اخبار المغرب

حالات “التروما”‬ تستدعي مواكبة الصحة النفسية لمنكوبي زلزال إقليم الحوز

تعيش ساكنة المناطق المنكوبة على وقع حالة من الصدمة النفسية، أو ما تسمى “التروما”، التي يصفها الخبراء بكونها حالة من الضغط النفسي تفوق قدرة الفرد على التحمل.

هسبريس قامت بزيارة مجموعة من المناطق المنكوبة، حيث ترددت على مسامع طاقمها عبارات متعددة من الساكنة، تؤكد وجود ضغط نفسي كبير، وحالة خوف وهلع مستمرة، خاصة لدى كبار السن والأطفال.

وفي هذا الإطار قال الحسن بوخليل، المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش، إن “موضوع الصحة النفسية مطروح في إطار تدبير ما بعد واقعة الزلزال”.

وأوضح بوخليل في تصريح لهسبريس أنه “أثناء وقوع كوارث طبيعية مثل ما حدث يوم الثامن من شتنبر الماضي يكون هناك تأثير نفسي، سواء على المرضى الذين أصيبوا بجروح أو حتى من لم يصابوا؛ ناهيك عن تأثر الموظفين والعاملين بالقطاع الصحي الذين واكبوا عملية الإنقاذ والاستقبال”.

وشدد المتحدث ذاته على “ضرورة اعتماد مخطط لمواكبة الصحة النفسية للمرضى والموظفين، وكل من كانت لهم علاقة بهذه الكارثة”، موردا أن هناك تنسيقا بين المديرية الجهوية للصحة بمراكش وقطاع الصحة العسكرية لاعتماد برنامج للمواكبة النفسية.

عادل الحساني، الخبير في علم النفس الاجتماعي، الذي اشتغل لأزيد من ثلاثة أسابيع مع ضحايا الزلزال، عدد الآثار النفسية التي يعرفها الضحايا قائلا إن “أول أثر نفسي قوي هو الإحساس بالفقد، سواء تعلق الأمر بفقد أفراد من العائلة الصغيرة والكبيرة أو الماشية التي تربط المعنيين بها علاقة معيشية وعلاقة حياة؛ وأيضا الممتلكات”.

وتحدث الحساني عن أثر ثان يتعلق بكون هؤلاء السكان “لم يعرفوا حقيقة ما وقع، فهم أول مرة يعيشون الزلزال، ما فتح المجال أمام تأويلات كثيرة في مخيلتهم: مثل الحديث عن العقاب الإلهي”، وأضاف: “هناك من فقد الأبناء والأمهات والآباء وغيرهم، وأيضا من فقدوا عملهم، كرعاة الغنم، ومن يقومون بالجني، وبالتالي بدؤوا يطرحون تساؤلات حول المستقبل وسبل العيش”.

وأردف الخبير ذاته: “سؤال المستقبل كان يخلق ضغطا وقلقا لدى سكان المدن، فيما لم يكن لدى سكان البوادي في السابق مثل اليوم”، متحدثا أيضا عمن “أصيبوا في الواقعة وليست لهم معلومات كافية حول سبل استعادة صحتهم”، وعمن “لهم تساؤل حول انهيار البنيات والمنازل وإلى حد الساعة لا يعرفون ما الذي سيحدث، إذ لا يتتبعون الأخبار وما يتم نشره بشأن موضوع إعادة الإعمار”.

في الصدد ذاته قالت مجلة “ساينتفيك أمريكان” العلمية المتخصصة إن الكوارث عامة تؤدي إلى صدمة حادة وزيادة في خطر الإصابة بأمراض مزمنة لدى الناجين، مثل القلق والاكتئاب.

ونشرت المجلة دراسة علمية حول تأثر الصحة العقلية بسبب “زلزال كانتربري في نيوزيلندا في الفترة 20102011″، كجزء من دراسة امتدت لأكثر من 40 عامًا “لقياس صحة وتطور مجموعة مكونة من أكثر من 1200 شخص ولدوا في أواخر السبعينيات”؛ وخلصت إلى “زيادة في معدلات اضطراب القلق، واضطراب ما بعد الصدمة، والاعتماد على النيكوتين، بعد عام من وقوع الزلازل”.

وشددت الدراسة على أنه “كلما كان الشخص أقرب إلى التأثيرات الأكثر خطورة للزلازل زاد احتمال إصابته باضطراب في الصحة العقلية”.

وسبق أن تم تنظيم قافلة تضامنية للدعم النفسي لضحايا “زلزال الحوز”، انطلقت من كلية علوم التربية بالرباط، ضامّة أساتذة متخصصين، في سبيل “التخفيف من حدة الآثار النفسية والاجتماعية، والتمكين من إستراتيجيات تحسين الوضع النفسي للضحايا، خاصة من الأطفال والنساء”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *