اخبار المغرب

طفل مغربي يستعد لتسلق قمة القوقاز

رغم أن عمره لا يزيد عن 13 سنة، يواصل البطل يوسف التازي مطاردة شغفه المرتبط أساسا بتسلق الجبال، حيث سبق له أن خاض تجارب دولية تمكن خلالها من تسلق قمم تظل من أعلى القمم بالعالم.

آخر إنجازات البطل المغربي تتعلق بتسلقه قبل أقل من ثلاثة أشهر أعلى قمة جبلية بأفريقيا، هي قمة كيليمنجارو بتنزانيا، التي تعد من أعلى القمم السبع في العالم، حيث يصل ارتفاعها إلى 5898 مترا، وقد استغرق منه الأمر 5 أيام في ظل إكراهات برودة الطقس وقلة الأوكسيجين.

تسلق جبل كيليمنجارو ليس الإنجاز الوحيد الذي بصم عليه يوسف، بل سبق له أن تسلق قمما أخرى، ضمنها قمة جبل آرارات التركية، التي يبلغ ارتفاعها 5165 مترا، خلال شهر غشت الماضي، والتي انضافت إلى قائمة القمم الجبيلة التي تسلقها، والتي تزيد عن 37 قمة جبلية داخل المغرب وخارجه، منها ما يتجاوز ارتفاعها 4 آلاف متر، وضمنها قمة جبل توبقال الأعلى بالمغرب.

بعد محطة كيليمنجارو، التي نجح في تسلقها خلال شهر يناير الماضي، يعود يوسف رفقة أبيه عمر التازي إلى ميدان المغامرة من جديد، حيث يستعدان لتسلق جبل إلبروس الموجود بسلسلة جبال القوقاز بروسيا، والذي يبلغ ارتفاعه 5642 مترا. وسيشرع الاثنان في تسلق هذه القمة ما بين 25 و5 يوليوز المقبل.

وفي تعليقه على الموضوع، قال عمر التازي، والد الطفل يوسف، إنه حرص على اصطحاب ابنه معه خلال خرجاته إلى الجبال منذ سن مبكرة، حيث تمكن من تسلق قمة بوهدلي بالمنتزه الوطني لتازكا وعمره 4 سنوات. وأضاف أنه منذ ذلك الوقت وهو مستمر في مشواره، حيث استطاع تسلق قمم مختلفة بجبال الأطلس، سواء بالريف أو الأطلس المتوسط أو الصغير.

وتابع التازي، في تصريح لهسبريس، قائلا: “يوسف استطاع تحقيق رقم جد مهم، حيث لم يكن عمره يتعدى 10 سنوات حين تسلق قمة جبل توبقال، وهو منذ سنتين شريك لي في مهام تسلق الجبال، داخل المغرب وخارجه، ولديه رغبة جامحة في مواصلة هذه المغامرة”.

المتحدث ذاته، الذي يعد بدوره متسلقا هاويا، أوضح أن “هنالك اشتغالا ثنائيا على التدرج، حيث بمجرد الانتهاء من قمم 4 آلاف متر فكرنا في قمم يصل علوها إلى 5 آلاف متر، ومن ثم جاءت الفكرة لتسلق جبال آرارات، قبل أن نصل إلى تسلق جبل كيليمنجارو الذي يقترب من 6 آلاف متر”.

وأكد التازي حرصه المستمر على تتبع الحالة الصحية لابنه يوسف، مشيرا إلى أنه “عادة ما يتم الاستشارة مع أخصائيين في الطب الرياضي والتغذية بالمملكة، غير أنه يكون هنالك تفاوت في الأجوبة، مما يضطرنا إلى التشاور مع ممارسين مغاربة، كما حدث خلال محاولة تسلق جبل كيليمنجارو بتنزانيا في يناير الماضي”.

ولفت الأب إلى أن ابنه “يظل تقريبا أصغر متسلقي قمم تاشديرت، بويكنوان، تاضات، أيور، أنكور، سيروا، بيكنوزن”، لافتا إلى أن “الاستمرار في تسلق الجبال يقتضي مواصلة التداريب على طول السنة، وهو أمر جد مكلف زمنيا وماديا، ويحتاج إلى ضبط الجدولة”.

من جهته قال يوسف إن “المسألة تتعلق أساسا بشغف وموهبة كذلك”، مشيرا إلى أنه “ما إن يتم الانتهاء من قمة حتى يتم التفكير في أخرى، سواء داخل المغرب أو خارجه، حيث تمكنت من تسلق 7 قمم مغربية تزيد عن 4 آلاف متر”.

وأضاف يوسف، في تصريح لهسبريس، أن “هنالك مداومة على التداريب من خلال حصص الجري وركوب الدارجات، مع الحرص على الاستشارة مع الأخصائيين في الطب لتتبع صحتي، مما سيمكنني من تسلق جبال أخرى”، معربا عن فخره بكونه من أصغر المتسلقين المغاربة الذين تمكنوا من تسلق كل هذه القمم الجبلية.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *