اخر الاخبار

قرية ألمانية… عدد اللاجئين فيها أكثر من عدد السكان الأصليين! اليوم 24

قرية ألمانيا تجاوز عدد اللاجئين فيها عدد سكانها الأصليين، فبينما لا يتجاوز عدد سكان القرية 700 شخص، استقبلت حوالي 800 لاجئ وطالب لجوء. فكيف صار نمط الحياة هناك؟ وهل العلاقة جيدة بين الألمان واللاجئين في القرية؟

بلغ عدد سكان قرية سيث الواقعة في ولاية شليسفيغ هولشتاين 700 نسمة. والآن صار عدد اللاجئين المقيمين في هذه القرية أكبر من هذا الرقم اليوم. فقد تم إيواء حوالي 790 شخصًا من اللاجئين وطالبي اللجوء في مراكز استقبال اللاجئين هناك. معظم السكان الجدد، أي ما يناهز 719 شخصا، يتحدرون من أوكرانيا، والأشخاص المتبقون هم من طالبي اللجوء.

يبدو عمدة سيث، إرنست فيلهلم شولز، فخوراً للغاية بقاطني قريته من مواطنين ولاجئين، إذ قال في تصريح إعلامي لوكالة الأنباء الألمانية “نفتخر بهذا الوضع حتى لو كانت النسبة بين اللاجئين والمقيمين متفاوتة ولا تتناسب عددياً”.

تفاعل اللاجئين مع محيطهم الجديد!

تواجد اللاجئين في القرية عددياً لا يبرز كثيرا، فهم لا يظهرون إلا في بعض المناسبات حيث يتشاركون مع باقي السكان الاحتفالات أحياناً. عند انطلاق الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، كان هناك استعداد كبير وتهافت على المساعدة من قبل الألمان في القرية، حسب ما يوضحه العمدة شولز، ويقول “أحيانًا تتم دعوة سكان قرية سيث جميعا إلى بعض الفعاليات في أماكن الإقامة الحكومية الخاصة باللاجئين، أذهب إلى هناك كلما أتيحت الفرصة، إنهم مواطنون مثل الباقين جميعاً”.

تقع قرية سيث في ريف شمال فريزلاند، وتبعد حوالي ستة كيلومترات عن بلدة فريدريشتات الصغيرة، وتستغرق رحلة الحافلة إلى هناك حوالي 40 دقيقة. هناك يوجد مخبز وفرقة إطفاء ونادي رياضي ونادي رماية ونشاطات مسرحية، لكن لا وجود لطبيب أو مدرسة أو روضة أطفال. يقع أقرب محل بقالة في قرية شتابل، التي تبعد عن القرية حوالي ثلاثة كيلومترات.

أما التعايش بين السكان المحليين واللاجئين فيضطرب أحيانا بسبب بعض المستجدات، في مكلنبورغ فوربومرن، على سبيل المثال، أثارت خطط بناء مساكن في بلدة يوبال التي يبلغ عدد سكانها 500 نسمة احتجاجات منذ أسابيع، فقد تم التخطيط مبدئيًا لإيواء الحاويات التي سيتم بناؤها لـ 400 شخص هناك، لكن في الآونة الأخيرة، قرر مجلس المقاطعة أن يكون الحد الأقصى هو 200 شخص فقط.

أعداد اللاجئين في ارتفاع!

وفقًا لمكتب الهجرة واللجوء، تضاعف عدد اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يأتون إلى شليسفيغ هولشتاين نتيجة الحرب في أوكرانيا. في عام 2021، وصل العدد إلى 4209 شخصاً، بينما في عام 2022 وصل العدد إلى 37434 شخصاً. ووفقًا لوزارة الداخلية الفيدرالية، حتى 21 مارس 2023 وصل أكثر من مليون شخص إلى ألمانيا بسبب الحرب الأوكرانية لوحدها.

بعد بداية الحرب، عادت السلطات للاستعانة بأماكن الإقامة في أقصى شمال الولاية الفيدرالية. أحد أماكن الإقامة الخاصة باللاجئين التي تم الاستعانة بها هي ثكنة شتابلهولم في قرية سيث. أكد فولفجانج كوسرت، المتحدث باسم مكتب الهجرة واللجوء “كنا نتعرض لضغوط كبيرة في ذلك الوقت لأن عددا كبيرا من اللاجئين وصل إلى شليسفيغ هولشتاين من أوكرانيا، كنا بحاجة إلى مكان إقامة إضافي. كانت الثكنة شاغرة، وهي مباني حكومية، مثالية لهذا الغرض”.

في البداية، تم إيواء الأوكرانيين فقط هناك، لكن بعد فترة قصيرة، توافدت أعداد إضافية من طالبي اللجوء. وبينما كان من المفترض إغلاق المكان في نهاية عام 2023، اتضح أن هناك حاجة ومؤشرات على ضرورة تمديد العقد إلى غاية عام 2024.

كان من المفترض أن يتم بعث الأشخاص الذين كانوا يقطنون هذه الثكنات التي تحولت إلى مخيمات مؤقتة تسيرها السلطات، إلى إحدى البلديات المجاورة بعد حوالي عشرة أيام. لكن المدن والبلديات لم تتوفر لديها مساحة كافية لاستقبال هذا العدد من الوافدين، وفي نوفمبر مددت حكومة الولاية مدة الإقامة في السكن لعدة أسابيع إضافية.

قلة أماكن السكن تخلق مشاكل!

في كل البلديات والمدن، هناك محاولات دؤوبة لأجل توفير أماكن سكن تستوعب العدد الكبير من اللاجئين. أحيانا يتم إنشاء قرى من الحاويات بدافع الضرورة، ولكن هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل، مثلما حصل في الكثير من البلديات، ومن بينها مشاكل تتعلق بالجانب المالي، ومن المحتمل أن تكون هذه واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في قمة اللاجئين الفيدرالية وقمة الولايات المزمع عقدها في 10 ماي المقبل.

يقول رئيس البلدية إن الحالة المزاجية في سيث أيضًا يمكن أن تتغير في مرحلة ما، الأمر بالنسبة له يعتمد على سلوك كل فرد. ويؤكد المتحدث أنه منفتح على جميع آراء مواطني القرية، الإيجابية منها والسلبية، مبرزا أن “هناك بالتأكيد آراء مختلفة، لكنني دائما أسعى لتحقيق التقارب”.

يقول فولفجانج كوسرت، المتحدث باسم مكتب الهجرة واللجوء إن “هناك تواصلا منتظما مع سلطات المناطق المحيطة للتحدث عن العبء، نحن نحاول حل المشاكل. إضافة إلى ذلك، فإن أماكن الإقامة المتاحة كبيرة جدًا مقارنة بالمجتمعات المحيطة بها وقد تم تأمين عدة فعاليات تربط الناس بمكان إقامتهم، إنهم مشغولون هنا طوال النهار”.

القائم على المنشأة إداريا، سونك يانسن، يؤكد أنه “حاليا صارت هناك مدرسة توفر رعاية للأطفال الصغار، كما تتوفر للسكان رعاية طبية، وهنا مقهى للنساء وأماكن حيث تنظم أنشطة ترفيهية للكبار الشباب والأطفال. كما يتم تقديم دورات الحرف اليدوية للأطفال مثل دورات الخياطة”.

وبالنسبة لكوسرت فهو يعتبر أن المكان في شليسفيغ هولشتاين مختلف تمامًا عن أماكن الإقامة التي لا تقدم أي شيء للاجئين، وأنه لا يتم إيواؤهم فقط في انتظار نقلهم بعد ذلك. ويقول “هنا مسألة إدارة الهجرة تحت السيطرة”.

(د.ب.أ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *