رحل مساء الجمعة الموسيقار الكبير حلمي بكر المولود في 6 ديسمبر 1937 بحي حدائق القبة بمصر في أحد مستشفيات الشرقية بمصر عن عمر ناهز 87 سنة،وهو الذي قدم أكثر من 1500 عمل،وتعاون مع كبار نجوم مصر والوطن العربي.هو الموسيقار الذي كان يلقب نفسه بأنه الواصي على الأغنية،خاصة أنه ترأس لجان استماع نقابة الموسيقيين لمدة 40 سنة،حيث كان يجري اختبارات للمتقدمين لعضوية نقابة الموسيقيين،كما اكتشف العديد من المواهب الصوتية المصرية ولحن الكثير من الأغاني الناجحة.
تخرج حلمي بكر من المعهد العالي للموسيقى العربية،وعمل كمدرس موسيقى عقب تخرجه بإحدى المدارس الحكومية،وفي هذه الآونة التحق بالقوات المسلحة المصرية لأداء الخدمة العسكرية،أين
صادف المطربة وردة الجزائرية التي كانت تشارك في إحدى حفلات القوات المسلحة،ويومها أسمعها بعضا من ألحانه،فأعجبت بموهبته وأصرت على تقديمه إلى الموسيقار محمد الشجاعي مدير الإذاعة المصرية آنذاك،ومن هنا كانت بداية انطلاقته الفنية.حيث قدم خلال مسيرته ما لا يقل عن 1500 أغنية،ولحن لكبار المطربين المصريين والعرب من أمثال ليلى مراد،وردة الجزائرية،سميرة سعيد، نجاة الصغيرة،علي الحجار،أصالة نصري،مدحت صالح،محمد الحلو،محمد رشدى،عليا التونسية، وأيضا عزيزة جلال،كما قدم بالموازاة ألحانا موسيقية إلى ما يقرب من 120 فيلما سينمائيا،و48 مسرحية،بالإضافة إلى أوبريت الحلم العربي الغنائي الذي جمع العديد من الفنانين في الوطن العربي والتي صدرت عام 1998 حيث كان يجسد حلم الشعب العربي في إقامة الوحدة العربية.
وكان الموسيقار الكبير حلمي بكر قد تعرض خلال الفترة الماضية للعديد من الأزمات،بدأها في جانفي من العام الماضي،عندنا أعلن تعرضه لأزمة صحية مفاجئة،ودخل على إثرها إلى العناية المركزة،إذ كان يعانى وقتها من مشكلة احتباس للمياه في الجسم،ومشاكل في الكلى وارتفاع لمستوى السكر في الجسم،بالإضافة إلى مشاكل في القلب.وظل داخل العناية المركز لأيام، قبل خروجه من العناية إلى غرفة عادية، ثم عودته مجددا إلى العناية بعد انخفاض نسبة الأكسجين،وبعد أن تحسنت حالته الصحية خرج من المستشفى 12 فبراير 2023، بعد فترة علاج دامت 24 يوما.
وفى أكتوبر الماضي تعرض الموسيقار الكبير لأزمة أخرى بعد أن قام باتهام مدير أعماله بسرقته والاستيلاء على مبلغ مالي معتبر،مستغلا مرضه،وذلك بعد إيهامه بإيداع المبلغ المالي في أحد البنوك،واكتشف عقب ذلك قيام المشكو في حقه بتحويل المبلغ لحسابه الخاص، وبعد تلك الواقعة بدأت تسوء حالة الموسيقار الصحية من جديد بشكل كبير،بعد معاناته من مشاكل في القلب،أثرت على حركة قدمه بشكل كبير.
وقد تعاون حلمي بكر مع الفنان الكبير فؤاد المهندس في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية حيث وضع ألحان الأغنيات التي تضمنتها تلك الأفلام والمسرحيات،وكانت البداية في فيلم “المليونير المزيف” والذي تم عرضه عام 1968 ثم تعاونهم من خلال مسرحية “سيدتي الجميلة” بالإضافة إلى أفلام: “أنت اللي قتلت بابايا، ربع دستة أشرار، فيفا زلاطا”.
وقد نعاه الكثير من الفنانين داعين له بالرحمة والمغفرة،وقد تحولت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء.
