اخر الاخبار

سليماني يصنع “التاريخ”

“السن مجرد رقم”.. هي مقولة جسدها الهداف التاريخي للمنتخب الوطني، إسلام سليماني، وهو في سن (35 سنة)، حيث قاده شغفه بكرة القدم للاستمرار ومواصلة مسيرته الاحترافية، من خلال تعاقده مع نادي كوريتيبا البرازيلي، ليكون بذلك أول جزائري ينضم إلى البطولة البرازيلية.

 

صنع المهاجم الدولي الجزائري إسلام سليماني الحدث محليا ودوليا لحظة إعلان النادي البرازيلي كوريتيبا تعاقده مع هداف “الخضر”.

وأعلن نادي كوريتيبا البرازيلي، أمس، تعاقده مع الجزائري إسلام سليماني في صفقة انتقال حر، قادما من أندرلخت البلجيكي.

وذكر النادي البرازيلي، في بيان عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، أن النجم الجزائري البالغ من العمر 35 عاما قد وقع بشكل مسبق على عقود انتقاله إلى كوريتيبا.

ولم يكشف كوريتيبا أي تفاصيل بشأن العقد الذي سيربطه بالهداف التاريخي للمنتخب الجزائري واكتفى بنشر مقطع فيديو لمحارب الصحراء، يحتوي على بعض لقطاته في مختلف تجاربه رفقة الأندية الأوروبية.

ويعد سليماني أول محترف جزائري يخوض تجربة بالبطولة البرازيلية وأحد أكثر اللاعبين الجزائريين تمثيلا لأندية خارجية.

وإن كانت الاتصالات بين مسؤولي النادي البرازيلي وإسلام قد انطلقت منذ أيام، إلا أن لا أحد كان يتوقع انضمام لاعب جزائري وعربي إلى بلد بحجم قارة، يعج باللاعبين المهاريين ويعد قبلة يقصدها أكبر النوادي لانتقاء العصافير النادرة.

 

البقاء في القمة عنوان التحدي

إسلام، الذي احتفل يوم 18 جوان بعيد ميلاده الـ35، يريد البقاء دائما في القمة وتمرير الرسالة نفسها التي مررها النجوم العالميون إبراهيموفيتش وكريستيانو وميسي الذين صنعوا أفراح عشاق المستديرة رغم تواجدهم على مشارف الأربعين.

وسيبقى تاريخ 20 أوت 2023 نقطة تحول فارقة في مشوار إسلام سليماني الذي رفض كل العروض من القارات الثلاث (أندية أوروبية وآسيوية وإفريقية)، ليستقر اختياره على خوض تجربة احترافية جديدة في قارة أمريكا اللاتينية مهد الكرة.  وشكل إسلام مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي فور إعلان نادي كوريتيبا البرازيلي ترسيم الصفقة، حيث أعلن كوريتيبا أول أمس الأحد تعاقده مع المهاجم الجزائري إسلام سليماني في انتقال مجاني.

وكتب كوريتيبا باللغة العربية عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي المعروفة سابقا باسم تويتر “عقد موقع مسبقا” ونشر فيديو لأهداف اللاعب بطريقة جميلة، مستعرضا أهم معالم مدينة الجزائر العاصمة. كما استحضر في فيديو تقديم سليماني الهدف الذي وقعه في ملعب كوريتيبا في مرمى منتخب روسيا والذي أهل “الخضر” إلى الدور ثمن النهائي من مونديال البرازيل يوم 27 جوان 2014.  بعد تسع سنوات، تشاء الأقدار أن يعود ابن مدينة عين البنيان إلى مدينة كوريتيبا وحمل ألوان هذا النادي في تجربة مميزة وتحد جديد لإسلام، يريد من خلاله فرض وجوده ومساعدة النادي على تجنب خطر السقوط، كونه يحتل المركز ما قبل الأخير في البطولة البرازيلية وأحرز 18 هدفا فقط في 19 مباراة.

 

كلمة السر.. “إصرار لا يعرف الانكسار”

أعطى إسلام سليماني درسا لكل شاب يريد النجاح وبلوغ القمة خاصة في المجال الكروي بفضل التضحيات والإرادة وكذا الثقة في النفس. ففي الوقت الذي يفكر أغلب اللاعبين في الاعتزال مع مطلع الثلاثينات حزم إسلام حقيبته لخوض تجربة جديدة في أمريكا اللاتينية، وهي المحطة الاحترافية العاشرة التي سيخوضها إسلام سليماني خارج الجزائر بعدما صال وجال في مختلف الملاعب الأوروبية منذ سنة 2013.

وعكس ما تم تداوله فإن سليماني ليس أول لاعب عربي يلعب في البطولة البرازيلية، حيث سبقه نجوم آخرون مثل الإماراتي عبد الله الكمالي مع أتلتيكو باراناينسي العام 2008 واليمني أحمد السروري مع سنترال العام 2018.

 

مشوار مكافح

بدأ إسلام سليماني مسيرته الكروية مع فريق عين البنيان، قبل أن يغادر إلى نادي الشراڤة للهواة الذي كان يلعب في الدرجة الثالثة وقضى هناك موسما كاملا، حيث سجل 19 هدفا في 20 مباراة.

في 17 ماي 2009، انتقل سليماني إلى شباب بلوزداد بمبلغ زهيد ولم تكن بداياته في الاحتراف سهلة، حيث تعرض لانتقادات لاذعة من طرف الأنصار وطالبوا برحيله، لكنه لم ينكسر واجتهد وصبر إلى أن جاءه الفرج واستغل فرصة تفجير طاقاته الهجومية وتحسن مستواه من مباراة تلو الأخرى مع ناديه شباب بلوزداد الذي حمل ألوانه لأربعة مواسم كاملة إلى غاية احترافه لأول مرة في نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي يوم 6 أوت 2013. 

وبعد موسم أول متذبذب تمكن إسلام من فرض نفسه مع النادي البرتغالي وفاز معه بالألقاب، قبل أن يغادره سنة 2016 بحصيلة شخصية مميزة موقعا 48 هدفا في 82 مباراة، ليحط بعدها الرحال في نادي ليستر سيتي الإنجليزي الذي كان يضم مواطنه وزميله في المنتخب الوطني الجزائري رياض محرز.  وفي 31 أوت 2016، آخر يوم من فترة الانتقالات الصيفية 20162017 في إنجلترا، انضم سليماني إلى بطل البطولة الإنجليزية الممتازة ليستر سيتي، بموجب عقد مدته خمس سنوات. تكلفة الصفقة كانت 28 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم قياسي لنادي ليستر لكن التجربة مع فريق “الثعالب” لم تعرف نفس المسار الذي سلكه مع سبورتينغ، حيث سجل 8 أهداف فقط في مجموع 36 مباراة، وكانت مشاركته مع المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا وتوالي الإصابات أحد الأسباب التي جعلته يفقد مكانته الأساسية ويخرج من حسابات مدربه شيكسبير الذي خلف كلود رانييري المقال، ليقرر تغيير الأجواء فانتقل إلى نيوكاسل على شكل إعارة سنة 2018 في تجربة كانت الأسوأ، قبل التحول إلى البطولة التركية من بوابة فينرباتشي في موسم (20182019).

ورغم الانتقادات التي تعرض لها في نيوكاسل وفي النادي التركي، ظل إسلام مصرا على الاستمرار في المستوى العالي، رافضا فكرة خوض تجربة جديدة في أندية الخليج التي كانت حينها قبلة للاعبين الدوليين الجزائريين. وفي خطوة غير متوقعة أبرم سليماني صفقة الأولى في مشواره مع ناد فرنسي، بتعاقده مع فريق موناكو.

 

موسم مميز في موناكو

وفي 25 أوت، في أول مباراة له سجل الهدف الأول مع موناكو ضد نيم أولمبيك. وفي 28 سبتمبر، شارك سليماني في جميع أهداف موناكو في المباراة التي فاز بها موناكو 41 على نادي بريست، حيث سجل من ركلة جزاء وقدم ثلاث تمريرات حاسمة. وفي 24 جوان 2020، أعلن نادي موناكو رحيله بعد موسم ناجح. وفي 13 جانفي 2021، أعلن نادي أولمبيك ليون الفرنسي ضم الجزائري إسلام سليماني لمدة موسم ونصف، حتى صيف 2022.

وبعد تجربتين ناجحتين في البطولة الفرنسية، لبت إدارة سبورتينغ لشبونة البرتغالي رغبة جماهيرها بإعادة “سوبر إسلام” إلى القلعة الخضراء سنة 2022 لكن عودته كانت مليئة بالمطبات والمشاكل، مكتفيا بتسجيل 4 أهداف فقط في 9 مباريات خاضها، ليعود مجددا إلى فرنسا ويحمل قميص نادي بريست فكانت حصيلته التهديفية متواضعة اقتصرت على هدفين فقط في مجموع 18 مباراة. وفي الوقت الذي ظن الجميع أن سليماني أفل واقتربت ساعة نهايته الاحترافية، ظهر من جديد وحط في أعرق النوادي البلجيكية، عندما تعاقد مع نادي اندرليخت، حيث استعاد معه حسه التهديفي وتمكن مم تسجيل 9 أهداف كاملة في مجموع 16 مباراة خاضها مع النادي البلجيكي. هذه الحصيلة جعلت نادي كوريتيبا يدخل في مفاوضات مع هداف “الخضر” ويقنعه بخوض تجربة جديدة ومميزة للاعب جزائري في بلاد “السامبا”.  ولعل هذه المغامرة ستكون فرصة لإسلام سليماني لحجز مكانته مع المنتخب الوطني المقبل على خوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا شهر جانفي القادم في كوت ديفوار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *