اخبار

الغارديان: معضلة حادة يواجهها الغرب وإسرائيل في التعامل مع قطر وطن

وطن تحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تحديات تواجهها قطر في لعبها المتكرر لدور الوسيط، بهدف صنع السلام في قضايا عدة بالمنطقة إلا أنها تواجه اختباراً جاداً ـ بحسب الصحيفة ـ في دورها الذي تحاول أن تلعبه في الحرب الدائرة حاليا بين حماس وإسرائيل.

ولفت التقرير الذي رصدته (وطن) إلى معضلة يواجهها الغرب وإسرائيل في التعامل مع قطر الدولة الغنية بالطاقة، التي تحاول لعب دور الوسيط في الصراعات حول العالم من الخرطوم إلى كابل.

واستدلت “الغارديان” بتغريدة مستشار الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي تساحي هنجبي، الذي لا ينشط كثيراً على منصة “إكس” ويكتب بالإنجليزية ليخاطب العالم بتغريداته.

مسؤول إسرائيلي يقر بأهمية وساطة قطر

وجاء في تغريدة “Tzachi Hanegbi” حول دور الدوحة: “يسعدني أن أقول إن قطر أصبحت طرفا أساسيا وصاحب مصلحة في تسهيل الحلول الإنسانية”.

مضيفا: “الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر حاسمة في هذا الوقت”.

تسعى قطر عبر اتصالاتها الدبلوماسية للتوسط مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، لإطلاق سراح أكثر من 200 رهينة تم أسرهم بعملية “طوفان الأقصى” التي شنتها القسام في مستوطنات عدة ضمن غلاف غزة.

وساطة قطرية بين حماس وإسرائيل لتبادل النساء والأطفال من الجانبين

وفسر البعض تصريحات مستشار الاحتلال ببساطة، على أنها تلميح إلى أن الشائعات حول إطلاق سراح ما يصل إلى 50 رهينة كان وشيكًا، وهو رأي تدعمه أصوات متفائلة قادمة من الدبلوماسيين القطريين.

وذكرت “الغارديان” أن تساحي هنبجي ربما شعر بضرورة تصحيح الإهانة الدبلوماسية التي سببها وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي استغل منصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك للهجوم على قطر، قائلا إنها “تمول وتؤوي قادة حماس”.

تخبط إسرائيلي داخلي

ورأت مجموعة ثالثة أن التغريدة شكل من أشكال الإهانة للاحتلال الإسرائيلي.

وقال جوناثان شانزر، من مؤسسة واشنطن للدفاع عن الديمقراطيات: “هذا هو التصريح الأكثر إثارة للقلق من مسؤول إسرائيلي رأيته في هذه الحرب. قطر، الدولة الراعية لحماس وعدو إسرائيل (لكي أكون واضحا تماما)، تؤثر على توقيت المناورات البرية الإسرائيلية في غزة”.

وتعكس تلك التصريحات تخبط الداخل الإسرائيلي بشدة في ظل تناقض تغريدات وآراء مسؤولين حيال العملية العسكرية وحيال المسار السياسي، الذي يبدو أنه انتهى أو تغير لمنحى آخر بمحاولة توغل الاحتلال برياً إلى غزة.

وتؤكد الغارديان أنه في كل الأحوال تلفت تلك التصريحات الانتباه مرة أخرى إلى الدور المحوري الذي تلعبه قطر في الوساطات المهمة على مدى السنوات الماضية.

وقال الدكتور كريستيان أولريشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة، إن إطلاق سراح الرهائن الأربعة بنجاح أظهر احتفاظ قطر بالقدرة على التعامل مع حماس.

وتابع بحسب التقرير: “ما سيأتي بعد ذلك، سواء بعد حل أزمة الرهائن أو قيام إسرائيل بغزو بري لغزة، سيكون هو التحدي، لأنه من الصعب رؤية إسرائيل تعود إلى الوضع الراهن قبل 7 أكتوبر، نظرا لحجم الغزو وحجم هجمات حماس.”

ولفت إلى أنه في مثل هذه الأوقات “سيتم اختبار استراتيجية قطر المتمثلة في تطوير والحفاظ على علاقات العمل مع مجموعات لا تعد ولا تحصى وتقديم نفسها كوسيط بين الأطراف التي لا تستطيع التعامل مع بعضها بشكل مباشر.”

وفي قطر قاعدة عسكرية أمريكية تعمل في مساعدة أفراد الخدمة الأمريكية واللاجئين الأفغان الفارين من طالبان، وتمت مكافأتها في السابق بكونها “حليفاً رئيسياً من خارج الناتو”.

لكن وفق تقرير “الغارديان” دور الوساطة الذي تلعبه قطر يواجه خطراً حقيقياً جاداً الآن، بسبب قربها من القوى التي لم تعد الولايات المتحدة قادرة على التسامح معها ـ حركة حماس ـ بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *