هل من الممكن الحمل في سن الأربعين؟ ما هي إيجابيات وسلبيات الحمل في هذا العمر؟ من الشائع أن تقل احتمالات الحمل لدى النساء بعد بلوغهن سن الثلاثين، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر خارج أيديهن. ربما كانا متزوجين منذ سنوات، لكن الله لم يرد لهما أن ينجبا، أو أنجبا طفلاً وأرادا طفلاً آخر، ولهذا السبب نناقش الحمل بعد سن الأربعين على موقع في الموجز.
هل من الممكن الحمل في سن الأربعين؟
في الماضي، كان إنجاب طفل بعد سن الأربعين أو حتى الخامسة والثلاثين أمرًا صعبًا بسبب الصعوبات البالغة التي ينطوي عليها الأمر. ويرجع ذلك إلى عمل الأجهزة البيولوجية، وخاصة الجهاز التناسلي، الذي يكون في أفضل حالاته في الثلاثينيات والعشرينيات.
في الأربعينيات من العمر، تواجه النساء بعض التغييرات في أجسادهن مما يؤثر على قدراتهن الإنجابية. نعم، ولكن مع فرص أقل في سن أصغر؛ لأنه في بداية سن السابعة والثلاثين يصل عدد البويضات إلى ما يقدر بـ 25000 بيضة، ولكن عند الوصول إلى سن الحادية والخمسين يصل إلى ألف بيضة، وهذه الأعداد قليلة مقارنة بالعدد المعتاد لدى الشابات.
لذلك، إذا تم تأجيل الحمل إلى تلك الفترة لأي سبب من الأسباب، أو تم التخطيط للحمل خلال تلك الفترة، فهناك بعض الأساليب التي من الأفضل الاستفادة منها لتقليل فرص المخاطر الناجمة عن الحمل وفي نفس الوقت زيادة فرصة الحمل. في حالة المحاولات المستمرة دون أي نتائج، ونذكرها في الفقرات التالية:
1 التلقيح في الرحم
تُعرف هذه الحالة بالتلقيح الاصطناعي، حيث يقوم الأطباء بحقن الحيوانات المنوية في الرحم لزيادة فرص الحمل. كما يستخدم إذا كان الرجل يعاني من مشاكل في الخصوبة.
2 أدوية الخصوبة
يمكن لهذه الأدوية أن تزيد من خصوبة المرأة وتغير الهرمونات لتزييف فرص الحمل عن طريق زيادة عملية التبويض، ولكن الحصول على هذه الأدوية يجب أن يتم تحت إشراف طبي.
3 التكنولوجيا الحديثة
هناك تقنية تساعد على الإنجاب، حيث يقوم الطبيب بإزالة بويضات المرأة ثم تحريضها على الولادة ومن ثم إعادة حقنها في الرحم. تناسب هذه الطريقة النساء اللاتي يعانين من مشاكل في التبويض أو اللاتي لديهن بويضات مجمدة من أجل استخدامها للإنجاب في المستقبل.
شكاوى الحمل بعد سن الأربعين
لا تختلف أعراض الحمل في سن الأربعين كثيرًا عن أعراض الحمل في أي وقت آخر، ولكنها من الممكن أن تزداد حدتها، مثل: الشعور بألم في العظام بسبب ضعف الجسم في ذلك العمر، ولكن إذا كنتِ أن يتمتعن بصحة جيدة وخالية من الأمراض المزمنة، فهذه علامات الحمل التي ستلاحظها المرأة في هذا العمر:
- فتح الجوع للطعام.
- الشعور بالقيء والغثيان.
- الانتفاخ والإمساك.
- زيادة حموضة المعدة.
- التهابات الصدر.
- الشعور بألم في الظهر والحوض.
- الحاجة إلى دواء للتبول.
مخاطر الحمل في سن الأربعين
وكما قلنا فإن الحمل في سن الأربعين ليس بالأمر السهل بسبب قلة إنتاج البويضات، ولكن هناك بعض المخاطر الأخرى المرتبطة بهذه الحالة، وسنذكرها في الفقرات التالية:
1 مرض السكري
الحمل خلال هذه الفترة لا يؤدي إلا إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل، لذلك مع تقدمنا في العمر، يجب التحكم في مستويات السكر في الدم من خلال النشاط البدني، أو النظام الغذائي، أو في بعض الأحيان أدوية معينة.
وهذا يزيد من فرصة ولادة طفل أكبر من المتوسط والتعرض للإصابات أثناء الولادة، بالإضافة إلى أن مرض السكري يزيد من فرصة الولادة المبكرة وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مع بعض المضاعفات التي يمكن أن تنشأ. التي يتعرض لها الطفل بعد الولادة.
2 الحمل المتكرر
وخاصة بعد سن الخامسة والثلاثين، تزداد فرصة إنجاب التوائم نتيجة التغيرات الهرمونية التي يتم فيها إطلاق العديد من البويضات في نفس الوقت. تلعب تقنيات الإخصاب المساعد الحديثة دورًا رئيسيًا في هذا.
3 ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل منتشر على نطاق واسع بين النساء الأكبر سنا، وهنا يقوم الأطباء بمراقبة ضغط الدم عن كثب بشكل مستمر لتجنب المضاعفات.
4 صغر وزن الطفل
من أكثر الاحتمالات شيوعاً الناتجة عن الحمل في سن الأربعين هو إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة، والذي يمكن أن يكون سابق لأوانه. الأطفال الذين يولدون قبل وقت طويل من موعد ولادتهم معرضون بشكل خاص لمشاكل في المعدة.
5 الحاجة إلى عملية قيصرية
ونظراً لزيادة خطر التعرض للمشاكل الناتجة عن الحمل عند سن الأربعين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التعرض للعمليات القيصرية، وأكثرها شيوعاً هو انسداد عنق الرحم بسبب المشيمة، والتي تسمى أيضاً المشيمة المنزاحة.
6 زيادة خطر فقدان الحمل
يزيد الحمل في سن الأربعين من خطر ولادة جنين ميت أو إجهاض أثناء الحمل، وذلك بسبب خلل كروموسومي مميت أو حالة طبية موجودة مسبقًا.
كما أثبتت الدراسات أن سوء نوعية البويضات والمضاعفات الصحية مثل مرض السكري تزيد من فرصة الإجهاض، لذا يجب مراقبة المرأة للتأكد من صحة الطفل في الأسابيع الأخيرة من الحمل.
7 مشاكل وراثية لدى الطفل
من أكثر الأمور التي تزيد من الخوف من الحمل في سن الأربعين هو إنجاب طفل يعاني من مشاكل وراثية معينة. وأشهرها متلازمة داون، والتي تحدث بسبب وجود كروموسوم إضافي، ويصاحبها تخلف عقلي وبعض المضاعفات الأخرى.
النساء في سن 25 أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بهذه المتلازمة، بمعدل 1 من كل 1250 ولادة، بينما في سن 30 يرتفع هذا المعدل إلى 1 من كل 952 ولادة، ولكن في سن 35 يكون هذا المعدل 1 فقط من كل 1250 ولادة. بمعدل 1 من كل 385 ولادة، بينما في سن الأربعين يكون هذا المعدل 1 من كل 106 ولادة.
لكن هناك بعض الاختبارات أثناء الحمل، مثل: أخذ عينة من الزغابات المشيمية وبزل السلى، والتي يمكن من خلالها اكتشاف المشاكل الوراثية في المراحل المبكرة من الحمل.
فوائد الحمل بعد الأربعين
ورغم أن الحمل في سن الأربعين يحمل العديد من المخاطر، إلا أن له بعض المزايا التي نذكرها في النقاط التالية:
- النضج الكافي للأم في تعليم وتربية الطفل مقارنة بعمره الأصغر.
- استمتعي بحياة أطول بسبب انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- يتمتع الطفل بشخصية جيدة وتعليم عالي الجودة.
- استقرار الحالة المالية والنفسية للزوجين، وبالتالي القدرة على السيطرة على الأبناء بشكل أفضل.
- يتمتع الوالدان بصحة جيدة على المدى الطويل.
نصائح لحمل صحي بعد الأربعين
كما ذكرنا أن الحمل يمكن أن يحدث في سن الأربعين، وإذا حدث الشيء المنشود، هناك بعض النصائح للمرأة التي يجب أن تنتبه إليها سعياً إلى تقليل التعرض لمضاعفات تأخر الحمل، ونذكرها في الفقرات التالية:
1 الزيارات الدورية للطبيب
يجب على الأم التي تعاني من مرض مزمن كارتفاع ضغط الدم أو السكري مراجعة الطبيب المختص بشكل دوري والقيام بإجراء كافة الفحوصات التي يطلبها قبل وأثناء الحمل.
2 الغذاء الصحي
يجب عليك الحصول على الأطعمة الصحية المليئة بالخضار والفواكه والبقوليات واللحوم، إلى جانب منتجات الألبان التي تمد الجسم بالكالسيوم للحفاظ على صحة الأسنان والعظام بينما تنمو عظام الطفل بأفضل طريقة، وكذلك حمض الفوليك الموجود في الحمضيات. . والخضروات الورقية.
3 الابتعاد عن السمنة
وعلى الأم ألا تستمع للنصائح الشعبية بالإكثار من الأكل لأنها تأكل لشخصين؛ لأن ذلك يؤدي إلى السمنة والمشاكل الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
4 تجنب التدخين
يؤدي التدخين إلى فقدان وزن الطفل أو الإصابة بتسمم الحمل أثناء الولادة، ويزيد من احتمالية إصابته بالعيوب الخلقية. ولذلك ينبغي تجنب التدخين أثناء الحمل والرضاعة.
5 ممارسة الرياضة
يجب على المرأة الحامل ممارسة التمارين الرياضية، تحت إشراف الطبيب، للحصول على حمل صحي، لأن ذلك يقوي العظام والعضلات، ويقلل من زيادة الوزن، ويخفف التوتر والضغط العصبي. لذلك عليك استشارة الطبيب حول أنواع التمارين الرياضية المناسبة لك.
6 المكملات الغذائية
ويجب خلال هذه الفترة استشارة الطبيب حول الأدوية المهمة للتأكد من خلوها من الآثار الجانبية الضارة بصحة الجنين، كما يجب الالتزام بالمكملات الغذائية الموصوفة له حسب فترة الحمل.
من الممكن أن تصبحي حاملاً في سن الأربعين، ولكن بفرصة أقل مما هي عليه في العشرينات والثلاثينات من العمر. ومن الممكن أيضاً اللجوء إلى وسائل معينة تزيد من فرصة الحمل، لكن الأهم في حال الالتزام بها المتابعة الدورية للطبيب والالتزام بتعليماته.
