اخبار السودان

السودان وافاق المستقبل

د.صالح جبريل حامد

١٣/٢/٢٠٢٤

بسم الله الرحمن الرحيم

السودان وافاق المستقبل

قال رسول الله(ص)،” عجبا لأمر المؤمن ان امره كله خير، وليس ذاك لاحد الا للمؤمن، ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له، وان إصابته ضراء صبر فكان خيرآ له”.(صحيح مسلم).

جاء هذا الحديث فى صياغ ان الذى اصاب السودان خيرآ لاشك فى ذلك،وبالتالى عندما تضع الحرب اوزارها لابد من خطوات تنظيم جادة تتمثل فى المحاور التالية:

المحور الاول:

١/ صياغة استراتيجية لمدة خمسة

وعشرين عاما تستوعب كل أهداف الألفية ٢٠٣٠م، بل وتتعداها فى الشمول والبعد والرؤيا على ان تستوعب كل الموارد المادية والبشرية تحت شعار السودان يقود العالم فى تحقيق اهداف التنمية المستدامة والتطور والنماء.

٢/تقسيم هذه الاستراتيجية إلى خمس استراتيجيات خمسية، كل استراتيجية تشمل محاور بمؤشرات واضحة فى شكل مصفوفة قابلة للقياس، يتم القياس مرتين فى العام  بواسطة مركز الدراسات الاستراتيجية.

٣/الاستراتيجية عبارة عن استراتيجيات الوزارات والمؤسسات، تبدأ بالخطة السنوية،الخمسية، ثم الاستراتيجية طويلة المدى بإشراف مركز الدراسات الاستراتيجية.كل وزارة تصمم خطتها الاستراتيجية حسب مجال عملها من خلال مؤشرات قياس محددة ومصفوفة متعارف عليها مع مركز الدراسات الاستراتيجية. يتم تقييم خطة الوزارة او المؤسسة كل ثلاثة أشهر داخليا وكل ستة أشهر بواسطة مركز الدراسات الاستراتيجية،اذا كانت نتيجة التقييم اقل من ٧٠% بدون مبررات  مقنعة يتم استبدال المسئول الأول بالوزارة أو المؤسسة.

المحور الثانى:

تاسيس مركز متكامل للدراسات الاستراتيجية والتطوير يضم كل التخصصات من الخبراء السودانبين فى المجالات ذات الصلة بالابداع والتطوير.

المحور الثالث:

الموارد وتنقسم الى قسمين، الموارد البشرية والموارد المادية.

١/الموارد البشرية تضم التعليم  النظامى والتدريب. التعليم النظامى لابد من صياغة منهج من قبل المدرسى وحتى المستوى الجامعى بواسطة خبراء سودانيين

متخصصين فى صياغة المناهج، لأنه لابد من تنشئة جيل جديد متسلح بالعلم والانتماء والأخلاق الفاضلة.

التعليم التقنى والتقانى لابد من الاهتمام بالتعليم التقنى والتقانى من قبل المدرسى حتى يتمكن السودان من استيعاب كل الاجيال بما فيهم الفاقد التربوي عبر نوافذ التدريب المهنى والاكاديميات المتخصصة.

التدريب، الاهتمام بالتدريب فى كل المجالات من مستوى المواطن فى الريف بغض النظر عن النوع، والاهتمام بالارشاد الريفى لتطوير الانتاج والانتاجية.

تدريب العمالة فى الخدمة المدنية لتطوير الاداء بناء على مؤشرات قياس محددة فى كل وزارة أو مؤسسة.

القسم الثانى: الموارد المادية والتى تتمثل فى القطاع الزراعى بشقيه(النباتى والحيوانى)،لابد من تاسيس قطاع صناعى يستوعب المواد الخام من هذين القطاعين،على ان  تكون المنتجات الصناعية بالجودة التى يتطلبها السوق العالمى.

الموارد المعدنية، لابد من الاهتمام بالموارد المعدنية وصيانتها من استغلالها بواسطة ضعاف النفوس، على ان يكون الاستثمار فى هذا المجال شراكة بين القطاع الخاص السودانى والأجنبي مع وضع الضوابط التى تحكم العلاقة مع تحجيم الإستثمار الحكومى فى هذا المجال الا فى نطاق محدود بفهم استراتيجى.

المحور الرابع:

القطاع المالى والمصرفى:

القطاع المصرفي هو روح الاقتصاد فى اى بلد والسودان ليس استثناء. هذا القطاع يحتاج لاعادة هيكلة ودمج حتى يقوم بالدور المنوط به فى الاقتصاد القومى. المصارف السودانية عبارة عن كم وليس كيف،حيث انها تعانى  من ضعف رساميلها.  ورد الدمج فى السياسة النقدية والتمويلية التى أصدرها البنك المركزى  للعام ٢٠٢٤م. هناك  فقرة فى السياسة  تنص على دمج المصارف حتى يتم تحسين نسبة كفاية راس المال وزيادة الكفاءة التشغيلية لهذه المصارف بجانب تطوير النظم المصرفية وكفاءة الكادر العامل مع مراجعة منشور حوكمة المصارف ٢٠/٥ واعادة النظر فى الكفاءة الادارية والمنهنية لاعضاء مجالس الادارات. عدد المصارف ٣٨ مصرفا يمكن تقليصها إلى النصف او اقل بناء على تحليل مهنى عال المستوى حتى تتمكن من إعادة مكانة السودان مع القطاع المصرفي العالمى خاصة أن الفترة القادمة هى فترة بناء السودان الجديد وسوف تجتاح السودان عدد من الشركات العالمية التى تشترك فى عطاءات اعادة التعمير.

المحور الخامس:

البنيات التحتية:

البنيات التحية فى السودان اصابها الدمار والخراب نتيجة للمنهجية التى اتبعتها قوات التمرد، بالتالي لابد من تصور جديد لاعادة التعمير بمواصفات عالية الجودة بالاعتماد على نظام البوت(نظام تعاقدى)، التعمير يطال كل المؤسسات التى دمرت بجانب الطرق وقطاع الصرف الصحى والمرافق الخدمية بمجاميعها تدرج فى الخطة الاستراتيجية الشاملة. لابد أن يتغير وجه الخرطوم خاصة الطرق،الصرف الصحى،إكمال المطار الجديد بمواصفات عالمية عالية الجودة.اعادة تخطيط المدن والاحياء على نسق التمدد الراسى. هذا النهج يجب أن يتبع فى كل المدن السودانية حتى تتاح الخدمات للجميع. الاهتمام بقطاع الاتصالات لما له من اهمية فى تثقيف سكان الريف. لابد ان تتوفر الخدمات الضرورية لسكان الريف خاصة الصحة ، التعليم والمياه النظيفة.

المحور الخامس:

نظام الحكم:

السودان بلد غنى بموارده، لكن الفقر سببه عدم الاستغلال الأمثل للموارد لضعف(ضعف الانتماء والولاء للوطن، الفقر المعرفى،الفساد المهنى )

النخب التى تعاقبت على حكم السودان لأنها مولود خداج لاحزاب فاقدة للانتماء الوطنى ومهترئة البناء.

الاستراتيجية المشار إليها تنفذها حكومة خبراء سودانيين مشهود لهم بالكفاءة المهنية والنزاهة حتى تاسس لسودان الغد الذى يقود العالم.

هذه الحكومة يحرسها جيش قوى يمتلك ناصية التطور العسكرى ومواكب للتطور فى التسلح والتقانات العسكرية المعاصرة،دراء لأى مغامرات طامعة فى موارد السودان.

هذه المحاور الخمس تحتاج لتفصيل لان كل محور عبارة عن برنامج عمل تنموى متكامل وشامل يقود لبلوغ هدف الترقية الحضرية لسودان الغد.

د.صالح جبريل حامد

دكتوراة فى التخطيط التنموى،جامعة الخرطوم، خبير مصرفى. الزمالة المهنية فى التمويل الاسلامى من الجامعة الماليزية الإسلامية العالمية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *