اخبار

الأرصاد تكشف السبب وراء ارتفاع درجات الحرارة وموعد انتهاء الموجة

صرحت هيئة الأرصاد الجوية إنه اعتباراً من اليوم الأحد، هناك ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة على كافة الأنحاء بقيم تتراوح من 2 إلى 5 درجة مئوية.

وكشفت الأرصاد السبب وراء ذلك، إلى امتداد مرتفع جوى على شمال المملكة العربية السعودية يعمل على امتداد منخفض البحر الأحمر الذى يمدنا بكتل هوائية دافئة نهاراً.

بالإضافة إلى التأثر بوجود مرتفع جوى فى طبقات الجو العليا يسيطر على أجواءنا بشكل كبير وخاصة خلال الأيام القادمة مما يؤدى إلى ارتفاع فى درجات الحرارة.

وأكدت هيئة الأرصاد الجوية أن هذه الأجواء تستمر  حتى نهاية الأسبوع الحالى لتكون ذروة الارتفاع فى درجات الحرارة من يوم الثلاثاء الموافق ٢٨ فبراير حتى يوم الخميس الموافق ٠٢ مارس. 

 

أما بالنسبة لدرجات الحرارة المتوقعة:

القاهرة الكبرى والوجه البحرى ٢٢ درجة مئوية .

السواحل الشمالية ٢٢ درجة مئوية .

شمال الصعيد ٢٤ درجة مئوية.

جنوب سيناء ٢٥ درجة مئوية.

جنوب الصعيد ٢٧ درجة مئوية.

وتبقى الظاهرة المؤثرة صباحا هى الشبورة المائية على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية.

كما تنشط الرياح على مناطق من أقصى غرب البلاد تكون مثيرة للرمال والأتربة أحيانا  .

وطالبت الأرصاد من المواطنين عدم الأنخداع بهذا الارتفاع فى درجات الحرارة لتجنب الإصابة بنزلات البرد وخاصة أننا مازلنا فى فصل الشتاء.

 

لقد مر عام على اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية، وهى فترة لم تكن كافية لحسم نتائج الحرب، أو حتى استشراف مآلاتها بوضوح، لكنها مع ذلك كانت كافية لاستخلاص الكثير من الدروس والعبر.

 

وفى الأيام القليلة الفائتة، كان هناك عدد كبير من المقالات والتحليلات التي نُشرت في وسائل إعلام عديدة لكتاب ومحللين وباحثين في مراكز التفكير، تحت عناوين متشابهة، تتحدث في مجملها عن دروس تم استخلاصها من هذه الحرب، التي امتدت آثارها السلبية لتشمل بقاعًا مختلفة من العالم.

 

وفيما كان تركيز معظم تلك التحليلات منصباً على الجوانب الاستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي أثرت في الحرب وتأثرت بها، فإن السطور المقبلة ستسعى إلى التركيز على الجوانب الإعلامية لتلك الأزمة، والدروس المستفادة منها.

 

وفى هذا الصدد، يبدو أن أحد أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من الحرب الروسية- الأوكرانية يكمن في تأكيد قدرة الإعلام على أداء دور مؤثر وحيوى في مسار النزاعات والحروب الدولية، وهو دور بدا مكافئاً، إلى حد كبير، لأدوار الأدوات الصلبة.

 

أما الدرس الثانى، فيتعلق بالتأكيد على قابلية البنية الإعلامية الدولية الكبيرة للتأثر بالأخبار المُضللة، سواء في النظم الإعلامية المنفتحة أو الشمولية.

 

فقد حفلت التغطيات المواكبة للأزمة بطوفان من الأخبار والفيديوهات والصور الكاذبة التي تملأ المنصات، وتحرف الجمهور عن الحقائق، بموازاة عشرات من قرارات المنع والحظر التي تبارى الجانبان الروسى والغربى في اتخاذها في حق وسائل الإعلام.

 

ويتعلق الدرس الثالث المُستخلص من التفاعلات الإعلامية المواكبة للأزمة الأوكرانية في أن المراكز الإعلامية الفعّالة القائمة بالفعل (مثل منظومة الإعلام الغربى القوية) أكثر قدرة على التأثير في مجريات الحرب والصور الناشئة عنها، في وقت تبدو فيه قدرة المراكز الضعيفة وغير النافذة (مثل المنصات التابعة للجانب الروسى) مثيرة للشفقة. وسيعزز ذلك فكرة أن صناعة الإعلام يجب أن تُبنى على استثمار استراتيجى طويل الأمد، بما يُمكّنها من تلبية الاستحقاقات المُلحة عند اندلاع الأزمات، إذ يصعب جداً تحقيق الاختراق على هذا الصعيد عبر استخدام وسائط مُستجدة أو تعوزها المصداقية والسمعة.

 

وأما الدرس الرابع فيتصل بأن السيادة الوطنية على المجال الإعلامى مازالت قوية وفعّالة فيما يخص منظومة الإعلام «التقليدى» فقط، إذ ما زال بوسع العديد من دول العالم أن تحظر الوسائل «التقليدية» غير المرغوب فيها في أراضيها حتى يومنا هذا، لكن معظم نطاق «الإعلام الجديد» لايزال مجالاً حصرياً للسيادة الأمريكية، التي تمتلك الوسائل اللازمة لحمل مشغلى وسائط «السوشيال ميديا» الرائجة على التصرف وفق المنظور والمصلحة الأمريكيين. وستكون العبرة المُستخلصة من هذا الدرس مُجسدة في ضرورة العمل المُنسق والدؤوب للحد من السلطة الاحتكارية والإدارة الانتقائية المُسيسة لمشغلى الوسائط الرائجة على الصعيد العالمى.

 

ويأتى الدرس الخامس ليلقى بظلال قاتمة على حرية الإعلام، إذ اتضح أن الجانبين المتصارعين لم يوفرا أي جهد ممكن لتطويع المؤسسات الإعلامية، أو تقييد الرسائل الفردية المناوئة، عبر الاستخدام المتفاوت لأدوات الحظر والحجب والقوانين الجنائية.

 

وفى كل الحالات التي تم الجور على حرية الإعلام فيها كانت الادعاءات جاهزة بخصوص «الأمن والسلامة» أو «منع التضليل» أو «المعاملة بالمثل»، وهى الادعاءات ذاتها التي استخدمها المتحاربون في حروب القرن الفائت لتسويغ سياساتهم المُقيدة لحرية الإعلام.

 

فقد كان مفهوماً مع الأيام الأولى لاندلاع الحرب أن تلجأ روسيا، التي تعتمد نظاماً شمولياً مغلقاً على الصعيد الإعلامى، إلى حظر الرسائل المناوئة، وإلزام وسائل الإعلام المختلفة بتبنى وصف محدد للحرب باعتبارها «عملية عسكرية خاصة»، وتوقيف عمل المنصات الغربية. لكن ما لم يكن مُستساغاً أن تقوم الدول الغربية، المعروفة تقليدياً بمناصرة حرية الإعلام، بإجراءات مماثلة تجاه وسائل الإعلام الروسية.

 

وبموازاة تلك الإجراءات التقييدية للصوت الإعلامى الروسى في الغرب، فقد لجأت الحكومات الغربية أيضاً إلى الضغط على الشركات المشغلة لوسائط «التواصل الاجتماعى» لكى تؤطر التفاعلات الجارية عبرها، بما يحجب الدعاوى الروسية، ويشجع أنماط الهجوم التي تستهدف الموقف الروسى أو الكرملين وقيادته أو حتى

الروس أنفسهم.

 

ويبدو أن تلك الحرب، التي أتمت للتو عامها الأول، نجحت في إلقاء الضوء على جوانب مختلفة في الحالة الإعلامية العالمية المصاحبة للنزاعات الكبرى، والأرجح أنها ستنجح في كشف المزيد من الحقائق وإعطاء المزيد من الدروس في قادم الأيام.

 

المقال/ د.سامي عبدالعزيز

المصري اليوم

 

كان يوم الخميس ١٧ نوفمبر الماضى هو آخر الأيام التى كتب فيها محمد أبوالغيط يومياته مع المرض الخبيث قبل أن يتوفاه الله يوم الإثنين الخامس من ديسمبر. فاتِحَتُه فى ذلك اليوم الأخير من الكتابة «هواء! أبحث عن ذرة هواء واحدة لا أجد! أشعر بضيق تنفس، فأرسل رسالة لأمى أطلب منها أن تدعو لى أن يفرج عنى».

 

القصة جاءت فى كتابه أو روايته «أنا قادم أيها الضوء» (دار الشروق)، التى تضمنت يومياته التى بدأ فى تفصيلها اعتبارا من ٢٨ يوليو ٢٠٢١، ومن وقتها بدأ عملية منتظمة مسجلا فيها آلامه الرهيبة، وأدويته المُرة، وعلاجه المؤلم.

 

ووسط كل ذلك كان يقلب العالم وكأنه يرى من زجاج شفاف.. هى نوعية ليست جديدة من الكتابة الأدبية، ولا حتى عندما تعلقت بمرض السرطان، ولكنها ليست معلومة باللغة العربية فى حدود علمى الذى ليس غزيرًا فى هذه الناحية، ولكن ما كان جديدًا هو تلك الحالة من الشجاعة المبهرة التى يقدر فيها الراوى على الغوص فى جوهر الحياة والممات، بينما يزور محطات كثيرة من الأدب والفلسفة والتجربة التاريخية فى لغة راقية وصافية ونقية لا تعرف حقدًا ولا كراهية ولا غضبًا.

 

وفى عام ١٩٦٩، أصدرت عالمة النفس السويسرية إليزابيث كوبلر روس كتابها «عن الموت»، الذى كان خلاصة أبحاثها من معايشة الذين يخوضون تجربة الوفاة المؤكد.. فى هذا الكتاب رأت أن من يمرون بالتجربة يعيشون خمس مراحل: أولاها الإنكار، وثانيتها الغضب، وثالثتها المساومة، ورابعتها الاكتئاب، وخامستها القبول والتسليم بالقدر المحتوم والقضاء النافذ.

 

بالنسبة لمحمد أبوالغيط، نجده مرَّ فقط بمرحلة الإنكار، وهى أكثر المراحل طبيعية عندما تأتى الصدمة الكبرى، ولكنه ما لبث أن دخل ما يمكن تسميته مرحلة المعركة والتحدى والاحتمال لآلام مروعة يصير معها، وربما على الرغم منها أكثر شفافية وقدرة على استدعاء إنسانية فياضة وموهبة غزيرة فى الحكى والقص.

 

لا أدعى أننى عرفت محمد أبوالغيط أكثر من تجربة قوامها أقل من عام، حينما شرفت بالقراءة فى «المصرى اليوم» لكاتبين من «شباب اليوم» وجدت فيهما نتاج جيل جديد خَبِرَ تجربة ثورة أخرى غير تلك التى عرفناها أو خُضناها فى أيامنا الشابة. بشكلٍ ما لمست المعرفة وترًا عن الاستمرارية المصرية والقدرة على إنجاب أجيال جديدة، دومًا غنية وحساسة لما عاشوا فيه من زمن.

 

لم أفعل أكثر من الكتابة لهما تعليقًا على ما كتبا، ومشيدًا بما جاء فيه من بداية عهد جديد من فنون الكتابة. لم يكن قد مضى وقت طويل، وفى الحقيقة أقل من عام، لكى أغادر البلاد لمعالجة مرضى الخاص.

 

وحينما عُدت بعد عامين تقريبًا كان الشابان قد اختفيا من كتابات الصحيفة، ومعهما آخرون كُثر ذهبوا إلى بلاد أخرى. وفى الذاكرة، جاء لقاء شخصى للمرة الأولى والأخيرة فى دبى، كان فيها متذكرا ورقيقا، حتى جاءتنى قصته كلها فى كتابه الرائع الذى بلغ فيها الشجاعة فى العنوان حيث الضوء الذى كان مقبلا عليه هو الموت وليس غيره.

 

كان قد توصل إلى أنه فى كثير من الحضارات فإن الذهاب إلى العالم الآخر يعنى الانتقال إلى مراحل أو مرحلة من النور والضياء، حيث لا يوجد عذاب قبر ولا حالات جديدة من توحش الألم.. هى لحظة من الشفافية والامتلاء من حياة جرى فيها الحصول على قدرٍ غير قليل من السعادة.

 

هو يقتطف قبل يومياته الأخيرة من كتاب «باولا» لإيزابيل الليندى «أنكون أنا وباولا قد أحببنا كثيرا، واستنفذنا بشراهة السعادة المخصصة لنا؟ أنكون قد التهمنا الحياة؟».

 

«باولا» فى الكتاب هى فى الحقيقة «إسراء» زوجته التى هى فى حد ذاتها قصة أسطورية للوفاء والحب، وهى التى يهديها الكتاب كله، ومنها ربما استلهم نظرية الضوء.

 

ولكن الرواية ربما تقص علينا أن النور أتى من داخله، وإذا أتى لآخرين فإنه يأتى من داخلهم، لأنه فى مواقع أخرى كلما اقترب الأمر من الصحاب وذكريات الحياة والعمل وتقلباتها، تنبع السعادة حتى يصبح كتابا عن الانتقال بين عالم وآخر، هو فى حقيقته احتفال بتلك المرحلة التى نسميها الحياة.

 

لدى محمد أبوالغيط الحياة هى حالة، ربما تستحق احتفالا دائما، هو منذ ميلاده ورابطته مع والده ووالدته يوجد فيها تدفق من الاحترام والحب والاعتقاد فى بركة ما يقدمانه من مساعدة ودعاء، إذا ما مس القلب يرفع الألم ويأتى الرجاء. لكل الأحياء ربما لن تشعروا بغنى اللحظة التى تعيشونها وروعتها إلا بعد قراءة هذا الكتاب. رحمه الله.

 

المقال/ عبدالمنعم سعيد

المصري اليوم

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر موقعنا وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *