اخبار السودان

الشطارة الملغومة والغباوة المعلومة لدي طرفي الحرب العبثية

كبسولة :
الإنصرافي : هل أنت إنسان سوي ؟.. أم أنت دعي؟؟
تنادي بالعودة إلى الديار وأنت مع استمرار الحرب..!!
وتردد الخرطوم أينعت وتوشحت بأشجارها الخضراء
لقد وصل بك الحال إلى المحال .
الإنصرافي : هل أنت إنسان سوي ؟.. أم أنت دعي؟؟
تأمر عالياً البرائيين والمستنفرين لإستمرار الحرب..!!
وأنتم تفتكون بالخرطوم وتبيدون  أشجارها الخضراء
لقد وصل بك الحال إلى المحال .
(وعجبي .. !!)
***
الشطارة الملغومة  والغباوة المعلومة لدى طرفي الحرب العبثية .

نقل البرهان هذه المرة الرسالة ، من الإسلامويين لمعلومية الشعب السوداني ،  بحذافيرها وليست مبطنة ،  ليفسرها كل على هواه ، دون مواربة أو تسويغ ، إنما نقلها لمن يريد (بضبانتها) ليعلن فيها البرهان

“رئيس الحلم الصدفة” في عيديتة الهدية لشعب السودان المنكوب بحلم أبيه ، وصاحبته وبنيه ، من كيزانه وكيزاناته على الإنتهاء من خطته وخطة الإسلاموكوز في عودة “ديجانجو” الإرهابي إلى سلطته المخطوفة ، أو الثورة المصنوعة ، كما وصفها في حينها بوقهم الصحفي “عبدالماجد عبدالحميد” ولم يقل لنا في أي المصانع صنعت وزخرفت ، هذه الثورة ، فوجب علينا من أنفسنا ، الرجوع لموروثنا الشعبي”يا إيدي  شيليني ختيني” لنقول ربما من مصنع اليرموك أتت ثم نُهِبت بعد أن زخرفت ولونت !! .

حين بدأت خطة العودة ، عنوة واقتداراً إلى السلطة ، ومدخلها التآمر ضد ثورة ديسمبر العملاقة “القرن عالمية” المجيدة ، منذ إنطلقت ، وهي في المهد صبية ، حين كان يتلقى ،  شبابها الثوار وشاباتها الثائرات ، أرتال البمبان المرسل إلى الأجساد ،  عمداً ومع سبق الإصرار والترصد ،  وليس كما قرر العالم الإنساني ، مقيداً محدودية إستعمالها لتفرقة المتظاهرين ، وإرسالهم إلى بيوتهم آمنيين ، ويادار ما دخلك شر بعد أن يكونوا قد أوصلوا رسالتهم إلى سلطتهم الحاكمة ، أما بمبان هؤلاء اللاإنسانيين فقد كان فقط لا غير ، في البداية ، لفقء العيون ، وإزالتها من محاجرها ، إلا أنهم سرعان ما إكتشفوا عدم فعاليتها ، ولا ترضي غرورهم وعنجهيتهم ، فما كان منهم إلا أن  يُلحِّقوها بذخات مطر الرصاص الحي المنهمر كالسيل من علٍ ، منتقلاً من بطء مفعول مسيل الدموع إلى مسيل الدماء ، ومن فقء العيون إلى إختراق جدار الرؤوس وما تحويه داخلها  والصدور وما تحمله في باطنها ، وحين فشلت كل محاولاتهم لوقف مسيرة الثورة ، إضطروا ، إلى استدرار التعاطف والإستدارة ، لتجارب ماضي شعبنا في ثوراته  السابقات ، أكتوبر ومارس/ أبريل ،  بإدعاء خدعة الإنحياز  للشعب في تلك الثورات ، وهذا ما  أعلنته لجنة النظام الأمنية ، بشقيها النظامي والخلوي ، في 11/أبريل/ 2019م ، وابتلعت قيادة قوى الثورة “الحرية والتغيير” الطُعم ، والسُم الذي قدم لها في دسم الإنحياز [واستطراداً نقول لهم أنتم تحملون وزر الضحايا ، إن أنتم سرتم في خطى خطاياكم السابقة وقد جاءتكم فرصة التكفير عنها فأتعظوا ] فقد كنتم بخلاف قوى الثورة الحية والحقيقية داخل أعتصام القيادة العامة ،  التي واصلت زحف ثورتها ، ولم تلتفت لخدعة النظام ، وحين لم تجد اللجنة الأمنية مخرجاً ، لجأت لإرتكاب جريمة الإنقلاب الثاني عسى ولعل تكسر شوكة الثوار ، وذلك بفض الإعتصام  حيث”حدس ما حدس” من إرسال المئات ، إن لم يكن الآلاف إلى مجزرة لم بشهدها السودان من قبل ، في تاريخه الحديث ، وإن شهد بعدها عشرات المجازر ،  إبان هذه  الحرب العبثية  المشتعلة ناراً ونيراناً ونيرونا ، وهي تحرق الأخضر واليابس .

كل تلك المحاولات اليائسة ، بما فيها الحرب اللعينة الدائرة الآن ، هي في حقيقتها هدفها الأول والأخير ، إجهاض الثورة  المجيدة ، ورغم بشاعة  المجزرة ، لم تمنع الثوار من مواصلة زحف ثورتهم ، وأفشلوا هذا المخطط في موكبهم الحاسم ، في الثلاثين من يونيو ، من ذات شهر المجزرة ، ولكن لرخاوة قيادة الثورة التي لم تكن أمينة مع قاعدتها ، عادت حليمة إلى قديم نخبتها ، ملتحفة فشلها السابق واللاحق وحتى القادم إذا حدث التهاون ، ساعية إلى كراسي السلطة لاهثة ، بذات نَفَّسَها الضيق على إكمال مشاريع  الثورات ، في إستعجال قطف الثمار ، حيث  تقدم التنازل تلو التنازل ، يشجعهم ضعف وإستكانة رئيس وزرائهم ، “المتمحن حينها أمام الزحف الأرتدادي للفلول إلى الأمام” الرئيس الذي لم تتوفر لأي رئيس أو  زعيم ، لا في السودان ولا في خارجه ، من نال  ذلك التأييد الشعبي غير المسبوق لزعيم غيره ، جعلتنا هذه الفرصة النادرة التي أتته صاغرة ، ندعمه بكل ما استطعنا إليه سبيلا ، كما جعلتنا نوصيه”وصية ، المهلة” ، كما تقول حبوباتنا ، باستثمار هذه الشعبية ، ليجعل من موقعه هذا مانديلا إفريقيا الثاني ، ولكنه خذلنا وأختار  وإن لم يكن حذو النعل بالنعل من أن يكون خائن افريقيا الثاني التي تحصل عليها عن جدارة المدعو حينها توشمبي ، حتى أنهم ونعني هنا اللجنة الأمنية التي بات إنحيازها السافر والتام  لترتيبات وخطط  النظام البائد ، ونجاحهم الباهر كما يرونه ، في عودتهم المستترة إلى المشهد ، ولكنهم رغبوا طمعاً في المزيد ، مُعّْلنة على رؤوس الأشهاد ،    وليست من خلف ستار ، كخطوة متقدمة لما سيأتي بعدها من  خطوات فنظموا بأمر صريح منهم ، لربيب  نعمتهم البرهان ، ودبروا معه ، إنقلاب
25 / أكتوبر/ 2021م المشؤوم ، الذي أعاد لهم كل ما خسروه ، سنوات ظهرهم كان متكئاَ ، على حائط الهزيمة والهربان ، الذي أودى بهم إلى المخابئ والجحور والإحتماء ببلاد الترك والغرباء ، ذلك الإنقلاب الذي رفضه الثوار ، حتى قبل أن يكتمل إعلانه بمارشاتهم العسكرية المعهودة ، التي أصبحت سُنة  الإنقلابات العسكرية في السودان ، والتي تراكمت في تاريخ  العسكر ، على طريقة  “متعوووده!!” كما عادل إمام ، في مسرحيته ، شاهد ما شافش حاجة ، وكأنه كان يمسرح لإنقلابات العسكر ، لكثرة “تعودهم” على تكرارها في السودان .

وحين ظنوا أنهم أسكتوا صوت الثورة للأبد ، بدأ إختلاف اللصين على المسروق ماركته المسجلة ،  انحيازاً كذوباً للثورة وبدأ سباق حصان السلطة العنفوي المباشر ، وكما قلت وأقول الآن ، لم يكن هذا السباق بين الجنرالين ، وإنما كان استثماراً ، لدراسات نفسية تم فحصها من دواخل نفوس المتسابقين إلى الرئاسة ، في استنطاق وإستبطان أحلام كلا الرجلين ، لرئاسة حكم البلد الهامل ، في نظرهما وكانت بداية الصراع المسنود ، كل بجيشه ومليشياته وسلاحه حين أعلن جنرال الخلا الثاني في الرئاسة ، رفضه اللاحق والمتأخر أكثر بكثير من “حبتين” ، والإعتذار بغرض “وفي الغرض مرض” لإشتراكه في تنفيذ الإنقلاب ، وأقولها مجدداً ، أن هذا الإعتذار لم ينبع عن قناعة ، من جنرال الخلا الثاني ، ولا برغبة جنده المرصوص جاهزية لا لاداء مهنة الجندية وإنما لمهنتة الجربندية التي يتقنها ، فإن  أصل الفكرة ، نبعت من شطارة مستشاريته أكثر من توأمهم الآخر صاحب الغباء المستفحل والمستعجل للسلطة أبدا ، الأمر الذي أكسب المستشاربة كثير تفوق في المجال الدولي خاصة ، دون الداخلي ، بقبول دعوة السلام وعودة الديمقراطية والحكم المدني ، وجعلهم أكثر  مقبولية من أولئك الأخرين بل أكثر صدقية في طرحهم الفضائي من توأمهم المتعجل لهفة إلى السلطة دون تريث.  علماً أن هذه  المستشارية هي في  ذات تكوينها ، خرجت أساساً من الرحم الكيزاني الأصل ، وهي في داخلها أقسام  متشعبة ومختلفة ومتنوعة ، ففيما بطن منهم وما ظهر عليهم ، من إتجاهات أيديولوجية إسلاموية متشاكسة وبعضها ذا نزعة عنصرية ، ففيهم من حمل كتابه الأسود للقراءة الأخيرة ، ثم التطبيق في إتجاه الدولة المنفصلة ، أو في الإتجاه الآخر ، حيث فكرة الدولة الكبرى ، دولة الساحل والصحراء ، وفرضها بقوة السلاح ، ومنهم من حمل ثعلبية شيخهم الترابية ، ومنهم من إصطحب صراحة مرشداً له ، تقيته غير السنية ، وفقه الضرورة الذي أخرجه من جراب علمه ، على شاكلة (أذهب أنت للقصر رئساً بتكملتها) ، وكلهم تأبطوا شراً من خارجهم ، في هتافات الله أكبر تدثراً ونفاقاً وكل منهم يغني لليلاه ،  وسترونهم يوماً تفرقوا شذر مذر ، فراق أيدي سبأ .
هذا الشقاق  الإسلاموي المتجذر فيهم ، أصله وفصله في خلافات المواقع والإستيلاء علي مفاصلها ، وتضارب المصالح والأرزقيات المتكالب عليها ، والتي راكمتها سنوات ثلاثينيتهم الهالكة البغيضة ، وحين تصوروا أنهم عادوا قريبين من الإمساك بمقاليد العودة للسلطة من جديد ، لعبت قيادات الطرفين على أحلام الجنرالين ، سبروا غور أولهما ، بحلم أبيه في حكم السودان ، والثاني بحلم الديمقراطية والحكم المدني ، التي وعدت به المستشارية ، زعيمها القبلي والعائلي حتى النخاع ، وأخفوا عنه ، أنه لم توجد بعد ديمقراطية حقيقية ، تنهض على أسنة الرماح ، وفوهات البنادق ، ولكنه كان حتماً يعرف أن المعنية هي ديمقراطية  السلاح ، والمقصودة هي تلك التي تأتي  بالمدفعية الثقيلة ، المرفق معها إنتخاباتها المخجوجة ، وهو مدخل ما أقنعت به المستشارية الإسلاموية زعيمها ، في سعيها كما غريمتها للوصول لرأس السلطة ، وهكذا كانت الحرب في صورتها  التخريبة ، وفي عبثيتها  الإجرامية ، هدفها قتل الشعب وفنائه ، ولكن الشعوب لا تفنى ومن سيفنى عاجلاً أو آجلاً ، هم مشعلوا الحروب من الطرفين ، وهذه المرة الفناء سيأتيهم فجيعة لم يحسبوها ولن يحتسبوها ، أثناء أحلامهم الهلامية ، غير محسوبة العواقب ، حيث  تنتهي بمثولهم أمام المحاكم الدولية والمحلية ، هذا غير إحتمالات حملات المشانق الإنتقامية ضدهم في الشوارع وفي البيوت ، كردة فعل طبيعية ، لحرب الفناء التي أشعلوها ضد شعبهم وثورته السلمية .

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *