اخبار المغرب

صور فضائية ترصد ضياع سيول في البحر وتسائل توزيع السدود بالمغرب

تساقطات مطرية قياسية تلك التي عرفتها مناطق شمال المغرب خلال نهاية الأسبوع الماضي، حيث وصلت بطنجة إلى 121 مليمترا وبشفشاون إلى 110 مليمترات، لتساهم بذلك في ملء سدود المنطقة التي باتت تضم أزيد من مليار و66 مليون متر مكعب من المياه.

هذه التساقطات مكنت 3 سدود بالمنطقة من الوصول إلى نسبة ملء 100 في المائة، ويتعلق الأمر بسد الشريف الإدريسي وسد النخلة بإقليم تطوان وسد شفشاون، فيما تجاوزت سدود وادي المخازن وابن بطوطة وأسمير وطنجة المتوسط نسبة ملء 80 في المائة.

غير أن الملاحظ هو أن كميات مهمة من مياه الأمطار التي هطلت وجدت طريقها إلى البحر بعد أن غدت في “حُكم الفائض”، وهو ما أوضحته صور التقطها القمر الصناعي الأوروبي “Sentinel 3” التابع لبرنامج الأقمار الأوروبية “كوبرنيكوس”، تبين توجه كميات مهمة من مياه الأمطار عبر الوديان صوب الواجهتين الأطلسية والمتوسطية.

وأوضح فاعلون في مجال الماء والمناخ، تحدثوا لهسبريس، أن هذه الوقائع تتكرر عندما تهطل الأمطار بمقاييس مهمة، وهذا الأمر يسائل توزيع السدود وحجمها ما بين التلية والمتوسطة، ويؤكد كذلك ضرورة غلق المنافذ أمام هذه الكميات المهمة من الموارد المائية ومحاولة خلق آليات لتجميعها وإعادة استعمالها.

فؤاد الزهراني، دكتور في مجال الماء وعلوم البيئة، أفاد بأن “الأمطار الأخيرة حملت كميات مهمة من المياه لم تقدر عليها سدود المنطقة التي ليست كبيرة جدا من ناحية الحجم، إذ تبقى متوسطة نوعا ما، وبالتالي وجدنا أنفسنا أمام هدر كميات كبرى من الموارد المائية التي سارت في اتجاه البحر، سواء بالساحل الأطلسي أو المتوسطي، في وقت كان من الممكن استغلالها كما يجب”.

الزهراني أوضح، في تصريح لهسبريس، أن “هدر مياه الأمطار يظل واقعا بالمغرب، على اعتبار أن الحواضر لا تتمكن في مجملها من تجميع الموارد المائية المتأتية من التساقطات المطرية الرعدية التي لا تستطيع السدود تحصينها، إما لكونها امتلأت عن آخرها أو أنها لا توجد أصلا”.

واعتبر المتحدث أن “هذه فرصة أخرى للتفكير في تكثيف السدود، بما فيها التلية والمتوسطة كذلك، حيث تظل البلاد في هذه الفترة محتاجة لأي نسب من المياه، نظرا لإمكانية استعمالها حتى في الفلاحة عوض تركها تتسرب في اتجاه البحر، على أن يتم فيما بعد التفكير في توسعة شبكة الطرق السيارة للمياه، كما جرى مؤخرا بين حوضي سبو وأبي رقراق”.

من جهته، مصطفى العيسات، خبير في مجال المناخ، قال إن “ما جرى خلال الأيام الماضية، خصوصا بمناطق الشمال التي عرفت كميات مهمة من الأمطار، يبين بالملموس الأهمية التي تحظى بها السدود في ضمان نسب مهمة من الموارد المائية وتخزينها للفترات اللاحقة”.

وأكد العيسات، في تصريح لهسبريس، أن “هذه السدود إلى جانب مساهمتها في ضمان المخزون المائي، فإنها تمكن كذلك من حماية مناطق شاسعة من فيضانات محتملة والحد من إمكانية انجراف التربة ومن تأثيرها على البنية التحتية، في الوقت الذي مكّنت فيه بمناطق الشمال كما رأينا من ملء حوالي 8 سدود عن آخرها”.

المتحدث بيّن “ضرورة رفع الدولة من اهتماها بالبنيات التحتية السّدية، خصوصا في الشق المتعلق بالربط بين الأحواض، حيث لو كانت هذه الخاصية مفعلة بمناطق الشمال لما خسرنا ملايين من الأمتار المكعبة من المياه، وكنا سنحولها إلى مناطق أخرى بها سدود تقترب من درجة الجفاف النهائي”، مشيرا إلى أن “ما حدث ساهم فيه بدرجة كبرى تأخر إنجاز سد المنصور الذهبي والسدود التلية المبرمجة”.

ولفت الخبير في المجال المائي إلى أن “هدر مياه الأمطار يُعد من المشاكل البارزة بالمملكة في هذا الصدد، حيث يتم فقدان كميات كبيرة من هذه المادة الحيوية خلال الفترات التي تكون فيها التساقطات الرعدية، على الرغم من أنها تراجعت، وهو ما يجب معالجته عبر تكثيف البنيات السدية على مستوى عدد من المناطق، ومن ثم المرور إلى مرحلة الربط المائي بين الأحواض”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *