اخبار السودان

“الحظيرة الفرنسية”.. باريس تحاول العودة لأفريقيا مجددًا عبر السودان

أكد المبعوث الأميركي الخاص في السودان، توم بيريلو، الجمعة، أن بلاده ستواصل استخدام سلاح العقوبات للمساهمة في وقف القتال والحل في السودان، مضيفاً أن العقوبات هي «أسلوب في صندوق كبير»، ولن تكون على المؤسسات فحسب، وإنما ستطال الأفراد بحيث تؤثر على أعمالهم في مختلف الدول.

بعد مرور ما يزيد على عام من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبح الشعب السوداني “عالقا في جحيم” العنف، حيث أدت الحرب إلى تفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلا في السودان، وتسبب في تشريد الملايين وتدمير البنى التحتية الهشة؛ في ظل تدخلات دولية زادت من حدة الأزمة.

وفي ظل التدخلات الخارجية، أعلن السودان الشهر الماضي، عن استنكاره إعلان وزارة الخارجية الفرنسية تنظيم مؤتمر وزاري بشأن الوضع في البلاد، دون تشاور أو تنسيق أو مشاركة من الحكومة.

ماذا حدث؟

التقى في 15 من ابريل الماضي، رئيس الوزراء السوداني السابق، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عبدالله حمدوك، بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بالعاصمة الفرنسية باريس خلال ختام زيارة الأول الى فرنسا، حيث تم اللقاء بين الطرفين على هامش مؤتمر باريس حول تقديم الدعم للأزمة الإنسانية في السودان. جاء هذا اللقاء على الرغم من أن حمدوك لا يملك أي صفة رسمية لتمثيل السودان في المحافل الدولية، بالإضافة الى أن دولة السودان لم تكن ممثلة بأي مسؤول رسمي ولم يتم دعوة أي ممثل عن القوى العسكرية المتصارعة سواء الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع.

أجمع الخبراء والمهتمين بالشأن السوداني، أن حمدوك وعلى الرغم من ابتعاده عن المشهد السياسي السوداني، الا أنه الوحيد حتى هذه اللحظة الذي يحظى بالدعم الغربي للعودة الى الواجهة مرة أخرة كرئيس للفترة الانتقالية السودانية ولإنقاذ البلاد من ويلات الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

ولكن المساعي الفرنسية لا تتمثل في عودة حمدوك فحسب، ولكنها تحاول أن تعود مرة أخرى للتواجد في أفريقيا وهذه المرة من بوابة السودان.

فرنسا لن تدعم قوات الدعم السريع بشكل مباشر في الحرب ضد القوات المسلحة السودانية، وهذا بسبب الجرائم الأخلاقية المرتبطة بهذه القوات والاتهامات بتنفيذ إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل جماعي في عدة مدن وقرى سودانية خلال عام كامل من الحرب.

يذكر أن فرنسا خسرت ما كان يسمى بـ “الحظيرة الفرنسية”، المتمثلة بسيطرتها السياسية والعسكرية على عدة دول أفريقية، حيث خسرت تأثيرها على مالي وغينيا بوركينا فاسو والنيجر ومؤخرًا الغابون، بعد انقلابات عسكرية وتغيرات سياسية في هذه البلاد، ولهذا تسعى الإدارة الفرنسية إلى إعادة نفوذها مرة أخرى عن طريق السودان، والتي تملك مخرج على البحر الأحمر وحدود مع دول الساحل الأفريقي، وتملك العديد من الثروات الزراعية والمعدنية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *