منوعات

أيسلندا.. جولة رائعة وسط الحمم البركانية والينابيع الساخنة


04:00 ص


الجمعة 07 يوليه 2023

د ب أ

تزخر أيسلندا بالعديد من عوامل الجذب السياحي سواء كانت مناظر طبيعية خلابة أو شلالات أو ينابيع ساخنة وبراكين وأنهار جليدية، بالإضافة إلى مشاهدة الحيتان والكثير من أنواع الطيور.

ويمكن للسياح الانطلاق عبر مسارات التجول لمسافات طويلة، والتي تمر عبر صحاري الرماد البركاني والمناظر الطبيعية الخلابة، وتستمر هذه الجولة لمدة أربعة أيام بعيدا عن مظاهر الحضارة الحديثة في جنوب أيسلندا.

ويمتد مسار التجول “لوجافيجور” بطول 55 كلم ويظهر بصورة منتظمة ضمن أفضل مسارات التجول لمسافات طويلة في العالم، ويتأكد السياح بعد السير عليه من أنه رائع حقا.

نقطة البداية

وتبدأ أجواء المغامرة والمتعة بالفعل لمعظم المتجولين من عاصمة أيسلندا ريكيافيك، حيث تنطلق الحافلة المخصصة للأراضي الوعرة وعلى متنها مجموعة صغيرة من السياح إلى نقطة بداية الجولة في “ثورسمورك”، وتستغرق رحلة الحافلة حوالي 4 ساعات، وقبيل الوصول إلى نهاية الرحلة يتعرج الطريق على طول سفح البركان “إيافيالايوكل”، والذي تسببت سحب الغبار المتصاعدة منه في شلل حركة الملاحة الجوية الأوروبية لعدة أيام خلال عام 2010.

وبعد قضاء السياح لليلة منعشة في مخيم “ثورسمورك” بسبب انخفاض درجات الحرارة ليلا أثناء الصيف إلى ما دون العشر درجات مئوية، تبدأ الرحلة على مسار التجول الممتد بطول 55 كلم باتجاه الشمال حتى الوصول إلى “لاندمانالوجار”.

ويمكن للسياح السير في الاتجاه المعاكس في منطقة “لاندمانالوجار” من الشمال إلى الجنوب، ويفضل معظم السياح القيام بذلك؛ لأن مسار التجول أكثر انحدارا في هذا الاتجاه، ويتعين على السياح بذل مجهود أكبر في التسلق عند السير من الجنوب إلى الشمال، وخلال هذه الجولة يتوافر أمام السياح فرصة معايشة أعداد لا حصر لها من الألوان والروائح والأصوات.

ومن الأمور غير العادية لجولات التجول في أيسلندا أن يمر الجزء الأول من مسار التجول عبر غابة صغيرة من أشجار البتولا، ونظرا لظروف المناخ فإن أشجار البتولا لا تنمو بشكل مستقيم، وبمجرد انتهاء الغابة الصغيرة يظهر النهر الجليدي البارد، حيث لا تزيد درجة حرارة الماء في أيسلندا خلال الصيف عن الصفر إلا قليلا، ومع حمل حقيبة ظهر بوزن 13 كجم سرعان ما يشعر السياح بآلام وخز شديد في القدمين.

مناظر طبيعية بركانية

وفي المرحلة التالية من الجولة يمر مسار التجول وسط مناظر طبيعية بركانية يقطعها العديد من الأنهار الصغيرة، وكثيرا ما يتكسر الرماد البركاني أسفل أقدام السياح، الذين ينعمون بتجربة تجول نادرة في أيسلندا.

وتمتد مناظر صحاري الرماد البركاني إلى ما لا نهاية، وهنا يفهم السياح لماذا يتم تصوير هذه المناطق في أيسلندا باعتبارها سطح القمر، وعلى الرغم من أن السياح على مسافة كبيرة من بركان “إيافيالايوكل”، إلا أنه لا يبدو صغيرا.

ويشاهد السياح في بعض الأوقات العديد من الخيام الملونة في المخيم، ويمكن للسياح، الذين يحجزون رحلاتهم في الوقت المناسب، أن ينعموا بالإقامة في أكواخ صغيرة.

وقدوم فصل الصيف في أيسلندا يعني من الناحية العملية أنه لا يحل الظلام، حيث تشرق الشمس في هذا الوقت من العام الساعة الرابعة صباحا، وعندما يخيم الصمت والهدوء عند الاستيقاظ، فإن ذلك يعني أنها لا تمطر وتنبىء بظروف مثالية للتجول لمسافات طويلة.

وتبدأ الجولة في اليوم التالي وسط الرماد البركاني، حيث يطغى على المشاهد الطبيعية درجات اللون الرمادي والأسود، ويصعب على السياح السير، ولا يشعر المرء أنه قطع مسافة طويلة؛ لأن المناظر الطبيعية تبدو متشابهة لعدة كيلومترات.

نهر جبلي
ويبتهج السياح عند مشاهدة نهر جبلي وسط صحراء الرماد البركاني، ويبلغ عرض هذا النهر حوالي 10 إلى 12 مترا، وتصل المياه في أعمق نقطة إلى ارتفاع الركبة، ولذلك يضطر السياح إلى خلع السراويل والأحذية والضغط على أسنانهم.
وعلى الرغم من أن الليلة التالية كانت عاصفة وشهدت هطول أمطار غزيرة، إلا أنه سرعان ما تبدلت الأحوال مع شروق الشمس، وعند الوصول إلى النهر التالي بحث السياح عن أفضل مكان للعبور لمدة 30 دقيقة.
وبعد عبور النهر بفترة قصيرة بدأت المرتفعات تظهر ووصلت إلى ارتفاع 1000 متر، وهنا شاهد السياح عالما جديدا، حيث لم يعد هناك أي وجود للون الأخضر، وظهرت أعداد لا حصر لها من حقول الثلوج، التي تتوسطها الينابيع الساخنة ذات الأبخرة المتصاعدة، وتزداد روعة هذا المشهد البديع مع ظهور الثلوج بجانب المياه الساخنة.
وتصل المجموعة السياحية إلى أعلى كوخ على مسار التجول، وعادة ما تنتهي المرحلة الثالثة من الرحلة عند هذا الكوخ بعد قطع حوالي 12 كلم، ولكن عندما وصل السياح نصحهم صاحب الكوخ بمواصلة السير نظرا لتوقع هبوب عواصف شديدة في الغد، وهو ما دفع السياح إلى مواصلة السير لمسافة 12 كلم أخرى حتى الوصول إلى “لاندمانالوجار” على الرغم من معاناتهم من آلام القدمين.
وأثناء النزول إلى الوادي شاهد السياح مناظر طبيعية مغايرة لما شاهدوه خلال الأيام الماضية، حيث ظهرت الجبال باللون الأخضر والأزرق والأحمر والأصفر على الجانب الأيسر أثناء النزول، في حين تبدو الحمم البركانية بمظهرها الرتيب على الجانب الأيمن.
وعند الوصول إلى نهاية رحلة التجول يعبر السياح منطقة من الحمم البركانية القديمة المغطاة بالطحالب، ويتعرج مسار التجول مرة أخرى حتى يصل إلى منطقة تنتشر بها الكثير من الخيام في “لاندمانالوجار”، وعند الوصول إلى المخيم يقفز السياح في النهر مباشرة على سبيل المكافأة بعد انتهاء الجولة، مع الاستمتاع أيضا بالاستحمام في الينابيع الساخنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *