اخر الاخبار

الكيان يمارس حرب إبادة والإعلام الفرنسي يغطي عليها

في كل الحروب والنزاعات في العالم، يتم توفير مناطق آمنة للسكان النازحين، وهناك برنامج دولي للمساعدات ومراقبون ومنظمات دولية تعاين الأمور، إلا في غزة، انهيار القانون الدولي الإنساني بشكل غير مسبوق، لأن ما يمارسه الكيان المحتل هو إبادة جماعية لشعب ليس إلا .

عندما سئل مدير تحرير قناة “سي نيوز” في البرلمان الفرنسي، في سياق لجنة التحقيق، عن عدد القتلى في غزة ويرد بأنه “لا يعلم العدد”، فهو ليس من باب عدم توفّر المعلومات وإنما سياسة معتمدة للتغطية على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ 5 أشهر ضد النساء والأطفال الفلسطينيين.

لذلك وصفت مراسلة هذه القناة المجزرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 100 شهيد في حي النابلسي بغزة بأنها “حادث” بكل وقاحة مهنية، وكان يمكن أن تقول بأنه حادث مرور، لأن اللامهنية في هذه القناة وغيرها من القنوات الفرنسية لم تعد بحاجة إلى إثبات .

هذا ليس بالأمر الجديد، بل سبق للقنوات الفرنسية أن شككت في أرقام الضحايا والجرحى الفلسطينيين، بحجة أنها أرقام من نسج حركة حماس، إلى درجة أن الصحفية السابقة في “شارلي إيبدو” كارولين فورست التي كلّفت بالمرور على كل القنوات لتقول بأن “الرقم المعلن من قبل حماس ليس صحيحا ويجب قسمته على 10 (أي من 30 ألف إلى فقط 3 آلاف)، قبل أن يعلن البنتاغون أن عدد الضحايا من النساء والأطفال الفلسطينيين وصل إلى 25 ألف دون ذكر الرجال، وهو رقم يفوق ما أعلنته حماس، فمن هو الذي يمارس التعتيم الإعلامي ويسعى للتغطية على هذه الإبادة الجماعية ؟

صحيح أن هيئة مراقبة السمعي البصري الفرنسية “أركوم”، قد تدخلت لمراقبة قناة “سي نيوز “، بخصوص عدم احترام التعددية في الرأي وعدم تحري مصداقية معلوماتها، لكن كم هو عدد الشكاوى المودعة ضد القنوات الفرنسية بسبب تحيّزها الفاضح للرواية الإسرائيلية وممارسة الرقابة والتعتيم على الطرف الفلسطيني؟ لم تكشف هيئة “أركوم” عن العدد الإجمالي للشكاوى المقدمة ضد قنوات السمعي البصري الفرنسية، خصوصا ضد “سي نيوز، أل سي أي، بي أف أم تي في…”، بسبب عدم مهنيتها وممارستها التضليل الإعلامي، لكنها كانت كافية لمطالبة نواب حزب “فرنسا الأبيّة” بتحقيق برلماني بخصوص تأثير “اللوبي المالي” على الخط الافتتاحي للإعلام الفرنسي.

وازداد التعتيم الإعلامي الفرنسي على القضية الفلسطينية أكثر وأكثر، بحيث لم تعد القنوات الفرنسية بما فيها العمومية، تتحدث عن الحرب في غزة في نشرات أخبارها اليومية، على غرار ما فعلته “تي أف 1″ و”فرانس 2” في أكثر من 46 ساعة من البث، خصوصا منذ صدور قرار محكمة العدل الدولية التي تحدّثت عن الإبادة في غزة، وهو ما يعني أن اللوبي المالي المسيطر على وسائل الإعلام، يوفر الغطاء الإعلامي لتنفيذ هذه الإبادة، ويكفي معرفة كيف تعاملت وسائل الإعلام الفرنسية مع المجزرة المرتكبة في حي النابلسي في غزة والتي ذهب ضحيتها أكثر من 112 شهيد و700 جريح، حيث اكتفي فيها بترديد الرواية الإسرائيلية بتركيز شديد إلى درجة وصفتها صحفية “سي نيوز” بأنها مجرد “حادثة” وليس مجزرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *