اخبار السودان

تشريح قصيدة «مأساة حماد ود سعيد» لعوض فضيل!

الكاتب عيسى إبراهيم

عيسى إبراهيم

** القصيدة للشاعر اليساري “المرحوم” عوض فضيل الاستاذ بمدرسة مروي الثانوية وهو من كريمة البركل التحتاني ألقيت القصيدة ببورتسودان بين عامي (٦٩ و٧٠)..تبدأ القصيدة بتعرية الادارة الاهلية في زمانها المبكر قبيل الاستقلال في احتفالها بلقاء المدير “ميجر صنب” وصنب كناية عن مدينة مروي الادارية التي يقع فيها متحف الحضارة الكوشية وكلمة صنب تعني “صنم”..والشاعر في مفتتح قصيدته يعرض بالعمد والمشايخ ربابنة الادارة الاهلية انذاك فيقول:
(١) زول اسمو حماد ود سعيد
وطنو الصغير اسمو ام بكول
ميلادو مو معروف متين
لكن كبار ناس البلد بيقولو كان
سنه البحر غطى الجروف  ..
سنة المدير ( ميجر صنب)،، زأر أمبكول
والعمده كان عازم العمد وضابح خروف….
واتعازمو الناس الكبار ضابحين عجل وكمان خروف أعظم تواريخ في سجلات المواليد في الوجود!!..
** وللمفارقة كان الوطنيون والوطنيات يتغنون لذهاب المستعم ويشجعون الشباب للثورة ضد المستعمر فيقولون:
يا عيال مروي تقومو كب
تقلعو الميجر من صنب
** وقرية امبكول تقع بالضفة الغربية للنيل بين حسينارتي وكورتي وتقابلها بالضفة الشرقية التكر ومورة والسدر وكوري والهو..
فقر المزارعين بالشمالية:
** ينتقل فضيل ليحكي في قصيدته عن فقر المزارعين بالشمالية في صورة محزنة تحكي عن حماد واخته ام الحسن وانتقاله من رمضاء الريف الى نار المدينة فيقول مصورا الفقر:
(٢) ما لسه باقيه ام الحسن
اختو ال لمن أربع سنين ..
لابسالا توب واحد وحيد
تمشيبو للبكى والفرح
تمشيبو للجار والبعيد
والله في يوم ما اشتكت وقالت قدم دايري  ،،،،، الجديد
وكيف تشتكي.،،،، وليه تشتكي وهي العارفي بين حماد وبين دنيا القروش تارا قديم تارا تليد من  من زمن ابوهو ،،،، جدو،،،، والجد الكبير فد لحظه ما بتصادقو
ويصعب علي حماد شقا أم الحسن
يكدح شديد يتعب شديد وبرضو القروش ما بتلقو
أسباب فقر المزارعين بالشمالية:
** كانت علاقات الانتاج في زمن الساقية بين ملاك الارض والمزارعين اكثر رحمة من زمن اللستر ففي زمن الساقية كان توزيع الانتاج يتم باخراج سدس المحصول لملاك الارض وباقي المحصول يقسم بين المزارعين حسب حصصهم الزراعية ويحدث ان يكون المزارع مالكا للارض ومزارعا فيستفيد..اما في زمن اللستر فيصدف ان يكون جالب اللستر احد الراسماليين فيتم توزيع المحصول كالاتي يخرج سدس المحصول لملاك الارض وباقي المحصول مناصفة بين مالك اللستر والمزارعين!!..
الثقافة السودانية والولع بالجديد:
** درجت الثقافة السوانية على ترك قديمها المعروف (ومن خلا قديمو تاه) والانتقال الى الجديد رغم المخاطر اذ عند ظهور اللستر هجر المزارعون الساقية وانتقلوا الى اللستر وترتب على ذلك فقدان ثقافة الساقية واهم ما فقدوهوا ليس استعدادهم المكتسب في مجال اصلاح الاعطاب بل ما غاب عنهم حيث فقدوا ثيرانهم وابقارهم والبانها والاهم حظائرها حينما كانو يقلعون روث حظائرهم ليمدوا اراضيهم بالاسمدة الطبيعية ويحيون موات ارضهم وهكذا ترادف عدم معرفتهم بمشاكل اللستر من اعطال وجازولين وغير ذلك فبارت زراعتهم وتلفت!!..
الرحيل الى العاصمة الخرتوم يقول عوض:
(٣) وكتين خلاص ضاقت عليهو الدنيا….
باع تورو الوحيد وجاب توب جديد لي ام الحسن
نعلين جداد.،،،، فركة قميص،،،،، ما كان ضنين حماد ،،،، ولا استغلى التمن
وشد الرحال للعاصمة
واداها من باقي القروش اتنين جنيه من خوفو من غدر الزمن
** شد حماد الرحال من امبكول للعاصمة بحثا عن عمل يقيه واخته ام الحسن عاديات الزمن!! فهل وجد في العاصمة الملاذ الامن؟؟..
العاصمة الامل المرتجى والمصير المحزن:
(٤) في العاصمة …
حماد طلع .. حماد نزل
حماد عذابا ضاقو  ،، بيهد الجبال،،،
اسفين كتير مافيش شغل،،،،
امشي وتعال ،،،، يمشي ويجي
زي ال تقول بمتحنو فيو صبر الرجال..
الامل والمأساة:
(٥) وكتين خلاص فضلت خمسطأشر قرش وحجاب عشان عين العدا
الدنيا غنت ،،،، وزغردت ،،،،،
قبلوهو في البوليس نفر ،،
وقالولو تستلم الشغل ،،،، آخر الشهر
وفي اللحظه ديك والله لو حماد  قدر
كان  طار عشان يمشي امبكول يدي الخبر
(٦) حماد سرح وفي نفسو قال
والله يا ام الحسن بعد الشقا الشفتيهو ياما تسعدي
والله لا تسقي البهم لا تحشي قش،،،،،
للونسه والجيران تقومي.،،، سماحة ساكت تقعدي
شطح الخيال،،،، قدامو شاف
ام  الحسن مدلله ومتبختره وسط البنات في أحلي توب
زي العروس متحننة ومتعطرة،،،،
حماد سرح حماد سرح
وفي اللحظه ديك ،،،،
لاقاهو بص شمبات ،،،، وحماد  طار  على الأرض،،،، انطرح
والدم بحر سال فوق التراب،،،،
من قلب كان يادابو محتضن الفرح
وتلاته يوم زي اللحوم خاتنو في التلاجه مجهول الأهل
والرادي ابدا ما سكت
والرادي بعد الكافينول ..
يعلن عن الجثة  ويقول
زول بي شنب ،،،، وخدودو أفقي مفصده،،،،
وفي الجيب خمسطاشر قرش وحجاب عشان عين العدا
ولسه باقية ام الحسن
لليله باقية  أم الحسن،،،، و لي بكرة باقية أم الحسن ،،، ولي بعدو
أم الحسن دماعا سيل،،، خايضابو في زمن المحن
ود سعيد وطنو الصغير ؤاسمو امبكول
ميلادو مو معروف متين
🌹1969 / 1970 ( عوض فضيل) 🌹
[email protected]

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *