اخبار المغرب

أطباء الغد” يتمسكون بمقاطعة الامتحانات .. والحكومة ترفض “رهن المستقبل

أصبح شبح السنة البيضاء يقترب أكثر فأكثر من الموسم الدراسي الحالي في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي يقوم بها عمداء الكليات من أجل إقناع الطلبة باجتياز الامتحانات من خلال التماس وساطة أوليائهم.

ويظهر أن المساعي التي يقوم بها عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان لم تُفلحْ في كسْر مقاطعة الطلبة للدراسة والامتحانات؛ وهو ما أكده عضو في مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بقوله إن التوجه العام للطلبة “هو الاستمرار في المقاطعة”.

وبالرغم من أن التنسيق الذي يمثل الطلبة لم يَحسم بعد في مسألة الاستمرار في مقاطعة الامتحانات، فإن المصدر الذي تحدث إلى هسبريس رجح هذا الاحتمال، مشيرا إلى أن التنسيق سيُصدر بيانا خلال الأيام القليلة المقبلة حول الموقف النهائي للطلبة.

ومع دنو السنة الدراسية في كليات الطب والطب والصيدلة وطب الأسنان، تتوالى الدعوات من عدد من الهيئات لإيجاد حل يمكن من عدم ضياع السنة الحالية، في الوقت الذي تتشبث فيه الحكومة بموقفها المَبني على أن الإصلاح الذي يرفضه الطلبة، والمتعلق بتخفيض عدد سنوات الدراسة، بداعي أنه قرار يهم مستقبل البلاد.

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجهت رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات دعت فيها إلى ما سمته “وقف استفزاز وتخوين طلبة كليات الطب والصيدلة وتوقيف بعضهم، وبفتح حوار مع ممثليهم والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة”.

واعتبرت الجمعية ذاتها أن إقدام بعض عمادات كليات الطب والصيدلة على توقيف عشرات الطلبة الناشطين بالتنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة عن الدراسة لمدد تتراوح بين 6 أشهر وسنتين، والإعلان عن إقصاء بعض الطلبة من التسجيل ومن الدراسة ببعض الكليات، “يتنافى تماما مع جميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ومع كل القوانين المحلية الجاري بها العمل بما في ذلك الدستور المغربي، المؤطرة للحق في حرية التعبير والتظاهر السلمي وممارسة العمل النقابي”.

في المقابل، تتشبث الحكومة بموقفها الرافض لـ”الرضوخ” لمطالب الطلبة؛ وهو الموقف الذي جدد التأكيدَ عليه رياض مزور، وزير التجارة والصناعة، مساء الخميس خلال ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بمدينة سلا، بقوله: “لا يمكن أبدا أن نتخذ قرارا يَرهن مستقبل المغرب”.

تعليقا على رفض الطلبة لقرار تخفيض سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات، أوضح المسؤول الحكومي ذاته: “حين اتخذنا هذا القرار كان الهدف هو تقوية قدراتنا في ميدان التأطير الطبي، وهناك نقاش بين الطلبة والحكومة، فهل نقول للطلبة، لكي نقنعهم بوقف الإضراب، إنهم على حق، ونلغي هذا القرار ونرهن مستقبل البلد ككل؟ هذا صعب”.

وتابع قائلا: “نتفهم الطلبة؛ ولكن علينا أيضا أن نأخذ بعين الاعتبار حاجيات البلاد.. وحين يقول الطالب إن القرارات المتخذة ليست سليمة يتعين أن يكون هناك حوار، وإن شاء الله سنأخذ الوقت للوصول إلى حل، الذي لا يمكن أن يكون على حساب مستقبل المغرب؛ ولكن سنستمع إلى الطلبة، وسنحاول إقناعهم أو يقنعون”.

وفي الوقت الذي أعلن فيه عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن الوزارة تعتزم إجراء امتحانات كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في موعدها، يُبقي استمرار الطلبة في مقاطعة الدراسة والامتحانات شبَح البياض على السنة الجارية، في الوقت الذي خلفت فيه استدعاءات عمداء الكليات لبعض أولياء الطلبة تذمرا في صفوف هؤلاء.

مصدر من التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وصف محاولة إدخال أولياء الطلبة كطرف وسيط لحل الأزمة بـ”الانتقائية”، قائلا: “تم استدعاء آباء بعض الأساتذة والمقربين، ولم يتم استدعاء أولياء الطلبة الذين يقودون المقاطعة.. ونحن نرى أن الهدف من هذه العملية ليس هو البحث عن إيجاد حل لهذا المشكل؛ بل لكسر المقاطعة التي ينخرط فيها جل الطلبة”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *