هنالك حالة من (عرض حال) الصراحة كتابة في فن الإقراض! ، هي حالة تُجْبِرُ الشاعر أن يفصح عنها بسبب العاطفة المؤججة في داخله والتي تنمو شعورا وتصير حسا ثم تنفجر لسانا مبينا ، وهذه الحالة … لايتسم بها إلا الكاتب الرفيع مقاما في سلم الشعر إن كان فصيحا أو عاميا ويسميها النقاد (التعبير الصادق الذي تمرد علي القيود) ، إنت المهم …. والناس جميع ما تهمني ، أظهرها هنا المبدع صاحب القواقي الرنانة ، وملك جلس علي عرش مملكة شعر الغناء السوداني الأستاذ …. الشاعر عبدالعال السيد
إنت المهم …. أغنية تغني بها المبدع فنا والمتأجج ووطنية الفنان كمال ترباس وهي تعد واحدة من أجمل الأغاني حلاوة وجمالا ووقعا رزينا في قلب المستمع السوداني ، صاغ تشاكيل حروفها ومفرداتها شاعر أنطق الصمت شعرا وظلت جلمود فن حطه الجمال من عل : إنت العزيز أفرد شراعك وضمني …. وخايف تفوت والسكة بيك ماتلمني ، هنا فسيفساء الغربة التي عاشها الشاعر إتضحت جلية وأفصحت عما يسمي وجع (تقاسيم الوتر) اللفظي : قول لي يا أغلى زول … قول لي خلي الحزن يرحل يزول ، وريني وين درب الوصول ؟ ..أنا لسه تايه دلني!!
في هذا النبض الحي رونقا وعبيرا عبد العال السيد إستعمل مفردات لعله نقاها تنقية ولونها رسما وتشكيلا بالكلمات ، فيها محتوي سريالي فريد من نوعه كرر بعض المفردات ولعله يقصد التأكيد والتوقيع عدة مرات علي دفتر الشعر الواحد لحنا وعزفا : جيتك شعاع نجمة وشراع …. نسيني ياعمري الضياع أو كنت جد بتعزني ، أنا بيك وليك متاع عيونك ومشتهيه مهما تجور بنزف وأجيك … لا بقسي لابزعل عليك .. لأنك انت تهمني وخايف تفوت
ثنائية جمعت بين صاحب غربة ومطر مصطفي سيد أحمد وأبوي إن شاء الله تسلم …. وآخر …. سيد فن الغناء الراقي المبدع كمال ترباس ، إثنان أبدعا تفردا وألقا في بسيطة الغناء السوداني وكان النتاج : إنت المهم …. التي يعشقها كل الشعب السوداني ويدندن بها ، إذن أقول : دا الغنا ولابلاش .
المصدر: صحيفة الراكوبة
