اخبار المغرب

نجاح الأفلام لا يقاس بالمشاهدات والأعمال التراثية تحتاج جهدا مضاعفا

تصوير ومونتاج: سليم الحسوني

قال المخرج يزيد القادري، إن نسب المشاهدة ليست معيارا للحديث عن نجاح أي عمل فني، مشيرا إلى أن سلسلة “حرير الصابرة” لم تحقق أرقام مشاهدات تضاهي المسلسلات اليومية التي كانت تعرض في وقت الذروة في رمضان، لكنها في نفس الوقت حظيت بمتابعة كبيرة عبر التلفزيون ويوتيوب وخلفت أصداء إيجابية.

وأضاف القاديري في تصريح لـ”العمق”، أن الإشراف على إخراج الأعمال التراثية يتطلب مجهودا مضاعفا عن الأعمال الأخرى، حيث يكون العمل لشهور قبل الانطلاق في عملية التصوير على عدد من الأقسام كالأزياء والديكور والتدقيق اللغوي، لافتا إلى أنهم واجهوا صعوبات في “حرير الصابرة” لأنها تطرقت لفترة زمنية تعود للقرن 14 تطلبت منهم الكثير من البحوث والتدقيق لتجنب الوقوع في المغالطات التاريخية، وفق تعبيره.

واعتبر القاديري، أن للفن دور كبير في تقريب المشاهد من تاريخ المغرب، إذ أن الأفلام والمسلسلات تلخص بالصوت والصورة عدة أحداث تاريخية تحتاج لمن يريد أن يطلع عليها البحث في الكتب ولدى وثائقيين قلائل من أجل الحديث عنها، معتبرا أن هناك شخصيات تاريخية مغربية مهمة تحتاج إلى تسليط الضوء عنها ورد الاعتبار لها، حسب تعبيره.

وينافس المخرج يزيد القادري من خلال سلسلة “حرير الصابرة” على جوائز المسابقة الرسمية للدورة الـ13 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، فئة المسلسلات، رفقة مجموعة من الإنتاجات الرمضانية.

و”حرير الصابرة” هي سلسلة تراثية تدور أحداثها في مدينة فاس خلال القرن الرابع عشر، وتغوص في الحياة اليومية لعائلة المعلم ابن إبراهيم الأندلسي الحرار، التي تعيش في بستان رحب “جنان”، حيث النشاط الأساسي هو تربية دودة القز.

قادما من الأندلس، هاجر  ابن إبراهيم إلى فاس مع زوجته المعلمة كنزة وطفليهما، وأخذت الأسرة تحت جناحها فتيات يتيمات يعملن في نسج الحرير وإنتاج الأعشاب الطبية، العطرية والتجميلية.

ولأنهم ينتجون أجود أنواع الجرير، فإن السلطان يحصل عليه حصريا، غير أن جعفر بن غانم وزوجته زهرة، يستعملان أخبث الحيل والخداع لمنافستهم مما يدفع السلطان إلى رفض حرير المعلم ابن إبراهيم، الذي يكافح من أجل تأمين احتياجات عائلته.

ويشارك في بطولة سلسلة “حرير الصابرة” كل من الممثلين نجاة الوافي وهند بن جبارة وأنيسة لعناية ورباب كويد وسعد موفق وعز العرب الكغاط وعبد اللطيف شوقي وهاجر كريكع، إلى جانب أسماء فنية أخرى.

وقال المخرج يزيد القادري، إن “سلسلة حرير “الصابرة” تدور قصتها خلال القرن 13 تحديداً خلال سنة 1356، حيث تنقل حرف ومهن تقليدية ضاربة في عمق التاريخ المغربي”.

وأضاف القادري في تصريح سابق لـ”العمق”، أن من بين هذه المهن ” تربية دود القز وصناعة الحرير والتداوي بالأعشاب الطبية والحياكة والتطريز، إلى جانب اكتشاف نبات الصابرة بديلاً لدود القز من أجل تطريز الأزياء التقليدية”.

وفي هذا الإطار، كشفت الفنانة نجاة الوافي، في تصريح مماثل، أنها “تجسد دور “المعلمة كنزة” وهي إحدى بطلات هذا العمل التي تستقبل الفتيات من أجل تعليمهن أصول الصناعة التقليدية خصوصاً طرق خياطة القفطان والحرير”.

بينما تجسد الممثلة هند بن جبارة دور “مريم”، وهي فتاة تعيش مرارة اليتم، بعد وفاة عائلتها في الحرب على يد عسكر شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تحظى برعاية خاصة من طرف المعلم بن إبراهيم داخل إحدى جنانات فاس”.

وأضافت بن جبارة، في تصريح لجريدة “العمق” أن “بعد انتقالها إلى فاس، تتلقى أصول صناعة الحرير على يد المعلم بن إبراهيم على غرار باقي الفتيات”، مبرزة أن “وسط آلام رحيل عائلتها تعيش مريم قصة حب فريدة لا تخلو من التضحيات”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *