اخبار الأردن

تاريخ جديد يُكتب في الأردن اندماج حزبي الإتحاد الوطني والتيار الوطني في مؤتمر عام طارئ

في قلب العاصمة الأردنية، احتضن المركز الثقافي الملكي حدثًا تاريخيًا مهيبًا اليوم، حيث شهد الجمع الغفير من أعضاء حزب الإتحاد الوطني الأردني انعقاد مؤتمر عام طارئ بغية التصويت على قرار الاندماج بين حزب التيارالوطني الأردني بحزب الإتحاد الوطني الأردني، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود والرؤى لمستقبل سياسي واعد. وفي خطوة تعكس التزامه بالشمولية والاهتمام بجميع شرائح المجتمع، كان حزب الإتحاد الوطني الأردني حريصًا على ضمان وصول رسالته إلى كل فرد، بما في ذلك الصم والبكم. لهذا الغرض، تمت ترجمة فعاليات المؤتمر بأكمله إلى لغة الإشارة بمهارة واحترافية عالية من قبل السيد أسامة الطهراوي، مترجم الإشارة المتميز، مما سمح للمجتمع الأصم بمتابعة النقاشات والقرارات المهمة لحظة بلحظة. هذه اللفتة الكريمة لم تكن مجرد ترجمة للكلمات، بل كانت ترجمة لروح الانفتاح والتقبل التي ينشدها الحزب في كافة أعماله وتوجهاته.

بدأ المؤتمر العام الطارئ لحزب الإتحاد الوطني الأردني بطقوس مهيبة تعبر عن العمق الوطني والروحاني لهذه اللحظة التاريخية، حيث افتتح الحفل بعزف السلام الملكي، إيذانًا ببداية الفعاليات، وتكريمًا للوطن وقائده. تلا ذلك تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أداها بصوته الندي فضيلة الشيخ أحمر العريان، مضفيًا على الجمع نفحات من السكينة والروحانية. هذه البداية العميقة المعنى لم تكن مجرد تقليد تقيدي، بل كانت تعبيرًا عن تجذر الحزب في التقاليد الوطنية والقيم الإسلامية السمحة، مؤكدة على وحدة الهدف والمصير المشترك بين جميع أطياف الشعب الأردني.

الحفل، الذي قدمه الإعلامي كمال نزال، بدأ بكلمات ترحيبية حارة، مؤكدًا على أهمية اللحظة التاريخية التي يشهدها الجميع، معبرًا عن تقديره للحضور الذي غمر القاعة بروح من الأخوة والتفاؤل.

الكابتن زهير الخشمان، النائب الثاني لرئيس المجلس المركزي، أخذ الكلمة بالنيابة عن الكابتن محمد الخشمان، رئيس المجلس المركزي، والذي بدوره افتتح الجلسة بكلمة ترحب بجميع أعضاء الحزب حيث شبه الأعضاء بالعائلة الواحدة، مؤكدًا على أن الاندماج يمثل تحقيقًا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في تحديث المنظومة السياسية وتعزيز الديمقراطية.

الدكتورة ريما العمري، نيابة عن الأمين العام، تحدثت عن الأثر الإيجابي للاندماج على المجتمع الأردني، مشددة على أهمية الوحدة والتعاون لمواجهة التحديات وبناء مستقبل مزدهر للأردن.

بدوره، تطرق السيد بسام محسن، نائب الأمين العام للشؤون المالية، إلى التقرير المالي للحزب، مسلطًا الضوء على نشاطات الحزب ومساهماته في الحياة العامة، وكيف سيعزز الاندماج من قدراته التمويلية والتنظيمية.

السيد سلطان العطين، عضو المكتب السياسي، استعرض مبررات الاندماج، موضحًا الخطوات التي أدت إلى هذه اللحظة الفارقة، وكيف أن الاندماج يمثل خطوة إستراتيجية نحو تحقيق أهداف أكبر وأشمل للحزبين.

بعد ذلك، تم إجراء التصويت على الاندماج وإقرار النظام الداخلي لحزب تيار الإتحاد الوطني الأردني، بإدارة الدكتور طارق أبو الراغب، الذي أكد على الأهمية هذا اليوم كلحظة تاريخية تجسد طموحات وآمال أعضاء كلا الحزبين في تشكيل قوة سياسية موحدة وفاعلة، قادرة على تحقيق التغيير والمساهمة بشكل ملموس في مسيرة التطوير والتحديث الوطني.

بعد إجراء التصويت، جاء دور السيدة سجى القاضي، ممثل الهيئة المستقلة للانتخابات، للإعلان عن نتائج التصويت، حيث أعلنت عن موافقة الغالبية العظمى على الاندماج، في خطوة تاريخية تعكس الرغبة الجماعية في العمل تحت مظلة واحدة وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف المشتركة.

أختتم المؤتمر بكلمة مؤثرة من الإعلامي أسعد خليفة، عضو المعلن، الذي أشاد بالجهود المبذولة من الجميع لجعل هذا الاندماج حقيقة. كما أكد على أن حزب تيار الإتحاد الوطني الأردني يقف اليوم كشاهد على القدرة على تجاوز الاختلافات من أجل مصلحة أعلى، وهي مصلحة الوطن والمواطن.

الحضور، الذي شمل شخصيات سياسية بارزة، أكاديميين، نشطاء مجتمعيين، وممثلين عن مختلف شرائح المجتمع، أبدى تفاؤلًا كبيرًا بهذا الاندماج، معتبرينه بداية لمرحلة جديدة من التعاون والعمل الجماعي لتحقيق الرفاهية والتقدم للأردن.

في الختام، يمكن القول إن مؤتمر الاندماج بين حزب الإتحاد الوطني الأردني وحزب التيار الوطني الأردني لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان لحظة فارقة تعكس عمق الإدراك لأهمية الوحدة والتعاون في مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق للأردن. الأيام القادمة ستشهد على الأثر الإيجابي لهذا الاندماج، ليس فقط على الساحة السياسية بل على المجتمع الأردني بأسره، مع توجهات واضحة نحو تحقيق الإصلاح والتنمية المستدامة.

اضافة اعلان

 


 

 




 




 




 

 




 

 

اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *