اخبار

استطلاع رأي.. هكذا يرى الفلسطينيون حماس والسلطة ودول عربية بينها قطر واليمن وإيران والأردن وطن

وطن أجرى “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” استطلاعاً للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك خلال الفترة ما بين 510 آذار (مارس) 2024. وهي الفترة السابقة للاستطلاع التي شهدت استمرار واتساع رقعة الحرب على القطاع المحاصر لتشمل الهجوم البري وسط وجنوب القطاع باستثناءات محدودة.

وقال المركز وهو مؤسسة أكاديمية علمية بحثية مستقلة غير ربحية تأسست مطلع عام 2000 كمركز مستقل للبحوث الأكاديمية ودراسات السياسات العامة، إن الحرب التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أدت لتصاعد المعاناة الإنسانية، وتهجير مئات أخرى من الآلاف، ومقتل حوالي ثلاثين ألفا معظمهم من الأطفال والنساء، وظهور بوادر مجاعة في شمال قطاع غزة الذي لم يصله إلا القليل من المعونة.

ولفت المركز المعروف اختصاراً باسم pcpsr إلى أنه حرص على أن تكون المقابلات مع سكان القطاع في مناطق محددة لا يدور فيها قتال يومي، بحيث شملت منطقة رفح وأجزاء من منطقة خانيونس ووسط قطاع غزة وكافة مراكز الإيواء فيها. ولم تشمل شمالي القطاع المحاصر ومناطق القتال الأخرى في وسط القطاع وفي منطقة خانيونس لضمان أمان الباحثين الميدانيين.

وبلغ حجم العينة من هذا الاستطلاع 1580 شخصا، منهم 830 شخصا تمت مقابلتهم وجها لوجه في الضفة الغربية (في 83 موقعا سكنيا) و750 شخصا في قطاع غزة (في 75 موقعا).

ونظرا لعدم اليقين بشأن التوزيع السكاني حاليا في قطاع غزة، فقد ضاعف معدو الإستطلاع حجم العينة في تلك المنطقة من أجل تقليل هامش الخطأ.
وأعيد توزين العينة الكلية لتعكس الحجم النسبي الفعلي للسكان في المنطقتين الفلسطينيتين. ومن ثم، فإن العينة المستخدمة ممثلة لسكان المنطقتين.

“حماس الأحق بتمثيل الفلسطينيين”

أما في الضفة الغربية فتبلغ نسبة التصويت لحماس 48 بالمئة، وتبلغ نسبة التصويت لفتح بين ‏المصوتين المشاركين 16 بالمئة.‏

ويرى 49 بالمئة من الفلسطينيين، أن حماس الأحق بتمثيل الشعب الفلسطيني اليوم، في حين يرى 17 بالمئة أن فتح بقيادة عباس هي ‏الأحق.‏

ويرى 65 بالمئة من الفلسطينيين، أن السلطة عبء على الشعب الفلسطيني، و27 بالمئة يرون أنها إنجاز.‏ ويرى 89 بالمئة من الفلسطينيين، أنهم لا يشعرون بالأمن والسلامة وهو منعدم، في حين يرى 11 بالمئة فقط عكس ذلك.‏

استطلاع: الفلسطينيون يؤيدون حماس وإجماع على ضرورة استقالة عباس

الظروف تزداد سوءاً

وبالنسبة للظروف الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة، أوضح التقرير أن هذه الظروف لا تزال تزداد سوءا حيث أظهر الاستطلاع أن غالبية سكان القطاع ما زالوا غير قادرين على العثور على الطعام، وأن الملاجئ التي يعيشون فيها الآن تفتقر إلى معظم احتياجاتهم الأساسية، وأن الجهود المبذولة للحصول على بعض الاحتياجات الأساسية تنطوي على صعوبات ومخاطر كبيرة.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن هناك شكاوى كبيرة من التمييز، لأسباب سياسية، في توزيع المعونة الإنسانية. ولكن، وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو حقيقة أن ما يقرب من 80٪ من سكان غزة أفادوا بأن واحدا على الأقل من أفراد أسرهم قد استشهد أو أصيب قبل ثلاثة أشهر.

وقال 64٪ فقط نفس الشيء. في الواقع، عندما يتم فصل الشهداء عن المصابين، تظهر النتائج أن 60٪ من الفلسطينيين قد سقط لها على الأقل شهيدا واحدا في هذه الحرب.

تأييد واسع لطوفان الأقصى وهجوم 7 أكتوبر

في حين أن التأييد الإجمالي لهجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال مرتفعا، تماما كما كان قبل ثلاثة أشهر، وهذا التأييد بحسب الاستطلاع انخفض الآن في الضفة الغربية بمقدار 11 نقطة مئوية.

وفي المقابل فإن التأييد في قطاع غزة قد ارتفع بمقدار 14 نقطة.

لكن من الواضح من النتائج أن تأييد الهجوم لا يعني تأييد حماس. بل يأتي التأييد من دافع آخر: تظهر النتائج أن ثلاثة أرباع الفلسطينيين يعتقدون أن الهجوم قد وضع القضية الفلسطينيةالإسرائيلية في بؤرة الاهتمام وقضى على سنوات من الإهمال للقضية على المستويين الإقليمي والدولي.

ولفت التقرير إلى أن جميع الفلسطينيين تقريبا يعتقدون أن إسرائيل ترتكب اليوم جرائم حرب، فيما يعتقد جميعهم تقريبا أن حماس لا ترتكب جرائم حرب.

كما أن أكثر من 90٪ يعتقدون أن حماس لم ترتكب في السابع من أكتوبر أي فظائع ضد المدنيين الإسرائيليين.

غزو بري لرفح

وحول التداعيات المحتملة لهجوم عسكري بري إسرائيلي لرفح. تشير النتائج بحسب المصدر إلى أن ربع سكان قطاع غزة فقط يعتقدون أن عملية برية إسرائيلية في رفح ستؤدي إلى اندفاع جماعي للناس والنازحين تجاه الحدود مع مصر.

بل إن 70٪ من سكان غزة يقولون إنه حتى لو انهار الجدار الفاصل بين رفح ومصر فإنهم لن يبحثوا عن الأمان في مصر. ولعل أحد أسباب الإحجام عن عبور الحدود هو حقيقة أن ما يقرب من 70٪ من سكان غزة يعتقدون أن الجيش والشرطة المصريين سيطلقون النار على أولئك الذين يعبرون الحدود.

توقع استمرار الحرب

وتشير النتائج إلى أنه في حين أن نصف سكان الضفة الغربية متفائلون بوقف إطلاق النار قريبا، فإن ما يزيد قليلا عن ربع سكان القطاع فقط يعبرون عن نفس التوقعات. وبالفعل، فإن النسبة الأكبر من سكان غزة تتوقع استمرار الحرب.

ولكن من المثير للدهشة أنه في حين أن عددا أقل من سكان الضفة الغربية يتوقعون اليوم فوز حماس في هذه الحرب، مقارنة بالنتائج التي توصلنا إليها قبل ثلاثة أشهر، فإن المزيد من سكان غزة يعبرون اليوم عن هذا التوقع. بل إن توقعات سكان غزة بأن إسرائيل سوف تكسب الحرب قد انخفضت بمقدار الثلث.

سبة الرضا عن حماس ويحيى السنوار عالية

ولدى السؤال حول رضا الجمهور عن الدور الذي لعبته خلال الحرب جهات فلسطينية وعربية/إقليمية ودولية. أظهرت النتائج نتائج مشابهة لاستطلاع سابق أجراه المركز، حيث تبقى نسبة الرضا عن حماس ويحيى السنوار عالية جدا. وعلى النقيض من ذلك، لا يزال الرضا عن حركة فتح والرئيس عباس منخفضا جدا.

كيف يرى الفلسطينيون مواقف الدول العربية؟

وعلى المستوى الإقليمي، ازداد الرضا عن اليمن وقطر، بينما ظل الرضا عن إيران والأردن ومصر منخفضا.

بل إن الرضا عن مصر على وجه الخصوص قد انخفض بمقدار النصف في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

لا يحصل أي من اللاعبين الدوليين، بما في ذلك روسيا، على نسبة رضا عالية. بل لا تزال النتائج تظهر انعدام كامل الرضا عن الولايات المتحدة.

وفحص الاستطلاع مدى تأثير الحرب على توازن القوى الفلسطيني الداخلي. وتشير النتائج لحدوث تغيير ملموس مقارنة بالاستطلاع السابق. إجمالا، يقول اليوم ثلث الفلسطينيين فقط أنهم يؤيدون حماس، وفي هذا انخفاض قدره 11 نقطة مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر. جاء الانخفاض بالتساوي تقريبا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولم تستفد فتح من هذا الانخفاض في نسبة التأييد لحماس حيث بقيت نسبة التأييد لها على حالها مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر.

من الجدير بالذكر أن استطلاع المركز السابق أُجري أثناء الإفراج عن النساء والأطفال الفلسطينيين كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. ومما لا شك فيه أن شعبية حماس قد استفادت كثيرا نتيجة لتلك الصفقة.

استقالة حكومة اشتية

وعلى الصعيد المحلي أيضاً، لم ير الجمهور الفلسطيني في استقالة حكومة اشتية علامة على بدء الإصلاح، وترفض الغالبية العظمى تعيين محمد مصطفى رئيسا للوزراء. يقول أكثر من 60٪ أنهم يريدون حكومة وحدة وطنية لا تخضع لسيطرة حزب سياسي أو لسيطرة الرئيس عباس.

ولا يزال ثلثا الجمهور يعتقدون أن السلطة الفلسطينية عبء على الشعب الفلسطيني وتقول الأغلبية أنها تؤيد حلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *