اخبار

الـقـائــمـــة.. غسان زقطان سما الإخبارية

ثمة قراءة جديدة، أكثر دقة ونزاهة، لقائمة أعداء فلسطين تتشكل منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، قراءة تحت النار لمنكري النكبة الفلسطينية بمراحلها الممتدة منذ مطالع القرن الماضي، معسكر الاعتقال والقتل والتهجير الذي تواصل من صبيحة دخول الجنرال البريطاني ألنبي إلى القدس والتقاط تلك الصورة الشهيرة للجنرال وأرتال جنوده المشاة الذين وصلوا المدينة في استعراض بالأبيض والأسود، وحتى حصار رفح والتلويح باجتياحها الذي يتراكم الآن، في مزيج من التهديد والابتزاز والبحث عن صورة لـ”نتنياهو” وجيشه، صورة لن تحدث، ولن تنقذ نتنياهو ولا فكرة اسرائيل على أرض فلسطين.
على الأرض، تتشكل صورة مختلفة تماما لجيش دموي ومرتبك، يقوده فاشيون و”مجتمع” تحول إلى قبيلة من حاملي السكاكين، تقود الجميع نزعة لا خلاص منها للقتل و”الانتقام”، في عمق الصورة يتراكم الخوف من هشاشة الفكرة وتبدد الثقة التي أضيفت لها عبر عقود من العنف والتحريض والأسلحة والرواية الدعوية حول فرادة التجمع الطارئ وثقافة تفوقه العرقي.
في الدائرة الأوسع، يتحلق الدعاة والآباء المرتجلون والكهنة الذين يتكئون على أساطير رثة بانتظار معجزات لا تحدث ونبوءات لا تتحقق، ويواصلون تغذية الوحش بالرسائل والطلقات والسكاكين والمكملات بأصنافها، ويمنحون الجريمة الممتدة صفات الفضيلة.
الوجوه المقنعة في الدائرة لم تعد مجرد لغة متحايلة وأصوات غائمة، هي تخوض حربها دون أقنعة إلى جانب فكرة الاحتلال التي تتجاوز جغرافية فلسطين لتتحول إلى مظلة سوداء تغطي المنطقة، ثمة أسماء وملامح الآن، ثمة أيدٍ تمتد لتطعن المكان وتحاصر الفلسطينيين وتدفعهم نحو آلة القتل مجردين من كل شيء، سواء عبر جسر الذخائر الذي لا يتوقف لجيش الاحتلال وحتى منع الطبيب غسان أبو ستة من التحدث إلى مجلس الشيوخ في فرنسا مرورا باقتحام الجامعات واعتقال الطلبة وتهديد قضاة المحاكم الدولية ومنع الماء والغذاء والأدوية وتعويم الجريمة.
هناك أسماء ووجوه الآن، يمكن وضع الأسماء في قائمة، ووضع صفاتها ومواقفها وتصنيفها، لن تنتهي “الحرب”، وستليها حروب كثيرة، وستكون مطاردة هؤلاء المشهد الرئيس في الأيام التالية “للحرب”، علينا ألا نسمح لأي منهم بالنجاة، سيكون هناك ما يكفي من الوقت لمطاردتهم في أسرتهم وعلى شواهد قبورهم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *