اخر الاخبار

الجزائر تتجه لضمان سلسلة إنتاج السكر

تتجه الجزائر على المدى المنظور لضمان توفير سلسلة الإنتاج الخاص بالسكر، من توفير المادة الأولية أو المدخلات إلى التحويل والإنتاج الصناعي، ومن ثم ضمان إحلال الواردات، لاسيما ما تعلق بالمادة الأولية، ما يضمن دعم فرع صناعة السكر.

فرع صناعة السكر في الجزائر يعود إلى سنة 1966، على أساس إنتاج وتحويل الشمندر السكري، ثم التكرير أو التحويل للسكر الأحمر المستورد بداية من 1970. وشهد القطاع تحولات على خلفية بروز كوابح، حيث تم تعليق إنتاج السكر الشمندري أي المتأتي من الشمندر السكري في 1982 وفسح المجال لنشاط التكرير أو التحويل الذي شهد تطورا منذ 2002.

وقد شرع في زراعة الشمندر السكري في الجزائر منذ الأربعينيات بولاية سيدي بلعباس خاصة في سفيزف، حيث تم إنشاء وحدة لإنتاج السكر توقفت عن النشاط في 1980.

وكانت التقديرات الإحصائية تشير إلى مستوى واردات للسكر الأحمر والمواد الأولية والمدخلات ما بين مليون و1.5 مليون طن، وتقديرات حاجيات السوق ما بين 2.2 و2.5 مليون طن، مع مستويات استيراد تقارب مليار دولار.

وشرع في إطلاق تدابير وإجراءات لضمان توفير سلسلة الإنتاج بجميع حلقاته، بداية بزراعة المادة الأولية إلى غاية التحويل والإنتاج.

ففي الأربعطاش بولاية بومرداس يتم تجسيد مشروع لتكرير السكر بطاقة إنتاجية تصل 2000 طن يوميا من مختلف أنواع السكر، مع إعلان المجمع العمومي “مدار القابضة” عن استحداث شركة متخصصة في تكرير السكر وإنتاجه وتسويقه أطلق عليها اسم “تافاديس”، مع تحديد تاريخ دخولها في الإنتاج خلال الثلاثي الأخير لسنة 2023. ويقع مقر الشركة الجديدة بالأربعطاش بولاية بومرداس، ويقدر رأسمالها الأولي بـ10 ملايير دينار وتشغل 1200 عامل، وقد تم ضم الوحدة الصناعية بعد إلحاقها بالقطاع العمومي التجاري عبر شركة “مدار” القابضة في أعقاب مصادرتها من طرف العدالة بحكم قضائي نهائي في حق مالكيها السابقين في إطار مكافحة الفساد، إذ كان المصنع من قبل ملكا لمجمّع معزوز. 

فرع إنتاج السكر يشمل عدة وحدات أغلبها من القطاع الخاص، على غرار مجمع “سيفيتال” الذي يحوز قدرة إنتاجية بمليوني طن ومجمع برحال بوهران الذي يحوز قدرة إنتاجية بأكثر من 700 ألف طن، فضلا عن شركة “لاببال” التي تمتلك قدرات إنتاجية بنحو 1000 طن يوميا.

وقد أكد وزير الصناعة، أحمد زغدار، خلال شهر جانفي، أن “الجزائر ستحقق الاكتفاء الذاتي وطنيا في مادة السكر وستتحول إلى بلد مصدر لفائض الإنتاج من هذه المادة عندما يبلغ هذا المشروع مرحلة الإنتاج الفعلي”.

وتمت الإشارة إلى قيام مجمع “مدار” بتحقيق “تجارب ناجحة” بالجنوب الكبير لتوفير المادة الأولية لمصنع الأربعطاش، من خلال زراعة وإنتاج مادة الشمندر السكري التي تحول إلى مادة أولية.

وتم إقرار في 2021 مشروع تطوير زراعة الشمندر السكري في الجزائر بغرض تقليص فاتورة استيراد السكر. ففي أوت 2021، أسدى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء تعليمات بتشجيع الصناعة التحويلية من خلال استحداث وحدات نموذجية على حساب الدولة لإنتاج الشمندر السكري والزيت النباتي قصد تشجيع المستثمرين الخواص. وقد برزت مشاريع نموذجية في عدد من مناطق الجنوب، أعطت نتائج إيجابية في الوادي وغرداية.

وحسب التوقعات فإنه ينتظر في آفاق 2024 أن يتم زراعة 1.2 مليون هكتار من الشمندر السكري في أدرار وورڤلة والوادي وغرداية وبسكرة لإنتاج حوالي 1.8 مليون طن من السكر ودبس السكر والإيثانول.

وفي جانفي من العام الحالي، أعلن مجمّع سيفيتال إطلاق التجارب الأولية لزراعة الشمندر السكري بالجزائر لإنتاج نحو 450 ألف طن من السكر سنويا، وتشمل هذه التجارب دراسة مدى ملاءمة الظروف المتعلقة بالتربة والماء والمناخ نظرا لطبيعة هذه الزراعة التي تتطلب شروطا مناخية خاصة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *