تلقى فريق اتحاد الجزائر، سيلا جارفا من رسائل المساندة والتضامن من طرف الهيئات والأندية الجزائرية، بعد الأزمة التي حاول نادي نهضة بركان المغربي افتعالها منذ وصوله صبيحة الجمعة الماضي إلى مطار هواري بومدين، استعدادا لخوض نصف نهائي كأس الكونفدرالية، محاولا إخراج المقابلة عن طابعا الرياضي وتسييسها، من خلال مناورة بائسة سعى فيها لرفع شعار سياسي بوضع خريطة المغرب الوهمية على القميص بضم الأراضي الصحراوية المحتلة.
في ظل الموقف المخزي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي منح، أول أمس السبت، الضوء الأخضر للنادي المغربي من أجل موصلة اللعب بقميص “العار”، برسالة عبر البريد الإلكتروني ممضاة من قبل عضو لجنة المنافسات الخاصة بالأندية في الكاف، المصري عماد شنودة، خرجت الأسرة الكروية الجزائرية عن صمتها وأعلنت صراحة دعمها ومساندتها للاتحاد الذي تعرّض لحملة تشويش، كما عبّرت عن تبنيها الموقف نفسه الذي تبنّته الدولة الجزائرية، برفض إقحام الرياضة في الأمور السياسية والدينية.
كشفت الأزمة التي حاول فريق نهضة بركان افتعالها، بإيعاز من “المخزن”، مدى تماسك وتضامن الأسرة الجزائرية، من خلال الوقوف وقفة رجل واحد ضد “خزعبلات” المغرب. فوضع الجزائريون كل الحساسيات والخلافات السابقة جانبا وتوحّدوا في صف واحد لقول “لا” لتسييس كرة القدم ونصرة للمظلوم وللسيادة الوطنية.
وقبل أقل من أسبوع عن مواجهة واعدة في نصف نهائي كأس الجزائر، عبّرت إدارة شباب بلوزداد عن دعمها ومساندتها لمنافسها اتحاد الجزائر وتبنّت موقف الدولة الجزائرية، من خلال بيان صدر على الموقع الرسمي للنادي البلوزدادي، أول أمس السبت، جاء فيه “على الرغم أنه منافسنا في نصف نهائي كأس الجزائر الأربعاء القادم، يعلن شباب بلوزداد عن تضامنه التام مع نادي اتحاد العاصمة المقبل على خوض نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية. على ضوء الأحداث الطارئة في الساحة الرياضية ومحاولة نادي نهضة بركان المغربي استعمال بعض الأساليب البعيدة كل البعد عن الأخلاقيات والمبادئ التي تقوم على أساسها لعبة كرة القدم”.
وذكر بيان شباب بلوزداد، أن بعثة نهضة بركان تعمدت إظهار ملصقات ذات طابع سياسي على قمصان النادي لافتعال أزمة قبل خوض مباراة ذهاب الدور نصف النهائي المقرر إجراؤها بالجزائر.
من جهته، ساند الغريم التقليدي للاتحاد فريق مولودية الجزائر، ممثل الجزائر في كأس الكونفدرالية، من خلال بيان جاء فيه “يعلن نادي مولودية الجزائر وعميد الأندية الجزائرية، عن مساندته المطلقة للنادي الجار اتحاد العاصمة المقبل على خوض غمار ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وذلك على خلفية المحاولات البائسة للزجّ به في متاهات سياسية بعيدة كل البعد عن الأهداف النبيلة للرياضة، كما تشجب إدارة “العميد” الممارسات التي حاول نادي نهضة بركان اللجوء إليها فور وصوله إلى مطار الجزائر الدولي، من خلال استعمال شعارات سياسية على قميص الفريق لخوض منافسة قارية رسمية، وهو ما يتنافى مع لوائح الإتحاد الإفريقي لكرة القدم وكذا الإتحاد الدولي “الفيفا”.
وهو الموقف نفسه الذي تبناه فريق شبيبة القبائل الذي أدان بشدة خرجة نهضة بركان المغربي، حيث تضمّن البيان “يدين نادي شبيبة القبائل بشدة استعمال الأعمال السياسية في المجال الرياضي، بهدف استفزاز الجزائر ومؤسساتها الرياضية التي استقبلت ضيوفها الرياضيين بكل احترام ..لا يمكن لشبيبة القبائل أن تظل صامتة أمام مثل هذا الاستفزاز الذي يمثّل مناورة يائسة وغريبة عن المبادئ واللوائح الرياضية”.
كما اعتبرت إدارة شبيبة القبائل، أن العمل الذي قام به ممثل الكرة الغربية غير مقبول ولا يشرّف أصحابه ولا المحرّضين عليه، يلحق ضررا بالغا بالأخلاق الرياضية دعت الهيئات الدولية إلى حمايتها، كما أكد النادي القبائلي دعمه الثابت لاتحاد الجزائر.
وفي نفس السياق، تبنّت إدارة مولودية وهران ووفاق سطيف وباقي الأندية المحترفة، موقف مساند لاتحاد الجزائر بعبارات التنديد والاستياء من خرجة نهضة بركان. ولم يقتصر الأمر على نوادي النخبة، بل حتى باقي أندية الهواة ضمّت صوتها لصوت الاتحاد، على غرار غالي معسكر ورائد القبة واتحاد الحراش ووو.
من جهتها، أصدرت رابطة كرة القدم المحترفة بيانا جاء فيه “تبعا للممارسات والأساليب غير الرياضية والدنيئة التي لجأ إليها منافس اتحاد الجزائر بإيعاز من نظام المخزن قبل المقابلة، عبّرت الرابطة الوطنية لكرة القدم, عن أسفها لمثل هاته “الممارسات اللارياضية”، مؤكدة “دعمها الكامل لنادي اتحاد الجزائر في أي قرار يتخذه من أجل الحفاظ على مصلحة الفريق والجزائر وضد كل محاولات الخروج عن القوانين واللوائح الدولية لكرة القدم وضد استعمال أساليب بعيدة كل البعد عن المبادئ والأخلاق الرياضية”.
الهبة التضامنية التي عبر عنها الفاعلون في كرة القدم الجزائرية بعد “مسرحية” نهضة بركان، تركت انطباعا حسنا لدى الجزائريين، من خلال ردود فعل الإيجابية التي عبّروا عنها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، متناسين كل الحساسيات التي كانت بين الأنصار والنوادي في السابق.
