اخبار السودان

اتفاق السلام ضرورة وليس اختيار

الرأي اليوم

صلاح جلال

اتفاق السلام ضرورة وليس اختيار

* رسالة لوفد القوات المسلحة المنسحب من منبر جدة لوقف الحرب وافتراع عملية سياسية تسلم الحكم للمدنيين، لا يوجد لديكم ترف الوقت للمناورة، وقف الحرب أصبح ضرورة Must مهما كانت تكلفته وليست اختياراً للأسباب التالية:

* 1 من غير المتوقع إحداث تغيير كبير في إحداثيات الحرب الراهنة أو إحراز نصر كامل في هذه الحرب لأحد طرفيها وهي تدخل شهرها الرابع (110 يوم).

*  2 تداعي مقومات الدولة وهشاشتها وانهيار مؤسساتها خاصة الأمنية (الشرطة) والعدلية وكافة مؤسسات الخدمات المدنية في العاصمة وبعض الولايات.

* 3 بلوغ الأزمة الإنسانية مستويات حرجة خاصة للموظفين الذين لم يتقاضوا مرتباتهم لخمسة أشهر ماضية وهم يعولون أسرهم في العاصمة والأقاليم واللجوء وكذلك أصحاب الأعمال الحرة الذين تعطلت مؤسساتهم الإنتاجية بالكامل وعمال اليومية الكادحين رزق اليوم باليوم لقد دهسهم الجوع الكافر ونشب أظافر الموت في صدر أطفالهم ومرضاهم وكبار السن بينهم أصبحت البلاد بطولها وعرضها تعاني المسغبة ومذلة الجوع ونقص الغذاء.

* 4 الفشل  البائن والفساد في توزيع المعونات القادمة من الخارج خاصة في الأقاليم وغياب قنوات واضحة ومؤتمنة لتوصيل الغذاء للمواطنين ورفض   السلطات القائمة منح المنظمات الإغاثية الدولية التأشيرات اللازمة لموظفيها وتوفير الممرات الآمنة لهم للوصول للمحتاجين.

* 5 انهيار المؤسسات الصحية وخروجها من الخدمة في اتساع يومي بشكل واضح وعجز كبير في تقديم الخدمات للمحتاجين خاصة لذوي الأمراض المزمنة (الضغط والسكري والقلب) مع دخول الخريف وتوقع زيادة النزلات المعوية والملاريا وأمراض سوء التغذية.

* 6 شح المواد التموينية الأساسية وارتفاع الأسعار في الأسواق بشكل فوق الطاقة الشرائية للمواطنين مما حول الحياة اليومية لجحيم لكل الأسر خاصة المهاجرة للأقاليم واللاجئة في دول الجوار.

* 7 ظهور مؤشرات أكبر لتحلل الدولة في بعض الأقاليم غير المسيطر عليها لنفوذ طرف واحد في الدولة خاصة في غرب السودان (الجنينة ونيالا وزالنجي والضعين والفاشر) وفي الغرب القريب الأبيض وكادقلي تحت رحمة حصار قوات الحركة الشعبية (عبد العزيز الحلو) والفولة وإرهاصات زحف الحرب نحو ولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض.

* 8 فقدت الحرب الحماس الشعبي الظاهر من قطاعات ساندتها في بدايتها تراجعت الآن نحو ضرورة وقفها والوصول لخيارات سلمية لإنهائها، وبالتالي أصبحت الأغلبية المطلقة من المواطنين  مع شعار #لاللحرب و#لازم_تقيف الذي انحازت إليه الكتلة الديمقراطية وتجمع القوى المدنية وقيادات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية بالإضافة لقوى الحرية والتغيير ومجموعات قوى السلام والحزب الشيوعي والبعث ولجان المقاومة مطلقي شعار لا للحرب منذ بدايتها الأولى.

* 9 لم يجد شعار استمرار الحرب أي تأييد إقليمي أو دولي وقد خيب ظنهم مؤتمر دول جوار السودان الأخير بالقاهرة الذي أعلن بوضوح أهمية وقف الحرب فوراً، ودعم منبر جدة والتنسيق مع المبادرات الأخرى، فقد أصبح شعار (بل بس) معزولاً كالبعير الأجرب داخلياً وخارجياً وفقد الأساس الأخلاقي الذي ادعى الاستناد عليه وأصبح كالأخرس من الإحباط، عدا أصوات مبحوحة في المهاجر البعيدة يتحدثون عن الحرب وهم وأسرهم آمنين من جوع ومن خوف وقت فراغهم من اللهو المباح وغير المباح.

** ختامة

السلام وإنهاء الحرب وانطلاق عملية سياسية تستعيد مسار الحكم المدني هو العُملة Currency الوحيدة المتاحة والمطروحةThe Only Game in Town من يرفضها خاسر، ومن يقف لإعاقتها ستجرفه ويدفع كلفتها الغالية وستمضي بالملساء أو الخشنة، بالرضى أو القوة الجبرية وفرض بيت الطاعة، السلام وإنهاء الحرب واستعادة مسار العملية السياسية المدنية أصبح سفينة نوح يا بني إركب معنا لا عاصم اليوم من طوفان السلام الذي لا محالة يغرق الحرب وداعميها من أصحاب الأحلام الصغيرة، السلام اسم الله الأعظم الذي لا يُهزم.

31 يوليو 2023م

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *