اخبار

جزر الإمارات المحتلة.. هل تُعرقل جهود التطبيع بين إيران ودول الخليج؟ وطن

Advertisement

وطن رغم وصول العلاقات بين إيران ودول الخليج إلى مرحلة اتساق وتفاهم غير مسبوقة في الفترة الأخيرة، بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم وفرضت وضعية التصالح على الجميع، إلا الأزمات بين طهران ودول الخليج لا تزال تطفو على السطح، سواء ما يتعلق بحقل الدرة مع الكويت، أو الجزر الثلاث مع الإمارات.

وفي هذا السياق يشار إلى أنه خلال الفترة الأخيرة، عادت قضية الجزر الثلاث، إلى تصدر المشهد مجددا، وأطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات بحرية في وقت سابق من أغسطس الجاري، بهدف “إظهار الاقتدار والاستعدادات الدفاعية القتالية للقوة البحرية للحرس الثوري في حماية أمن الخليج والجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، وهي (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).

أزمة إيران ودول الخليج

كما أن هذه المناورات جاءت متبوعة بتهديدات أطلقها المتحدث باسم هيئة الأركان الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، لمن سماهم “الطامعين في الاستيلاء على الجزر الثلاث”، في تهديد ضمني لدولة الإمارات، التي تتنازع مع جارتها إيران على تلك الجزر.

وقال شكارجي إن هؤلاء الطامعين “يجب أن يروا جانبا من سلاحنا لكيْلا يرتكبوا خطأ في حساباتهم”، وفقا لوكالة تسنيم الإيرانية.

وجاءت المناورات والتصريحات الإيرانية، ردا على بيان لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في، يوليو الماضي، تناول التأكيد على “مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بأن الجزر “تابعة لإيران، إلى الأبد” معتبرًا أن “إصدار تصريحات كهذه يقف بوجه العلاقات الودّية بين إيران وجيرانها”.

وطرح البعض تساؤلات حول قضية الجزر الثلاث بين الإمارات وإيران، وإمكانية أن تعرقل مسيرة التطبيع الأخيرة بين طهران والدول الخليجية والعربية، وتعيد العلاقات إلى نقطة الصفر.

أزمة إيران ودول الخليج

هل تعرقل الجزر المحتلة عملية التطبيع الخليجي مع إيران؟

وفي تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، اعتبر محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، أن الأزمة التي تفتعلها دول الخليج خاصة الإمارات في موضوع الجزر الثلاث هي أزمة تحت الطلب، تخرج عندما تحتاج الإمارات أو بعض الدول الخليجية استثمارها سياسيًا في أماكن معينة، حيث تظهر وقتها وتبرز بشكل كبير ويتم استغلالها ضد طهران، فيما لا نسمع عنها في الأوقات التي تكون الأجواء فيها إيجابية بين طهران والإمارات ودول الخليج بشكل عام.

وتابع “غروي” أن هذه الدول تضع ملف الجزر جانبًا عندما ترى أنه من المناسب عدم الحديث عنه، بينما تظهره للعلن في خضم المشاكل والأزمات السياسية.

كما يرى أن الأجواء الإيجابية التي سادت المرحلة السابقة بين إيران والسعودية والإمارات “لا تدفع هذه الدول لتجعل من أزمة الجزر قضية محورية، وبالتالي لن تقف عائقًا أمام عملية التطبيع بين طهران وهذه الدول، حيث أدركت ولو متأخرا أن هناك ضرورة لوضع المسائل الخلافية جانبًا، خاصة أن هذه الأزمة باتت من الماضي، وبات واضحًا أنها تتبع إيران”.

وأوضح المحلل الإيراني أن الإمارات والسعودية “تعرفان جيدًا أن هذه الإشكاليات والملفات الخلافية لن تحل أي قضية بل تعرقلها، وأن المنطق يحتم على الجميع تخطيها لما هو أكبر وأوسع”، مؤكدًا أن ما يجمع طهران وأبو ظبي أكبر من هذه الأزمات، خاصة أن حجم التبادل التجاري والتداول الاقتصادي بينهما كبير جدًا ومتزايد.

كما استبعد أن تتخذ أزمة الجزر مجالا سلبيًا في قضية التطبيع بين إيران والإمارات، إلا إذا حدث تدخلا خارجيًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لعرقلة إعادة العلاقات الإيجابية بين طهران من جهة وأبو ظبي والرياض.

جزر الإمارات المحتلة
جزر الإمارات المحتلة

تحالف كبير وسط نظام عالمي جديد

من جانبه، قال حسن إبراهيم النعيمي، المحلل السياسي الإماراتي إنه منذ تأسيس دولة الإمارات وهي تحتفظ بحقها القانوني في الجزر الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، وذلك بعد أن احتلتها إيران بالقوة العسكرية بعد عقد اتفاقية مع الاحتلال الإنجليزي مقابل التنازل عن مطالباتهم في البحرين.

واعتبر “النعيمي” في حديثه لـ “سبوتنيك”، أن المعاملات التجارية الفعالة والاستيراد والتصدير من إيران إلى دول المنطقة، وخاصة الإمارات والتي تعمل بدون أي عوائق “لا تلغي حق الإمارات في المطالبة باستعادة هذه الجزر”.

ويستبعد المحلل الإماراتي أن تؤثر قضية الجزر على التقارب ما بين إيران والإمارات أو مع دول الخليج بشكل عام “حيث هناك تحولات جيوسياسية وتشكل جديد لنظام عالمي، والدول في حركة دائمة من أجل الاستقطاب”.

وقال النعيمي إن هذا التحول قد يدفع لأن تكون دول المنطقة برمتها بما فيها إيران تتمحور في تحالف واحد كبير، مما يسهل التوصل إلى حل سلمي مستقبلي من خلال المفاوضات المباشرة وتوسط الحلفاء الكبار والمؤثرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *