اخر الاخبار

مجنون تل أبيب…

يوم 3 نوفمبر من سنة 2011 كان الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمريكي باراك أوباما يستعدان لتنشيط ندوة صحفية على هامش اجتماع مجموعة الـ 20 بمدينة كان الفرنسية.

قبل بداية الندوة الصحفية كان الرئيسين يتحدثان وهم يظنان أن لا أحد كان يستمع إليهما، غير أن خلل تقني من مصالح الرئاسة الفرنسية مكن مجموعة من الصحفيين من الاستماع إلى ما كان يدور بين الرجلين.

وكانت لحظتها القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في نقاش الرئيسين فأعاب أوباما على ساركوزي تصويت بلاده لصالح انضمام فلسطين لمنظمة اليونيسكو ليتحول الحديث إلى الوزير الأول لحكومة الاحتلال النتن ياهو.

فقال ساركوزي “لا أتحمل رؤيته إنه كذاب” ليرد عليه أوباما “إن كنت سئمت منه، فأنا مضطر للتعامل معه يوميا”.

جنون النتن ياهو ليس وليد اليوم، فعدة تقارير من وسائل إعلام عبرية تحدثت منذ سنوات أن النتن ياهو يعاني من اضطرابات نفسية، فيصفه معارضوه داخل دولة الاحتلال بالمجنون والكذاب.

فسئلت ذات مرة صحفية من يومية يديعوت أحرونوت العبرية كلفت بمتابعة نشاطات النتن عدة سنوات فقالت “يكذب أكثر مما يتنفس”.

جاك أتالي الصهيوني الفرنسي وأحد أكبر مؤيدي الكيان حتى بعد أسابيع من التقتيل والابادى اعترف منذ يومين أن النتن ياهو هو أكبر عدو لبقاء “اسرائيل” معترف ضمنيا أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال يقود الكيان إلى الزوال.

جنون النتن وغطرسته جعله لا يتردد في الكشف علنا عن خلافاته مع الرئيس الأمريكي بايدن، الذي شعر بالكثير من الاهانة ورد عليه أمس بتصريحات الهدف منها كبح القليل من جنون النتن، هذا الأخير أصر على مواصلة الحرب رغم الضغوطات.

ورغم هذا يصر المعسكر الغربي إلى مواصله توفير له الحماية السياسية والمساعدة العسكرية لمواصلة مشروعه الإجرامي في غزة، غير مكترثين أن تبعات هذا ستكون وخيمة عليهم.

فلما يتحدث بايدن عن تأثير دعم بلاده لدولة الاحتلال على سمعة الولايات المتحدة فهو يدرك أن هذه الصورة أصبحت أقذر مما كانت عليه أيام غزو العراق وأفغانستان، لكنه لا يقوى أن يترجم كلامه إلى أفعال تدفع “مجنون تل أبيب” إلى مراجعة نفسه.

وحتى نكون منصفين فالجنون جماعي، فكيف يتم الإصرار على تأييد جيش لم يقم طيلة 75 يوما إلا بتقتيل الأبرياء ولم يحقق شيئا ملموسا من الهدف الذي سطره وهو القضاء على المقاومة في غزة، فلا أنفاق دمرت ولا قيادة حماس حيّدت، بل بالعكس تواصل المقاومة تكبيد العدو خسائر فادحة.

المحيّر في كل هذا أن حلفاء المجنون يدركون جيدا أن إصراره لمواصلة الحرب ليس الا لهدف واحد وهو ربح الوقت وتأجيل موته السياسي، فلا يختلف اثنان أن النتن انتهى سياسيا والصهاينة لا ينتظرون إلا شيئا واحد انتهاء الحرب للزج به في السجن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *