اخر الاخبار

صفر على طول الخط

لا شيء في صالح الاحتلال.. فلم تنفعه مجازره ولا مناوراته الدنيئة ولا تباكي أزلامه وعبدته في بلاطوهات القنوات التلفزيونية الغربية، حتى تحرير أسراه انقلب عليه بضربة معلم من المقاومة.

لم يحقق الصهاينة منذ بدء عدوانهم على غزة الأبية شيء يذكر سوى جلب سخرية عالمية عارمة لمسرحياتهم في مستشفى الشفاء والرنتيسي، الأمر الوحيد الذين استفحلوا فيه هو قصف المدنيين وتقتيلهم بالآلاف.

حتى عملية إطلاق سراح الأسرى التي راهن عليها النتن لكسب القليل من الهدوء في الجبهة الداخلية جلبت له صداع رأس جديد، بالضغط المتواصل من قبل عائلات الأسرى، بعد أن فرضت المقاومة شروطها من حيث عدد من يتم إطلاق سراحهم.

العملية في حد ذاتها كانت انتكاسة جديدة، أولا عبر تسريب وسائل إعلام عبرية شهادات لأسرى قالوا أنهم تفاجأوا من حسن المعاملة التي تلقوها من قبل عناصر المقاومة طيلة أيام أسرهم، فلاقوا العناية الطبية اللازمة ولم يتم تعنيفهم أو حتى التحقيق معهم.

والأعم شاهد العالم، كيف كان يتم إطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين من سجون الاحتلال وسط القمع والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي واقتحام بيوت الرهائن لمنع وصول صور الفرحة إلى العالم.

في المقابل كانت يتبادل الأسرى المحررين من المستوطنين الابتسامات مع عناصر كتائب القسام لحظة نقلهم من قبل لجنة الصليب الدولي.

وجاءت الضربة القاضية خلال تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى، حيث تمت العملية في شمال قطاع غزة الذي قال عنه جيش الاحتلال أنه تحت السيطرة وخال تقريبا من مجاهدي حماس، ليظهر هؤلاء بأعداد كبيرة مدججين بالأسلحة أثناء عملية التسليم لتتهاوى آخر أوراق العنب عن أكاذيب النتن ياهو وغانتس.

فما حققه الصهاينة هو فتح أعين الملايين من سكان المعمورة عن حقيقته البشعة ويكفي إبحار طفيف في مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف على شهادات أمريكيين وأوروبيين يقولون فيها أن بشاعة ما يعيشه سكان غزة غيرت مواقفهم وجعلتهم أكثر وعيا عن ما يجري في هذه المنطقة من العالم.

وأكثر من ذلك قالوا اكتشفنا أن حكامنا يساندون كيان مغتصب ومن كرتون وهذا بأموال ضرائبنا.

وتصريحات مسؤولين كبار في إدارة بايدن لصحيفة واشنطن بوست اليوم، سارت في هذا الاتجاه أو تعكس ما يقوله الشارع الغربي، فأعرب هؤلاء بكلمات واضحة أن العبء الذي يدفعهم الكيان لتحمله أصبح يثقل كاهل الرئيس الهرم، الذي يواجه حسبهم أصعب امتحان منذ توليه الحكم، ويفهم من هذا الكلام أن تعنت بايدن في مساندة النتن ياهو في عملية الإبادة قد يكلفه العهدة الثانية التي كانت أصلا غير مضمونة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *