منوعات

كيف سقطت دولة السلاجقة وما هي عوامل سقوطها؟

ينتسب السلاجقة إلى “سلجوق بن دقاق” وهم من قبيلة “قنق” وهي من القبائل التركية وكان قديمًا يقال عنها قبائل “الأوغوز”، وظهر السلاجقة مع حركة هجرة القبائل التركية من آسيا الوسطى إلى آسيا الصغرى؛ بسبب الظروف الاقتصادية والحروب بين القبائل، وذلك كان في القرن السادس الميلادي.

وسنستعرض الآن نشأة دولة السلاجقة وكيف انتهت تلك الدولة القوية؟ 

نشأة دولة السلاجقة

بعد وفاة زعيم القبيلة “سلجوق بن دقاق” تولى الزعامة ابنه الأكبر إسرائيل، وبدأت قوتهم في لفت الانظار حتى أنه السلطان محمود الغزنوي حاكم الدولة الغزنوية أمر بالهجوم عليهم، وسجن زعيمهم وتوفى بعد بضع سنوات في السجن؛ وتولى أمر قبيلة السلاجقة أخو إسرائيل، وقد طلب وقف الحرب على السلاجقة، وباتوا في أمان مرةً أخرى مع دولة الغزاونة.

توفى السلطان محمود الغزنوي وكان رئيس السلاجقة وقتها هو طغرل بك، وكان قويًا شجاعًا وذكيًا، واستغل وقت ضعف الدولة الغزنوية وانشغالهم بخلافاتهم على الحكم، وقام بالهجوم عليهم وحدثت عدة معارك بينهم حتى انتصر طغرل بك وسيطر على منطقة حكم دولة الغزاونة، وأخذ في التوسع وفرض سيطرته على مناطق عدة، حتى أرسل إلى الخليفة العباسي وطلب منه الاعتراف بهم كدولة، وقد أخذ الشرعية منه بكونهم دولة وليست مجرد قبيلة قوية لها نفوذ واسع.

توطدت العلاقات كثيرًا بين الدولة السلجوقية والدولة العباسية، حتى أنه تمت المصاهرة بين طغرل بك والخليفة العباسي وتزوجوا من عائلات بعض، ثم اشتدت قوة السلاجقة وسيطروا على الحكم العباسي، وتم توحيد أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي تحت رايته، وبعد أن توفى طغرل بك خلفه في الحكم ابن أخيه ألب أرسلان. 

تولى الحكم ألب أرسلان وكان قائدًا شجاعًا وذكيًا مثل عمه طغرل بك، ومتشوقًا للجهاد وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية، وقاد معارك كثيرة في سبيل ذلك، حتى أنه هزم الدولة البيزنطية في معركة ملاذكرد، وقتل الكثيرين من الجيش البيزنطي، بل وقام بأسر رومانس الرابع نفسه، وتم أخذ فدية لإطلاق سراحه بعد ذلك. ثم قتل ألب أرسلان بعد هذه المعركة بعام وبضعة أشهر.

قمة الازدهار وبداية الانحسار: نهاية الدولة السلجوقية

زادت قوة وصلابة الدولة السلجوقية أكثر في عهد السلطان ملكشاه ووزيره نظام الملك، وكانت فترة توليه الحكم من 1072 إلى عام 1092 ميلاديًا وهي أفضل أوقات الدولة، وكانت تمتد من الصين إلى بحر مرمرة، واهتموا كثيرًا بالتعليم والنواحي الاجتماعية للشعب، وأحبه الناس كثيرًا حتى أنهم لقبوه بالسلطان العادل، وكان أكثر السلاطين حسن السيرة.

ولكن سرعان ما انقلب الأمر بعد وفاته، وأخذت الدولة في الانقسام؛ بسبب الصراعات الداخلية والنزاع على الملك، وانقسمت الدولة السلجوقية إلى 5 إمارات حسب كل إقليم فكانوا كالآتي:

  • الدولة السلجوقية الكبرى، وتشمل العراق وإيران والأقاليم الكبيرة.
  • سلاجقة كرمان، وتتضمن جنوب إيران وباكستان.
  • سلاجقة العراق وكانوا من العجم والكردستان.
  • سلاجقة الشام، وهؤلاء انقسموا على أنفسهم وقاموا بتجزئة الشام لدويلات صغيرة. 
  • سلاجقة الروم، وكانوا في آسيا الصغرى. 

ومع أنهم احتفظوا بقوتهم برغم التقسيم، وأحدثوا على أعدائهم انتصاراتهم في معارك مختلفة، ولكن الانقسام لا يؤدي إلا نحو الضعف، وبعد عدة سنوات انتهت هذه الدولة القوية التي هزمت البيزنطيين والصليبيين في معارك كثيرة.

وكان من أهم أسباب سقوط دولة السلاجقة هو أن النزاع بينهم وصل لمرحلة السيف والمعارك، وأخذت الممالك في التهاوي واحدةً تلو الأخرى، إلى أن جاء المغول وقضى على آخر من تبقى من السلاجقة، وكانوا سلاجقة الروم. 

في الختام تعتبر هذه الدولة محطة هامة في التاريخ الإسلامي، وما أحدثته من معارك وتوسع كبير، متحدية مصاعب كثيرة، وخلافات عديدة، واستطاعوا أن يحافظوا على دولتهم لأكثر من مئة عام. ومعرفة مثل هذه الأحداث التاريخية تزيد من ثقافة المرء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *