك.

ثالثا: الفريق أول ركن/ شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو.
يتمثل دوره في تقسيم الادوار بين السبعة الكبار في بورتسودان ، أن يبرز كحمامة سلام”، وأن القوات المسلحة فيها اجندة سلام وتمنيات بانتهاء الحرب ووقف المعارك مع قوات “الدعم السريع”، سافر كباشي الي جوبا والمنامة من أجل احراز تقدم في المباحثات مع وفد “الدعم السريع”، يعيب علي مجهودات كباشي من اجل تحقيق سلام دائم ، انه كلما تم تقدم ونجاح في المباحثات يقوم البرهان بالتأكيد والتصميم علي السير في الحرب حتي أخر جندي!!، وما من مرة سافر فيها كباشي الي المنامة إلا وسبقه تصريح محبط من البرهان او ياسر يفشل اللقاء!!

رابعا الفريق/ إبراهيم جابر:
(أ) لا توجد أي معلومات عن شخصيته في وسائل الإعلام رغم قدرته الفائقة على تطويع هذه الوسائل للحصول على المعلومات بحكم خلفيته الأكاديمية. نال الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة درجة البكالوريوس من كلية الهندسة جامعة الخرطوم في ثمانيات القرن الماضي ودخل الجيش ملتحقا بالدفعة 34 “فنيين” وهو أمر يطرح أسئلة عديدة ، لا سيما أن خريجي هندسة الخرطوم في تلك الحقبة كانوا يفضلون الشركات الكبرى أو الهجرة التي تفتح لهم أبوابها على مصراعيها بحكم تكوينهم الأكاديمي القوي. وتجددت الأسئلة باستمرار عن علاقته بالإخوان المسلمين والذين كان ثقل مكتب معلوماتهم في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم ومنها خرج صلاح عبد الله “قوش” وحسب الله عمر وغيرهم في حقبة الثمانيات من القرن الماضي ممن التحقوا مباشرة بجهاز أمن الرئيس المعزول عمر البشير ولم يعملوا في تخصص الهندسة.

متمرغ في الدعة:
عمل جابر قائدا للقوات البحرية لكنه لم يعمل كثيرا في المجال العسكري بالقوات البحرية بل أمضى معظم وقته منتدبا في شركة البحرية السودانية ومن ثم المكتب التجاري بماليزيا لسنوات طويلة فبات محظوظا بين زملائه بحكم دعة العيش التي عاش فيها بحكم هذه الوظائف. وتربط جابر صلة مصاهرة بأسرة سليمان صالح فضيل النطاسي الشهير وصاحب أكبر المستشفيات الخاصة في الخرطوم إذ أنه متزوج من شقيقته. وعندما اندلعت ثورة ديسمبر لم يكن جابر ضمن الأسماء المطروحة وكان يخطط للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية للدراسات العليا وقد وصله الرد بالقبول في إحدى جامعاتها لكن ثمة من همس لنائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ليضغط على العسكريين حتى يتم ضمه للمكون العسكري في مجلس السيادة. في مجلس السيادة كان لجابر دور بارز وبحكم خبراته الكبيرة في العمل التجاري والاقتصادي فتولى الملف الاقتصادي وعمد إلى التعامل المباشر مع وزارات النفط والمالية والزراعة والثروة الحيوانية وغيرها.

وامتلك الرجل قاعدة بيانات ضخمة عن كل مؤسسات الدولة بحكم إشرافه على سيطرة العسكريين على مقدرات المؤتمر الوطني طوال أشهر التفاوض من سقوط البشير في 11 أبريل 2019م وحتى أغسطس من ذات العام عندما جرى اتفاق بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير. وفي تلك الفترة عمل جابر على نقل كافة الشركات الكبرى المملوكة لحزب المؤتمر الوطني المحلول والأمن الشعبي إلى الجيش.

عداء مع لجنة التفكيك:
قاد إبراهيم جابر حربا ضروسا مع لجنة تفكيك نظام الـ30 من يونيو 1989م بدأها باستقالته من رئاسة لجنة الاستئناف لتعطيل عملها وأكملها لاحقا بإصراره على اتهام أعضاء اللجنة والعمل مع حلفائه لإرسالهم إلى السجون. وأفادت تقارير في مارس الماضي بأن عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر أصدر تعليمات لأعضاء نادي النيابة التي تمسك بملف اعتقال أعضاء لجنة التفكيك، بعدم إجراء أي تحقيقات، وتجديد حبس أعضاء اللجنة من حين لآخر من قاضٍ معروف بانتمائه للنظام البائد. ومرد خلافات جابر مع لجنة التفكيك إلى عاملين، هما خلفيته الاخوانية والصداقات الكبيرة التي بناها مع تجار الحزب المحلول وغيرهم إبان توليه اللجنة الاقتصادية والعامل الآخر هو الصراع بين الجيش ولجنة التفكيك حول من سيرث أموال وأصول المؤتمر الوطني وجابر كان يعتقد انه لا بد أن تعود للجيش بينما رأت اللجنة أنها من حق وزارة المالية.

رجل البرهان:
اعتمد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على إبراهيم جابر في الاتصالات الخارجية بحكم تأهيله الأكاديمي وتجاربه الكبيرة لذلك ظل البرهان يبعثه باستمرار في مهام سرية خصوصا إلى الدول الأفريقية. وفي فبراير الماضي نفذ إبراهيم جابر جولة أفريقية شملت جمهوريتي رواندا وزيمبابوي ودول أخرى ، كان هدفها الأساسي محاولة إيجاد دور أفريقي أكبر في الوساطة لتهدئة الأزمة السودانية وهو ما حصل لاحقا عندما انضم الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد للعملية السياسية لبعثة “يونيتامس”. ومن ضمن المهام التي أوكلها البرهان لجابر تفويضه بملف البعثة الأممية للمساعدة في الانتقال بالسودان “يونيتامس” حيث يعتبر جابر من كبار مناهضيه منذ اليوم الأول. وأبرز صفات الرجل الشخصية أنه لا يتكلم مطلقا في اجتماعات مجلس السيادة ولا يتغيب عنها مهما كانت الأسباب ، وعرف بأنه شديد الانضباط ويمتلك طاقة هائلة للعمل وكثيرا ما ينام في مكتبه لانجاز الأعمال المتراكمة.
المصدر “سودان تربيون” 17 مايو 2022م
(ب)هو جنرال “مهمش” لا دور بارز له  في تقسيم الادوار مع بقية الجنرالات ، يندر أن يكون عنده انجاز او عمل ايجابي قام به من ١٩/ ابريل حتي اليوم.

خامسا مالك عقار:
(أ)هو نائب رئيس مجلس السيادة السوداني منذ ١٩/مايو ٢٠٢٣م ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان “الشمال”. في عملية تقسيم الادوار بين القادة السبعة في بورتسودان وقع علي مالك أن يكون نائب رئيس مجلس السيادة في المكان الذي كان يشغله سابقا الفريق أول/ “حميدتي” قبل أن يطيح به الرهان في يوم ١٩/ مايو ٢٠٢٣م ، وكان عقار من أشد الداعين إلى تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية المنصوص عليه في اتفاق السلام ، والذي يتضمن دمج القوات في الجيش السوداني (وخاصة قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي)، وهو السبب الرئيسي الذي فجّر الصراع المسلح بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في منتصف أبريل/نيسان 2023م. نجح عقار دون سواه من قادة الحركات المسلحة في إكمال دمج دفعات من قواته في الجيش وجرى تسليم الدفعة الأولى في أواخر يناير/كانون الثاني 2023م لقيادة الفرقة الرابعة للجيش بمدينة الدمازين بالنيل الأزرق. وفي ليلة 19 مايو/أيار أصدرت حركة مالك عقار بيانا قالت فيه إنها تعلم جيدا حساسية ومتطلبات المرحلة ، وإن أهم أولوياتها إيقاف آلة الحرب وتحقيق الاستقرار والعمل على بناء دولة السلام والعدالة الاجتماعية.
المصدر “الجزيرة نت”23/5/2023
(ب) من طالع أخبار مالك عقار في الصحف المحلية والاجنبية يلمس انه كلف بعمل اتصالات مكثفة مع الرؤساء والمسؤولين في دول الجوار من أجل تبيض وجه النظام وهو ما فشل فيه فشل ذريع بحكم أن جنرالات مجلس السيادة سايرن في خط “لا وقف للحرب إلا بعد القضاء علي قوات الدعم السريع قضاء تام.”، هذا التزمت الشديد من قبل جنرالات المجلس جعل مالك يشعر انه يغرد خارج السرب، وان مجهوداته التي حققها مع رؤساء الدولة الافريقية ضاعت هباء ، لذلك نجده قد لزم الصمت تجاه موضوعات هامة وعاجلة أهمها حماية مواد الاغاثة وضرورة وصولها لمناطق الجوع والفقر ، سكت الممارسات القمعية والاعتقالات التعسفية دون مبرر والتي تقوم بها الاجهزة الامنية والاستخبارات العسكرية بكثافة شديدة ضد المواطنين الابرياء ، سكت عن العنصرية البغيضة التي يواجهها بشكل دائم الدارفوريين من قبل تنظيم “المستنفرين” وجماعة “براء بن مالك”، كل ما يمكن أن نقوله عن دور مالك عقار في السلطة وفي عملية تقسيم الأدوار انه ممثل فاشل ، ووجوده او عدم وجوده في السلطة سيان عند الشعب.

سادسا الدكتور/ جبريل ابراهيم:
الدكتور/ جبريل إبراهيم محمد هو وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بحكومة جمهورية السودان وزعيم “حركة العدل والمساواة”، ويعتبر جبريل أقوي شخصية في النظام الحاكم بحكم أنه المسؤول عن مصروفات السلطة والجيش والمؤسسة العربية، وبيده  تتمركز الاموال بالجنيهات السودانية والعملات الصعبة ، وهو من يشرف اشراف تام علي كل شيء يتعلق بالميزانية في غياب ابسط المعلومات عن الاقتصاد والمالية لدى جنرالات النظام الذين لا يفقهون شيء ولا يهمهم الا الصرف المتواصل علي القوات المسلحة بالدرجة الأولى.
منذ أن تسلم جبريل مهام وزارة المالية في يوم ٨/ فبراير ٢٠٢١م وما زال بها حتي اليوم ، لم يهتم اطلاقا بتخصيص أموال لإصلاح ما أفسده النظام السابق في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة ، ولم يسعى لتطوير الخدمات المنهارة ولا بذل اي مجهود لتحسين أداء الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية واستجلاب قطع الغيار الضرورية لشركة المياه والكهرباء ، بل والاسوأ من كل هذا انه رفض اعتماد مخصصات لشراء الأدوية الضرورية ومعدات المستشفيات ، ورفض تحسين رواتب المعلمين وأرباب المعاشات … اهتم فقط وما زال يهتم فقط بالصرف علي ضباط وجنود المؤسسة العسكرية.
(ب) في عملية تقسيم الادوار بين “عصابة السبعة” نجد أن دور جبريل يتمثل في تمويل النظام بالدرجة الأولى المؤسسة العسكرية بفروعها الجديدة “كتائب الاسلاميين”!!

سابعا مني أركو مناوي الشهير ب”مني”:
(أ)صاحب عقلية متذبذبة يصعب علي المرء فهم تصرفاته ، قال في حديث نشر في صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية بتاريخ ٢٩/ نوفمبر ٢٠٢٣م ووصف الحرب بانها «أكبر انفجار» في تاريخ البلاد ، وقد أدَّت لخسائر كبيرة وما زالت تحصد الأرواح وتسبب أكبر الخسائر للسودان ، وتهدد وحدة البلاد. محذراً من «احتمالات خروج الأوضاع عن سيطرة المتحاربين». وزاد علي كلامه «لا نعرف هل سيظل السودان دولة واحدة ، أو يتشظى لدويلات أو إمارات أو كانتونات». وتابع: «نسعى كلنا للتوصل لمستقبل واحد للسودان ، لأن الحرب قد تنزلق لاتجاهات يمكن أن تكون خارج سيطرة المتحاربين أنفسهم».”.

كننا نتوقع أن يسعى جاهدا القيام باتصال قوية ومتواصلة بين الطرفين المتقاتلتين وخاصة مع “حميدتي” الذي ينتمي مثله من ولاية دارفور ، ولكن فوجئنا بخبر نشر في الصحف السودانية والاجنبية في يوم الاثنين ٢٥/ مارس ٢٠٢٤م ، أن أركو مني مناوي، اعلن توجه قوات من حركة تحرير السودان إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة مع الجيش في القتال ضد قوات الدعم السريع ، ما يشير إلى أن الحرب الدائرة بالبلاد مرشحة لمزيد الاشتعال في ظل فشل الجهود الإقليمية والدولية في إسكات الأسلحة. وبث مناوي ، رئيس حركة تحرير السودان ، حاكم إقليم دارفور (غرب) ، عبر صفحته على فيسبوك مقطعا مصورا مسجلا وسط قواته المتحركة ، قائلا “في طريقنا نحو العاصمة الخرطوم”. وبحسب تقدير الحركة، فإن عدد قواتها يصل إلى (٣٠) ألف مقاتل في ولاية شمال دارفور ، ومناطق أخرى بالبلاد.
واستعانة البرهان بحركة تحرير السودان المسلحة في القتال ضد “الدعم السريع” يشير إلى المصاعب الميدانية التي يعاني منها الجيش السوداني في تحقيق أي مكاسب ميدانية جديدة باستثناء استعادة مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون بأم درمان.
(ب) في تقسيم الادوار بين السبعة الكبار في بورتسودان، يكون دور مناوي تقديم المساعدات العسكرية للنظام الحاكم وتزويدها بمقاتلين اسوة بتنظيم  “المستنفرين” والكتائب الاسلامية!!

ثامنا وزارة الخارجية:
اقتصر دور وزارة خارجية النظام بقيادة كباشي في مسك العصا من منتصفها دون أن يكون عندها رأي واضح ، فهي لا تستطيع انتقاد جنرالات النظام الذين دأبوا علي عدم احترام أبسط العلاقات التي تربط النظام بالعالم الخارجي ، ولا استطاعت الدفاع عن سيئات النظام بصورة عقلانية واصبحت مجرد بوق لا اقل ولا اكثر!!

تاسعا الحكومة الانتقالية:
حكومية صورية مهمشة للحد للبعيد وغالبية المواطنين لا يعرفون عنها شيء ولا من هم الوزراء فيها؟!!، واغرب مافي تشكيلة الحكومة وجود وزير للاستثمار!!

عاشرا مجلس السيادة:
وضعتها عن عمد في أخر قائمة تقسيم الأدوار لانها اصلا غير موجودة علي أرض الواقع.

واخيرا:
كل هذا المهازل تجري تحت سمع وبصر البرهان منذ اكثر من خمسة اعوام مضت فقد خلالها السيطرة تماما في ضبط الامور الفالتة ، وانهاء الفوضى التي ضربت كل شيء في البلاد حتي المؤسسة العسكرية التي ينتمي لها البرهان ، وسكت عن التجاوزات الكثيرة التي تزداد كل يوم اكثر عدد عن ذي قبل من زملائه الجنرالات في مجلس السيادة.
وبالطبع خرجت الأمور عن طاعته بعد تقسيم الادوار ، ورضي أن يكون دوره في التقسيم الصمت و” لا اري لا اسمع لا تكلم”.

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *